الجلطة القلبية في رمضان

القلب يعني الحياة ودونه تتوقف وتتعطل كل الأعضاء ثم تموت فلا تهاون عند ظهور مؤشر على مشكلة قلبية ولو لمجرد الإحساس بألم حاد في الصدر خصوصا في عظمة القص أعلى فم المعدة فقد يكون هذا نذير مشكلة قلبية محتملة توشك على الحدوث.
وسنقف هنا على مرض خطير له ذات الخصوصية في علامته المنذرة بالخطر اصطلح – طبيا -على تسميته (الجلطة القلبية ) وعنها تحدث الدكتور/صالح زايد عاطف – استشاري أمراض القلب محددا أسباب وعوامل الجلطة وكيفية الوقاية لمنع حدوثها وتلافي تسببها بسكتة قلبية قاتلة بقوله :
• إن موت عضلة القلب (احتشاء عضلة القلب) أو ما يعرف بين عامة الناس بالجلطة القلبية إنما يعني حدوث موت سريع لجزء من عضلة القلب بسبب قلة الأوكسجين الذي ينبغي وصوله إليها اللازم لأداء عملها..
هذا يحدث -عادة- بعد تكون جلطة في أحد الشرايين التاجية للقلب مما ينتج عنه نقص حاد في كمية الدم التي تصل إلى عضلة القلب يترتب عليه نقص كمية الأكسجين اللازم لإنتاج الطاقة الضرورية لعمل القلب وبالتالي يموت الجزء المرتبط بالشريان التاجي الذي حدثت فيه الجلطة.
• تعد الجلطة القلبية من الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان المتقدمة, وحتى البلدان النامية والأقل نموا ليست في منأى عن الخطورة وتكاد تلحق بالبلدان المتطورة من حيث معدل الإصابة إذ تشير الدراسات الحديثة إلى تقارب كبير في معدل حدوث الجلطة القلبية بين مختلف بلدان العالم .
واليمن وفقا للإحصاءات تحتل فيه الجلطة القلبية مراتب متقدمة في سلم الأمراض المسببة للوفاة والإعاقة الجسدية.
• وعلى الرغم من أن مشكلة (الحمى الرثوية) لا تزال تحتل المرتبة الأولى بين أمراض القلب في اليمن الا أن الجلطة القلبية أصبحت شائعة فيها وفي تزايد مستمر نتيجة تغيير نمط الحياة الصحية السليمة.
ويبدو – جليا- ارتباط حدوث معظم الإصابات بالجلطة القلبية في اليمن أثناء تناول القات أو بعد جلسة القات – مباشرة- لما للقات من تأثير مباشر على الشرايين التاجية يؤدي إلى انقباضات وعائية وتشنجات في الأوعية الدموية فتضيق بما قد يفضي إلى حدوث الجلطة.
بالإضافة إلى أن القات ينمي الرغبة الكبيرة في التدخين وزيادة تعرض غير المدخنين لأضرار التدخين السلبي(الاستنشاق القسري لدخان التبغ) لما تفرضه مجالس القات وطقوسه من إحكام مبالغ فيه لمنافذ التهوية فهذا ما تعود عليه الكثير من مدمني القات والتدخين ليريحوا أنفسهم على حساب الآخرين حتى في شهر الألفة والتكافل.. شهر الصيام المبارك.
• ينبغي التنويه في رحاب شهر الصيام/ رمضان إلى ضرورة مراعاة القواعد الصحية السليمة. فالناس تتزايد رغبتهم خلاله بتناول كمية كبيرة من الطعام في الإفطار ومع وجبة العشاء مكثرين فيه من تناول أصناف الأطعمة الغنية بالدهون مع تغيير نمط الحياة اليومية يقابله شره في تعاطي القات وإسراف في التدخين عند الإفطار وعقبه مما يشكل عوامل مهمة تسهم في التهيئة لحدوث الجلطة القلبية.
• وثمة سؤال يتبادر إلى الذهن- عادة- ما يطرح بكثرة من قبل الكثيرين حول التفاوت الحاصل في قابلية الإصابة بالجلطة القلبية من شخص لآخر.
وتتجلى الإجابة عليه في أن للمشكلة عوامل خمسة وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية بحيث يكفي واحد لحدوث الجلطة وتشمل:-
1 – مرض السكري. 2- ارتفاع ضغط الدم. 3- التدخين.
4 – ارتفاع معدل الدهون(الكلسترول) في الدم. 5- زيادة الوزن(الوسطي).
إلى ذلك يعتبر القات والشمة ضمن هذه العوامل حيث تفيد الدراسات الصحية الوطنية بأنه يشكل عامل خطورة مستقل للجلطة القلبية ومن خلالها تبين أن نسبة وفيات المخزنين هي الأعلى وصلت إلى (5.9%) بينما هي أقل بين غير المخزنين لم تتعد سوى(4. 2%).
• للجلطة القلبية أعرض استباقية تنذر بمشاكل خطيرة قد تعقبها وإذا شعر بها الإنسان لزم عليه أن يسارع إلى الطبيب لتشخيص مرضه وتلقي العلاج. حيث تأتي الجلطة القلبية بالأعراض التالية:
– ألم بالصدر فوق مكان القلب يوصف بضيق بالصدر أو ضغط فيه أو بأنه عاصر.
ويمكن للألم الانتقال إلى (الفك, الرقبة, الأذرع, الظهر) أو إلى منطقة فم المعدة ويتأثر الذراع الأيسر بالألم أكثر إلا أن من الممكن الشعور بالألم في الذراعين معا.
– ضيق في التنفس يمكن أن يصاحبه ألم بالصدر أو يحدث كشكوى منفصلة وفيه من الدلالة على عدم مقدرة البطين بالقلب على التأقلم جراء النقص الحاد في الأكسجين وعند كبار السن ومرضى السكر تعد هذه شكواهم الوحيدة.
– الميل للقيء أو آلام البطن -عادة ما يكون موجودا في حالات موت جزء من الجدار السفلي أو الخلفي للقلب. – الدوخة مع الإغماء أو بدون الإغماء.
– القلق و التوتر – السعال. – تصبب العرق.
– الغثيان مع القيء أو بدون القيء. – ارتفاع صوت النفس مع ضيقه.
من ا

قد يعجبك ايضا