المثقف اليمني ودوره التنويري في المرحلة القادمة

لقاءات/ محمد القعود

للمثقف دوره الهام والفاعل في مسيرة مجتمعه وتطوره وأزدهاره وتحقيق طموحاته وتطلعاته في غد مشرق وأفضل.
أن المثقف دائما في طليعة المجتمع يحمل مشاعل التنوير والتغيير وعندما يغيب ويهمش تلحق بالمجتمع الكثير من الكوارث والانزلاق نحو مسالك معتمه.
وبعد أن ظل المثقف اليمني لفترات طويلة في حالة غياب وتهميش وتجيين.. ترى ما هي الأدوار والمهام التنويرية للمثقف اليمني في المرحلة الراهنة والقادمة وخاصة في ظل الأقاليم والدولة الاتحادية..¿ وما هي الأولويات التي يجب القيام بها تجاه مجتمعه ووطنه..¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من المثقفين والأدباء الذين جاءت إجاباتهم في السطور التالية:

التصدي للأخطار
• الناقد خالد الشامي:
المثقف ملقى في غيابة جب التجاهل تتجاهله السلطات الرسمية والمجتمع لأن دوره صار مغيبا وحين يغيب الدور يصبح الاقتراب من العدمية هو الأقرب. ولأن المثقف اليمني يعيش أسوأ الظروف فقد كان ينبغي أن يكون المنارة التي يتجه إليها الناس في عتمة الواقع لكن هذا لم يحدث وقد لا يحدث على المدى القريب إن لم يستشعر دوره وواجبه التنويري خصوصا وأن المرحلة مرحلة مخاضات وتقلبات تتطلب المساهمة في توجيهها الوجهة الصحيحة. على المثقف أن يكون صوته عاليا لكن ليس كإضافة إلى الضجيج الحاصل من حوله لكن كصوت نذير ورؤية حكيم رؤية تقوم على الاستبصار والتجرد متسقة مع ما آمن به من مثاليات بعيدا عن التخندق في الزوايا الضيقة والتعطش نحو الانتقام والرغبة في التدمير. على المثقف أن يستشرف الأخطار المحدقة وأن يحتشد مع كل العقلاء للتصدي لهذه الأخطار والبحث وسائل مواجهتها وتجنبها.

تجويع وإقصاء ومطاردة
• الروائي محمد الغربي عمران:
– المثقف اليمني لم يكن في حالة غياب.. والأصح تغييب واستلاب.. فهناك من يناصب المثقف العداء.. ويمارس عليه الإقصاء.. والارتهان. بل والتجويع والمطاردة.. وينصب شراك التدجين والتبعية.. معتمدا على تجويعه وتهميشه وإقصائه.. ومن تراهم ملتصقين بالسلطة هم أقرب إلى سماسرة الثقافة .. وأقرب إلى المثقف المزيف.
لم تجد في أي مجتمع معاصر ذلك السياسي الذي يمتاز بغباء وجهل مركب كما هو في مجتمعنا, يستسيغون الارتهان للخارج.. بل ويجاهرون بتبعيتهم وعمالاتهم ..ويعتبرون ذلك ميزة وليس عارا أن يقبضون الأموال من الخارج مقابل تنفيذ ما يملى عليهم .. يديرون أزماتهم بطريقة قطاع الطرق.. ورؤساء العصابات.. والمتأمل لقيادات أحزابنا التي تعيش في بحبوحة وفي رخاء ..
المثقف اليمني وبالذات المثقف المنتج -المبدع- يقوم بدوره كما يجب أن يكون رغم الحرب المستعرة عليه إلا من تم تدجينه وتبويقه فهم يعيشون كما يريدون.. والأغلبية تمارس ضدهم الإقصاءات والتمييز فمن ليس مع السياسي وليس بوقا له وتابع يقصى.. وسنلاحظ ذلك ما تمارسه وزارة الثقافة وأجهزتها ضد المثقف الحر. وكذلك من حرب قائمة لتدمير هذا المبدع.
المثقف في ظروف كتلك يقوم بالكتابة .. ويطبع إنتاجه على حساب قوت أولاده.. ويشارك داخل اليمن وخارجها أيضا من موارده الشحيحة.. المثقف المنتج يصارع الثالوث المدمر- ولا أحد يقوم بدوره غيره.
اقرأ تلك الإصدارات من رواية وشعر وقصة .. تابع الشباب من يرسم ويموسق.. تابع كل ما ينتجه المبدع ..ماذا ستجد .. ستجد بالطبع ثورة ضد الفساد.. ثورة لإعلاء قيم الحرية والعدالة.. مطالبة بمكافحة القبلية والمذهبية.
اليمن تعيش حالة ليس أسوأ منها حالة.. دعم قيم القبلية.. تكالب المتأسلمين للسيطرة على البلد والتسلط عليها على أساس مذهبية ومناطقية.. تكريس إدارة البلد بأسلوب إدارتها كبلد مأزوم حتى يحكموا السيطرة.
وما تروج له الأبواق عن تقسيم اليمن إنما ذلك لتنفيذ رغبات خارجية مصلحتها أن تتفتت اليمن وهي من سعت منذ عقود طويلة للوصول باليمن إلى بلد متناحر..مفتت.. غارق في صراعاته.. الفيدرالية هي تجميع المجزأ.. وليس تفتيت المجمع.. الفيدرالية علاج لمجتمعات متباينة عرقيا أو دينيا .. مثل العراق الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.. أو تجميع كيانات مثل الإمارات العربية.. أما في حالتنا فلا يصح ذلك..
علينا كمثقفين أن نتلاحم ..وألا ننساق إلى تلك المشاريع السياسة العفنة.. ألا ننساق للتدجين .. أن نرفع أصواتنا مع الوحدة الحرية وقيم العدل والديمقراطية..وإلا نكون أبواقا لأحزاب ثبت انفصام قيادتها وإفلاسها.. وثبت أن منهم من أصيب بأمراض العظمة والتخريف.

حساسية المرحلة
• الشاعر بشير المصقري:
لدينا يقين راسخ بأن دور المثقف والمهمة التي تقع على عاتقه ضحلة أكثر من أي وقت مضى وبها من الصعوبة والتعقيد في الوقت الحالي مايبدو حريا بمراجعة ادواره السابقة أيا كانت وإعادة النظر في مسائل كثيرة تتعلق برسالته التنويرية وسأقول لماذا ¿
لأن المرحلة الوطنية الراهنة لاتحتاج مطلقا

قد يعجبك ايضا