أطفال اليمن صورة لمستقبله
واثق شاذلي
مقال
هل سيكون جيشنا هو المبادر كعادته من بين كل المؤسسات والقوى في العمل والتصدي لحل قضايا البلاد والعباد , في الوقت الذي لم نجد فيه من قبل كثيرا من أحزابنا مايخرج بنا عن أزماتنا الخانقة ومشاكلنا المعقدة إلى طريق الخلاص والسلامة والتغيير إلى الأفضل والتقدم.
يوم الثلاثاء الماضي 13 مايو الجاري أكد رئيس هيئة الأركان اللواء الركن أحمد علي الاشول التزام الحكومة اليمنية وقواها المسلحة والأمن بوقف ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة داخل أراضي الجمهورية اليمنية , رئيس هيئة الأركان وقع والسيدة ليلي زروقي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح على خطة عمل تقضي بضمان تسريح كافة الأطفال من القوات المسلحة وإعادة دمجهم بشكل فعال في المجتمع. السيدة ليلي وصلت البلاد الاسبوع الثاني من مايو الجاري للاطلاع على أحوال أطفالنا وقابلت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورؤساء عدد من الأحزاب مما يؤكد الأهمية التي توليها الأمم المتحدة لقضايا الأطفال وأوضاعهم.
المعروف أن القانون رقم 67 الصادر عام 91 م بشأن الخدمة في القوات المسلحة والأمن يمنع تجنيد الاطفال دون سن 18 عاما في القوات المسلحة والأمن , وكعادة من حكمونا فقد ” بلوا” القانون وجرعوا الأطفال ماءه وهم يجندونهم في القوات المسلحة والامن . إذا كانت قضايا الأطفال في العالم تسبب القلق لكثير من شعوب العالم ودوله فانها بالنسبة لنا يجب أن تسبب لنا الأرق الذي يحرمنا من النوم إذا عرفنا أن نصف سكان البلاد هم دون الثامنة عشرة أي من الأطفال .
يقولون … إذا أردت معرفة الأوضاع القائمة لأي بلد وماينتظره في مستقبله أنظر ودقق في أحوال أطفاله . هل يحصلون على مايكفيهم من غذاء ضروري¿ .. إذا فلاحديث عن الجوع ولاخوف من قدرتهم على حمل أثقال مهام المستقبل. هل يذهبون الى المدارس والمعاهد والجامعات ويتخصصون في علوم العصر .. إذا فالطرق مفتوحة أمام الوطن للحاق بالتطور ومنافسة شعوب العالم في التقدم الصناعي والزراعي والعلمي .. هل يحصلون على التطبيب دون عناء وهل توفر لهم الأدوية¿ .. إذا فلاخوف من الأوبئة والأمراض المهاجرة إلينا واخيرا هل يحصلون على الثقافة ويتمتعون بالفنون بمختلف أشكالها ويتنشقون هواء نقيا ويزورون مناطق بلادهم حيث آثارها الشهيرة ومناظرها الخلابة ويخصصون وقتا للنزهة والتسلية والقيام بالزيارات في محيط المديرية والمحافظة وبين المحافظات إذا فقد احاطوا عقولهم بوسائل تكييف تدفع طاقات امكانياتها في تحصيل الجديد وايجاد الضروريات وحصنوا أجسادهم من آفات المجتمع وأمراض التخلف بمختلف أشكاله.
في أيام الحوار الوطني الشامل وفي الفريق الخاص بالحقوق والحريات أخذ النقاش حول الأطفال حيزا لايستهان به وأجمع الكل على ضرورة إصدار القوانين التي تحمي الاطفال وتمكنهم من النمو السليم وتوفر لهم مايحتاجونه من ضرورات الحياة وتحميهم من استغلالهم في الأعمال الشاقة ودفعهم للقتال في النزاعات المسلحة كان الأمر هنا يخص الأطفال ذكورا واناثا إلا أن صراعا حادا دار في اوساط المتحاورين حول زواج الصغيرات فكان هناك من يرى منع زواج الفتيات اذا لم يبلغن الثامنة عشرة, وكان هناك من يرى أن الزواج خاضع للظروف التي تعيش فيها الفتاة (الطفلة) ولامانع لديهم من تزويجها حتى وان لم تصل إلى سن الثامنة عشرة, واعتقد ان مادار في تلك المعركة يتطلب عمودا خاصا به لما جسده من أوضاع الطفولة في بلادنا والجهود التي تبذل لتغيير واقع الحال المأساوي لهذه الطفولة.
هناك من يقول ويردد … لاتجعلوا من الحبة ( قبة) فالطفولة عشناها جميعنا وهي فترة لابد وأن تمر وأن انتقال هؤلاء الاطفال بالرغم من كل شيء إلى سن الشباب سينسيهم الكثير مماعانوه . اصحاب هذا الرأي ينسون ان العمل والتعامل مع الاطفال ومايصيبهم في حقوقهم وحياتهم ليس مجرد ( ضربات تفوت ولاحد يموت) إنها شج في الرأس تبقى آثاره فوق الرأس وداخل الجمجمة حتى نهاية العمر .
تحية لكل من سيعمل على إنزال السلاح من فوق اكتاف الأطفال وتركهم له نهائيا وتسريحهم من الفرق المسلحة الرسمية وغير الرسمية وتحية أكبر لمن سيعمل على توفير مجال مناسب للعمل لهم إذا لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم. هذا العمود لايمكنه أن يصل إلى نهايته إلا إذا رددت خلف داني فور نائب رئيس جمهورية سيشل اثناء حضورة في ابريل الماضي مؤتمر موسكو العالمي الأول بشأن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة وقوله”:إن من غير المقبول أن يحرم أي طفل من أطفال العالم من الرعاية والتربية وتأكيد حقوق هؤلاء الصغار وتنمية قدراتهم وتعزيز رفاهيتهم فهم السبيل لبناء ثروة الأمم
Wams2013@hotmail.com