إنتكاسات
محفوظ حزام
محفوظ حزام –
سيظل الله هو الملاذ الأوحد عند كل تقصف وتصحر وتقشر مواطن الإنسانية لدى الإنسان وما أكثرها في مساحات زوايانا بل هي إلى متسع يوم عن يوم لو قلت : تالله ما اخطئت بأن ذلك شيء يؤرق الأجفان بالتساقط ويصيب المعدة بالقرح والصدر بالربو والجسد بالهوان ونحن نرى أخلاقياتنا نحن القطيع من البشر تدهورت وتتقدم في ذلك التدهور إلى مستوى يقف المتأمل فيها حيران مشتت النبض والأخذ والرد والقسمة والضرب وكيف للمرء أن يجد وجه الشبه بين يومنا هذا الملبد بالقتامة والسواد الحالك بين زمن كنت ارى فيه كلب جاري محسن لاينام إلا حين يعود محسن من عمله وأرى القطة ((لوسي ))لايهدأ لها جفن إلا حين عودة طفل عمي يحي من مدرسته وكنت أرى حمار جارنا لايستقر إلا حين يسمع بقدوم العم ((شوعي)) وكنت أشاهد إنتاج دجاج الخالة وردة من البيض في تزايد مستمر حينما تكون هي المشرفة على وجباتهم الغذائية وكنت ألمس روح الإتزان في بقرة الجدة ((ريسه ) حين تكون هي من تضع لها ربطة الوجيم وكنت أرى الإستكانة ملء مساحات الوجود وعلى بساطة ذلك اليوم وقلة التحصيل العلمي لديهم أوعدميته إلا أنه كان ممتلئا بمشاعر الحميمية وحسن الظن ولب الإتزان ورقة الحاشية . أما اليوم فمن الظريف الطريف والغريب العجيب المضحك المبكي أن نرى معالم المدينة اليوم قد اختلطت بكل تفاصيل مفاصلنا الحياتية حتى وصلت إلى وجباتنا الغذائية ورغم ذلك مازالت وحشية الفكرة والتصرف والقمع وعدوانية الفعل تأكلنا من دواخلنا أكلا وتنخر فينا نخرا بل وتشوينا شويا يوما عن يوم وفي تزايد واضح .إن مساحة الظلمة والظلام نعيشها في تزايد ملفت ولا أرى أن ألجئ ذلك فقط إلا أننا أشد حسدا وعنادا أو كفرا ونفاقا أو اكثر جهلا وعدوانا ولكن لأننا تجردنا من رحاب الرحمة وخرجنا تماما من محرابها بل لم نعد نرى أن الرحمة هي الوسيلة الأولى لسريان مشاعر أفعال الود في مجمل خطواتنا بل تناسينا تماما أنها هي السبيل الأوحد للوصول إلى إبتسامة السماء وعطر الأرض وضحكتنا الأبدية الحقيقية التي لزاما علينا أن ندركها هنا إن إستدارة جماجمنا إن لم نملأها رحمة ومحبة وسكينة وهدوءا إمتلأت صخبا وخرابا غبارا وأوجاعا أسقاما وأصقاعا وأوؤكد أن ذلك سوف يدفعنا إلى الفشل الدائم حتى وإن نجحنا نجاحا مؤقتا فذلك عابر لن تسكنه روح الخلود ولن تسجله كتب المجد قاتلنا الله مالذي يستطيع أن يقوله المرء بعد أن طوينا من أدراج أرواحنا معاني القول بالإحسان والصدق بالأفعال ,أنا لا أود القول أن لانخطئ لأن ذلك لن يكون لكني أقول : لماا نحن اليوم نخطئ بثوب من الكبر والعند والعنجهية والقسوة والمكر الأسود !¿ أحبائي ما أجملنا في عيون الله حين نخطئ برحمة ونتوب بصدق وحتى أقترب أكثر إلى واقعنا اليوم أرجو أن تنظروا فمن هذا الذي يعود إلى منزله وهو ليس مثخنا بجراحاته ! فالطالب يشكو من فضاضة مدرسة والعكس بالعكس والموظف من تعالي مسؤولة المباشر وراكب الحافلة من عجرفة المدخنين والمريض من إرتفاع رسوم المعاينة والفتاة من تأخر موعد الزواج و الزوج من إستيعاب زوجته له أو العكس والمطلقة من لمزات المجتمع وهمزاتهم والماشي مترجلا ممن يمشي على سيارته وعلى أن الأصل أن الحياة المدنية هي روح الهدوء والسلام وإقحونة السكينة ومرجعية الإنتاج …فما الذي إستجد من مفاهيم حياتنا ختى نحياها في خلل عميق في زمن أرى فيه الحيوانات تتخلق بصفات الوداعة والوفاء والوفاق لتعيش فيها منسجمة مع كل ماحولها
ونحن نتجرع الإنتكاسات المتزايدة ..والإضطرابات المتوالية ..أجزم أن الفشل الروحي إذا ما أستمر في إخفاقاته فإنه ينبئنا بتمام وضوحه أن النوع البشري لن يبق يوما إلا كما النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ولايعود السبب إلا لأننا قد ركضنا صوب الماديات المجردة واسأنا الظن في الأخر وأحببنا ذواتنا وتركنا النور ماذا بعد أن نعمل لأجل المجتمع ونحن نحمل سياسة أنا ومن بعدي الطوفان أو سياسة الأرض المحروقة ((على وعلى أعدائي ))¿! ماذا بعد ونحن نشير بإصبعنا إلى الأخر ذما وقدحا! ماذا بعد ونحن ننام ونصحو وقلوبنا في أيدينا ¿! ماذا بعد ونحن نرتدي ألف وجه ووجه ¿! ماذا بعد ونحن ندس السموم في كل شيء ¿! ألم نلاحظ أننا قد خرجنا عن درب الصواب ودائرة النور لماذا لا نأخذ من الزهر أريجه ¿ ومن الشوك قوته ومن البحر سعته ومن الجبل ثباته ومن الله جل جلاله رحمته ووده وإحسانه وغفرانه . لعلي أصبت كبد الحقيقة في كل ما أريد قوله لكني أعتذر بشدة أن أعكس بقلمي ماتصوره الحياة أمام عيني صوتا وصورة من صخب يثير في سمعي وبصري الإزعاج حد الإمتعاض ومن لوث معنوي قوي الوقعات مما يسبب في هتك قدسية الجماليات ليسلب من حياتنا المتعة والإنسجا