المطلوب استيعاب المتغيرات

احمد الزبيري

مقال


التسوية السياسية التي انطلقت نهاية 2011م بتوقيع اليمنيين على المبادرة الخليجية في عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة الرياض حققوا في مساراتها نجاحات على صعيد تنفيذ المبادرة لكن يبقى النجاح في مؤتمر الحوار الوطني هو الإنجاز الأهم باعتباره خلاصة كل الرؤى والتصورات والأفكار التي طرحت للنقاش لحل قضاياهم ومشاكلهم وما ارتبط بها من خلافات وصراعات وحروب وأزمات مزمنة ومتراكمة وراهنة لها علاقة بداعيات إحداث الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
وحتى لا تأخذ تلك التداعيات مدى يخرجها عن السيطرة كان خيار التسوية – المدعوم من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء من المجتمع الدولي لا سيما الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن – هو الصائب والسليم ليس فقط للقوى السياسية المعنية في السلطة والمعارضة وقتها ولكن للشعب اليمني وللمصالح الإقليمية والدولية الذي يشكل لها موقع اليمن الجيوسياسي أهمية حيوية.. نجحنا في التوافق والاتفاق على الحلول والمعالجات التي جابهتها وواجهتها صعوبات وتحديات ومعيقات تلازم فيها – ومازال- السياسي بالاقتصادي بالأمني كان واضحا فيها إلى جانب أسبابها وعواملها الذاتية والموضوعية هناك ما هو مفتعل.. عمل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومعه كل الخيرين الحريصين على تفادي تأثيراتها على التسوية والحوار والتوافق وتجاوزها ليتحقق الانتقال إلى مرحلة التطبيق العملي التي كما نتبين لها أيضا تحدياتها وعوائقها التي ربما تكون أكثر خطرا من سابقتها خاصة وان اطرافها تحاول في تحقيق أجندتها خلط الأوراق واللعب على ظواهر جاءت التسوية والحوار لإنهائها كالإرهاب والتخريب والفتن المناطقية والمذهبية والقبلية وأوضاع الشعب الحياتية والمعيشية والخدمية الصعبة غير مدركة تلك الأطراف والقوى التي تقوم بذلك مغبة الاستمرار في فعلها هذا سيكون له عواقب وخيمة عليها وعلى اليمن.
ليبرز مما سبق تساؤلات حول متغيرات المشهد الداخلي خلال الفترة المنصرمة لليمن منذ بدأ التسوية وحتى اليوم وما صاحب ذلك من متغيرات متسارعة إقليمية ودولية ومدى استيعابه وطنيا لتوظيفه ايجابيا لصالح إنجاح التسوية وإخراج اليمن مما هو فيه.. مما يحصل نلمس أن أولئك المنشغلين بأحقادهم وضغائنهم..بثاراتهم وانتقاماتهم..وصراعات مصالحهم الضيقة عاجزين عن فهم تحولات المشهد الداخلي والخارجي بفضائه العربي والعالمي المؤثر على اليمن بصورة مباشرة وغير مباشرة ونقصد بالأولى أن خروج اليمن من أوضاعه جاء نتاجا لجهد وطني وإقليمي ودولي ويمكن اعتبار الدور الخارجي لاعبا رئيسيا في التسوية والمبادرة والحوار وعملية الانتقال إلى بناء اليمن الجديد بدولته الاتحادية إما غير المباشر نعني به ما نشهده من أحداث وتبدلات في معطياتها تحمل ملامحها بشائر تفاهمات وتسويات وحلحلات لملفات قضايا كانت حتى وقت قريب تعقيداتها تنذر بصراعات وحروب حتمية.. ليثبت ما يجري ان في السياسة والمصالح لا مكان لحتميات وهذا ما على اليمنيين أن يعوه ويستوعبوه ويعملوا معا لإنجاح وإنجاز ما توافقوا واتفقوا عليه كي لا يكونوا جزءا من التسويات الإقليمية والدولية القادمة بل مستفيدين منها جميعا للنهوض بوطنهم تلبية استحقاقات تطلعاتهم في يمن يسوده العدالة والشراكة والتنمية والبناء.

قد يعجبك ايضا