إرهاب الأدوية المزورة
واثق شاذلي
مقال
في نفس اليوم الذي كنا نشارك فيه شعوب ودول العالم احتفالها بيوم الصحة العالمي في السابع من شهر ابريل الماضي كانت قوات خفر السواحل في خليج عدن تلقي القبض على طاقم سفينة محملة بأكثر من 200 كرتون من الحقن والأدوية المزورة, وفي منفذ حرض احتجزت قوات الأمن عددا من تجار شنطة الأدوية المهربة إلى داخل البلاد والأمر نفسه تكرر في المكلا وباب المندب وغيرها من مناطق البلاد ويظهر ان المهربين كانوا بذلك يقدمون لنا هداياهم بمناسبة هذا الاحتفال .
يظهر ان جبهات الإرهاب التي علينا قتالها والقضاء عليها كثيرة ومنها هذه الجبهة… جبهة الأدوية المهربة والمزورة .
الثروات الطائلة لعمليات تهريب وتزوير الأدوية هي التي أعمت بصائر وقتلت ضمائر المهربين والمزورين وسحقت إنسانيتهم فهم يعرفون مسبقا أنهم إنما يشترون دماء وأرواح المرضى بتلك الأدوية المسمومة .
تصوروا ذهاب المرضى لشراء ما يزيد أمراضهم نفسها وإصابتهم بأمراض اخرى جديدة وخطيرة كالفشل الكلوي والكبد وأمراض الجهاز العصبي بل والسرطان بسبب هذه الأدوية , وبالرغم من ذلك فهناك من يحاول شرح أسباب هذا التهريب او تبرير هذه الجرائم بقوله أن هذه الأدوية غالية الثمن أو إنها لاتصل إلى البلاد بالكميات المطلوبة أي أنها شحيحة في السوق أو لا بدائل لها وان كثيرا من الشركات المنتجة لهذه الأدوية ومنها لأمراض مستعصية كالقلب أو المهدئات لا وكلاء لها في اليمن … أن المهربين … ويالعدم الرحمة… قد عملوا على سد هذا الفراغ وتغطية النقص في هذه الأدوية وغيرها ولكن بطريقتهم الخاصة ومن الابواب الخلفية التي تفتح لهم مغارات علي بابا وتفتح للمرضى أبواب الفناء , لهذا فهناك من سماها بتجارة الموت.
التقارير الدولية تقول أن حجم المبالغ المتداولة في هذه التجارة يزيد عن 85 مليار يورو… مبلغ ضخم وهائل لهذا فهناك وسائل موضوعة لهذه الجريمة المنظمة , لسنا وحدنا الذين نشكو من الآثار المدمرة لهذه التجارة على صحتنا وحياتنا واقتصادنا وبلدنا, فكثير من دول العالم الثالث في افريقيا واسيا بل وكثير من دول أوروبا تعاني من هذا التهريب, ولكن مع تفاوت بين هذا وذاك, المهم لدينا ان التهريب يزداد يوما بعد آخر بدلا من دحره وتناقصه, المهربون جعلوا من بلدنا ممرا من ممرات التهريب العالمية وفي الوقت نفسه موقعا من مواقع تصريف وبيع المواد المهربة , ولكثرة عملية التهريب هذه فان وسائل إعلامنا لا تتوقف عن نشرها واذا لم تقرأ عنها يوم الخميس مثلا فستقرأها أيام الجمعة والسبت والأحد وبإمكان وسائل الإعلام تخصيص زوايا وأركان لاخبار التهريب فيها مع ضمان توفر وتدفق تلك الأخبار طيلة أيام الأسبوع, وهنا لابد من دق جرس الإنذار وناقوس الخطر
كل عمليات التهريب بمختلف أشكالها هي جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد … تهريب السلاح نحصد نتائجه رصاصا وقذاف في صدورنا واكبادنا … تهريب السلع الغذائية الفاسدة والأدوية المزورة هي مشاريع ناجحة لفتح مئات بل آلاف القبور لأبناء وبنات شعبنا… العناصر المتسللة إلى أراضينا والقوى التي تقوم بتهريب المخربين إلى بلادنا لم تعد أخبارها ولا أهدافها تخفى على احد ولا نحصد منها سوى الدمار.
كل أعمال الخفاء لا تنتج سوى البلاء
المفوض الأوروبي في المفوضية الأوربية ببروكسل اندريا بيبا لاجس قال بان الأدوية المزورة أصبحت مصدرا للدخل بالنسبة للناشطين في الجريمة المنظمة فهي تاتيهم بعائدات مرتفعة وتعرقل مشاريع التنمية في الوقت نفسه .
ترى كم عدد العاملين لدينا في هذه التجارة المحرمة وما هي القوى المشاركة في هذه الجريمة المنظمة.
جرائم التهريب بما فيها جريمة الأدوية المهربة والمزورة تتطلب منا تعزيز الرقابة على المنافذ البحرية والجوية والبرية في بلادنا والقيام بفحص ومعاينة مفاجئة للصيدليات ومخازن الأدوية ولكن قبل هذا وذاك لابد من العمل على كشف القوى التي تحرك هذه العمليات من خلف الستار وإحالتها إلى القضاء إذا أردنا أن نضع نتائج مؤتمر الحوار بهذا الخصوص موقع التنفيد.
Wams2013@hotmail.com