الإعلام والصيام
هشام الحاج
يعد الإعلام من أخطر الوسائل التي تفسد على المجتمعات صومهم من خلال ما تنشر من أخبار ووشايات كاذبة تفسد المودة والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد ولذلك فالإعلامي إذا لم يكن محايدا وينقل حقائق ويعمل على الإصلاح بين أفراد المجتمع فهو في هذه الحالة يثير فتنة يكون سببا في التقاطع والتباغض وسببا في قتل النفس المحرمة بإعلامه الكاذب ونقل الأخبار التي تؤدي إلى كل هذه الأعمال الخبيثة وسمع للدكتور راغب السرجاني وهو يتحدث عن الإعلام من واقع قصة أبو لهب وزوجته وأنقلها لكم للفائدة حيث قال بعض من يتدبر القرآن قد يتعجب من نزول سورة كاملة -حتى لو كانت قصيرة- فقط لأجل الردö على أبي لهب وزوجته ويتعجبون أكثر وأكثر من أن هناك تصريحا باسم الرجل مع أن الكفار الذين تعدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر ومع ذلك أشار لهم القرآن الكريم تلميحا وليس تصريحا. ويزداد العجب أكثر عندما نجد اهتماما بأمر زوجة أبي لهب حيث أفردت السورة لها آيتين من أصل خمس آيات وسمöيت السورة بـ»سورة المسد» وهو أمر متعلق بزوجة أبي لهب.
وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط ولا ضرب بالسيوف ولا إصابات أو جروح ولا قتل أو اغتيال!! إذن لماذا هذه اللعنات المنصبة على هذا الرجل وامرأته¿! أختصر لك المسافات.. لقد كان الرجل -وكذلك امرأته- من الإعلاميين الخطرين أصحاب الآراء المضللة! وبالتالي لم يكن أذاهما يقف عند مسلم أو مسلمة إنما كان يتعدى ليصل إلى كل البشر الذين يستمعون لهما أو يشاهدونهما..
وكم من البشر صدوا عن سبيل الله بكلماتهما! وكم من الآلام شعر بها الدعاة من جراء كذبهما وتدليسهما..! لهذا كله استحقا هذه اللعنة الشاملة والتي أصابتهما في الدنيا وكذلك في الآخرة.
وراجعوا مواقفهما المخزية من أول أيام الدعوة..
روى البخاري عنö ابúنö عباس -رضöي الله عنúهما- قال: لما نزلتú {وأنúذöرú عشöيرتك الأقúربöين} [الشعراء: 214] صعöد النبöي صلى الله عليúهö وسلم على الصفا فجعل ينادöي يا بنöي فöهúر يا بنöي عدöي لöبطونö قريúش حتى اجúتمعوا فجعل الرجل إöذا لمú يسúتطöعú أنú يخúرج أرúسل رسولا لöينúظر ما هو فجاء أبو لهب وقريúش فقال: «أرأيúتكمú لوú أخúبرúتكمú أن خيúلا بöالúوادöي ترöيد أنú تغöير عليúكمú أكنúتمú مصدöقöي¿» قالوا: نعمú ما جربúنا عليúك إöلا صöدúقا. قال: «فإöنöي نذöير لكمú بيúن يديú عذاب شدöيد». فقال أبو لهب: تبا لك سائöر الúيوúمö ألöهذا جمعúتنا¿! فنزلتú {تبتú يدا أبöي لهب وتب * ما أغúنى عنúه ماله وما كسب} [المسد: 1 2].
لاحظ أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال في هذه الرواية: «فجاء أبو لهب وقريش»!
لقد لفت نظره أن الجمع الكبير به أبو لهب فخصه بالذكر مع أن رؤوس القوم كانوا حاضرين إلا أن الشخصية المؤثرة فيهم كانت أبا لهب.. لماذا¿! لأنه هو الذي «تكلم» وهو الذي «أعلن» بأعلى صوته منذرا الناس وصادا لهم عن سبيل الله..!
فالناس عندهم فطرة طيبة ولو استمعوا إلى القرآن والسنة لاهتدى معظمهم فيأتي هؤلاء الإعلاميون الفاجرون ويزيöفون الواقع ويخوöفون الناس ويبعدونهم عن طريق الدين فيصير الإعلاميون بذلك أشد خطرا على الدعوة من الجلادين الذين يمسكون السياط بأيديهم أو الحكام الذين يزجون بالمؤمنين في سجونهم..
ومن هنا ذكر الله عز وجل في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين والذين كان جهدهم منصبا على التعذيب الماديö للمسلمين.
وزوجة أبي لهب..! إعلامية خطيرة كذلك!
لقد سمعت بأمر الدعوة والرسالة فكرهت الإسلام وأهله وحسدت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه ولم تكتفö بدفع ابنها لمفارقة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رقية رضي الله عنها وكان قد خطبها في الجاهلية إنما انطلقت لممارسة دورها الإعلامي الفاجر فأطلقت على الرسول صلى الله عليه وسلم اسما ساخرا فأسمته «مذمما» أي عكس «محمد» وهو من الذم وليس الحمد..! وصاغت شعرا تهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه فقالت: «مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا» وراحت تتحرك بإعلامها المضاد للإسلام هنا وهناك ولم تستحي أن تغشى مجالس الرجال مخالفة فطرتها التي تدفعها إلى الحياء فصار شغلها