الحمى الرثوية (الروماتزمية) والصيام
الثورة

لا يبدو اعتياديا علاج التهاب اللوزتين إذا ما تعلق الأمر بالحد من مشكلة مرضية خطيرة من اليسير تلافيها في البداية قبل ظهورها لاحقا وتطورها إلى حالة خطيرة قد تلحق بالقلب ضررا جسيما مشكلة عبئا كبيرا على قطاع الصحة في البلاد ومجال معالجة أمراض القلب بالذات وأحيانا يبدو معها إجراء عمليات القلب المفتوح لجوءا تفرضه الضرورة ومما يثقل كاهل المواطنين ويبدد آمال وطموحات المرضى في العيش بهناء وعافية بعيدا عن المشكلات القلبية.
الدكتور/ مروان محمد قاسم الدبعي – استشاري أمراض القلب يناقش هذه المشكلة بأبعادها وشتى الجوانب المتعلقة بها واضعا النقاط على الحروف للوقاية والعلاج واجتثاث المشكلة من أساسها, ومبينا جملة من الإرشادات للصائمين من مرضى الحمى الرثوية :
• الحمى الرثوية معضلة مرضية قائمة تأثيرها سيء على قلب الإنسان وسببها التهاب حاد في اللوزتين والحنجرة بنوع معين من البكتيريا يطلق عليه (ستربتوكوكس).
وإذا ما أهمل علاج هذه الحالة تؤدي لاحقا إلى ما يسمى بمرض (الحمى الرثوية) الذي قد يصيب المفاصل بشكل حاد فيسبب التهابا (التهاب المفاصل) يتنقل من مفصل إلى آخر ويظهر على شكل انتفاخ في المفصل مع تورم وسخونة وارتفاع في درجة الحرارة إلا أنه لا يترك إعاقة بالمفصل وهذه أهم خواص هذا الالتهاب.
•قد يصيب- أيضا- غشاء القلب الداخلي أو صماماته ويؤدي إلى التهاب حاد في البداية مع تضيق أو قصور في واحد أو أكثر من الصمامات ينتهي فيما بعد بتعطيل واحد أو أكثر من هذه الصمامات.
كذلك يصيب الجلد متخذا شكل دوائر هامشية وحتى النسيج تحت الجلد يمكن أن تطاله الإصابة على شكل عقدات تحت الجلد يطلق عليها (العقديات تحت الجلد).
أضف إلى أنه من الممكن أن يصيب الدماغ ويسبب فيه التهابا يسمى (داء الرقص).
وعادة ما يؤثر هذا المرض على فئة الأطفال والمراهقين مابين سن(4- 18عاما) ويشكل المصابين منهم نحو (60%) من أجمالي الإصابات أي أنهم الأكثر عرضة لهذا المرض.
• إن إصابة القلب بسبب هذه الحمى شائعة في بلادنا تفضي إلى إصابة مزمنة يصبح معها المريض معاقا حركيا حتى أنه من الممكن أن يهمل أو ينقطع عن الدراسة لكثرة تردده على الأطباء للمعالجة.
فضلا عن التأثير النفسي فيما بعد وما قد يواجهه الكثيرون لمرضهم من صعوبات مالية تثقل كاهل أسرهم وتضيف أعباء على الدولة.. إذا انتهى الحال بالمصاب إلى إجراء عملية القلب المفتوح لتغيير الصمامات بصمامات قلب صناعية.
وأعود لأطمئن بأن معالجة المشكلة سهلة في البداية عند التهاب الحلق واللوزتين لكن هذا لا يحدث كثيرا عندنا- للأسف- حتى يتسنى منع هذا المرض من التطور باستئصال المشكلة واجتثاثها من أساسها على غرار المساعي الناجحة للكثير من بلدان العالم وعلى رأسها بلدان العالم المتقدم بالإضافة إلى بعض الدول العربية لدرجة أن المرض على طريق الزوال منها تماما.
•أغلب حالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية أو الرثوية تحدث متزامنة مع زيادة حالات التهاب الحلق واللوزتين. كما أن الإصابة أكثر شيوعا في بيئات الفقراء وذوي الدخل المحدود وشائعة – أيضا- في ظروف المعاناة من سوء التغذية وفي أوساط التجمعات السكانية الفقيرة المكتظة بساكنيها والمناطق الحارة الأجواء.
والإناث هنا الأسوأ حظا فهن أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية من الذكور.
وليس هناك دراسة كاملة لمدى انتشار المرض في اليمن إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة الأولى بين أمراض القلب الأكثر شيوعا في مجتمعنا تليها الجلطة القلبية في المرتبة الثانية.
والذي نتمناه ويتمناه معظم أطباء القلب المتعاملين مع هذه الفئة من المرضى أن يستأصل المرض كونه سهل المعالجة إذا تم تشخيصه باكرا وتمت معالجته بشكل ناجح واستخدمت إبرة البنسلين قوية المفعول لمعالجة التهابات الحلق واللوز بالنسبة للأطفال والمراهقين.
• تظهر أعراض الحمى الرثوية أو الروماتيزمية (بعد أسبوع إلى خمسة أسابيع) من الإصابة بالتهاب الحلق واللوزتين بالبكتيريا وأهم ما يميزها(ارتفاع درجة الحرارة – الانحطاط العام – قلة الشهية –الأوجاع المفصلية- ارتفاع سرعة الثقل بالدم – إيجابية البروتين الخاص بالالتهاب) إلا أن أبرز ما فيها الالتهاب المتنقل في المفاصل الكبيرة في الجسم بنسبة (80%) مثل( الركبة – الكاحل – الرسغ – الحوض- المرفق) ويصاحبه انتفاخ وألم واحمرار المفصل.
وقد يكون الألم المفصلي محتملا أو شديدا جدا لكنه لا يترك أية إعاقة في المفصل.
أما الالتهاب في القلب فنحو(60%) من الحالات تصل إلى هذه المرحلة.
ويعد تأثر صمامات الجهة اليسرى للقلب بسبب الحمى الرثوية أكثر بكثير من صمامات الجهة اليمنى. حيث تسبب