اليمن بحاجة إلى (مارشال)

حسين محمد ناصر


المتضررة والمهزومة في الحرب العالمية الثانية.
كانت هذه الخطة المشروع من بنات أفكار رئيس هيئة أركان حرب الجيش الأميركي جورج مارشال والذي أصبح لاحقا وزيرا للخارجية تطرق إليها في إحدى المحاضرات وسرعان ما التقطتها نظراؤه الآخرون في دول الحلق المنتصر وعقدوا سلسلة من الاجتماعات المكرسة لتحويلها إلى برنامج عمالي يشمل كل الدول الأوروبية يؤسس لها اقتصادا جديدا على أنقاض اقتصاد ووضع منهار ودمار شامل على مختلف الأصعدة والمجالات ويخرجها من دوائر الفقر والمرض والجوع ورفع المكانة الصناعية إلى مستوى يفوق ما كان عليه قبل الحرب.
كانت الفكرة قد سبقت توقيع الرئيس الأميركي بأعوام وبالذات عام 1947م وعندما أطلقها ترومان كانت الظروف والعوامل السياسية والاقتصادية مهيأة لاحتضانها والتفاعل معها كأعظم خطة تقدم لأوروبا وجاء تكوين منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي لتكوين الحاضن المالي والاستراتيجي لمساهمات الدول المشاركة في المشروع والمشرف الأساسي على تخطيط وتنفيذ المشروعات الاقتصادية في الدول المستفيدة من المشروع وفي السنوات الأولى تم رصد 13 بليون دولار كمساعدات عاجلة مقدمة فقط من الولايات المتحدة الأميركية.
لقد استهدفت أميركا والدول المشاركة معها في هذه الخطة الاقتصادية العاجلة والكبيرة الأهداف بالإضافة إلى الإسهام في بناء أوروبا من جديد وقف تأثير الأفكار الإشتراكية التي بدأت تنتشر بعد الحرب بتأثير من الاتحاد السوفيتي بهدف إبعاد أوروبا عن الخط والمسار الرأسمالي وجذبه إلى عالم الاشتراكية والشيوعية.
وفي نفس الوقت كان له هدف آخر تمتل بتأسيس رأسمال أوروبي جديد يخيم على سماء دولها وشعوبها وتحقيق أرباح كبيرة للمشاركين في تنفيذه وخلق وتنمية برجوازية جديدة تسود وتتسيد القارة الأوروبية وكانت هذه الخطة أنجح مشروع اقتصادي وسياسي وخارجي في تاريخ أميركا عوضت به خسارتها ومحدودية مقاومتها لمد الأفكار الاشتراكية آنذاك.
وتشير المعلومات إلى ارتفاع حجم الإنتاج للسلع والخدمات بعد عامين من تنفيذ الخطة وحدوث انتعاش زراعي ونمو وازدهار للتجارة الخارجية والداخلية بنسبة تفوق ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب العالمية.
ذلك ما كان في أوروبا وما نريد له أن يكون هنا في اليمن.
اليوم بلادنا تعاني من أوضاع في غاية الصعوبة قديمة العهد مختلفة الأسباب عصية الحلول الذاتية تحارب على أكثر من صعيد بأدوات وأشخاص بعضها غير مجربة وفاقدة للإرادة السياسية.
عندما لاحت لها فرص الخروج من هذه الأوضاع خذلها العالم وتركها تسبح في بحر ومحيط متلاحم الصعوبات والتخلق والإرث بأوضاع سيئة غير مستقرة بصرف النظر عن مواقف العالم المعلنة.
نعم تركها تواجه تحدياتها الداخلية بذاتها بإمكانات واقتصاد هش وتحارب نيابة عن تحديات أمنية خطيرة.
لا ينحصر خطرها عليها فحسب بل على الدول المجاورة والعالم أجمع كما يؤكد قادة هذا العالم الغني.
تركها تصارع وتموت معاناة تناضل بشراسة واستماتة من أجل توفير أبسط مقومات الحياة لشعبها في ظل انقطاع كهرباء وشحة إمكانات وأوضاع لا تسر في قطاعات الماء والصحة والتجارة والاقتصاد هو أزمات خانقة.
لم يبادر أحد من المتباكين على أوضاعها وشعبها ليقف صارخا في وجه العالم وقبله الدول الشقيقة ليعلن أن اليمن بحاجة إلى خطة مارشال دولية ومبادرة مالية خليجية كتلك السياسية!!
يصرخ ويعلن ذلك أنه يعلم أن استقرارها وأمنها استقرار وأمن المنطقة أولا.
ولكن قبل ذلك الإعلان والصرخة المنتظرة اسمعوا ما قاله (جيم وارين) أحد قادة مشروع مارشال في اليونان.
قال: “كان لدينا هدف وكان الحماس يغمرنا وكنا نكدح في العمل وتمتعنا بتفكير يتسم بالصدامة والانضباط وكنا قادرين على وضع الخطط والبرامج ونكافح حتى نرى نتائجها على الأرض”.
هذا ما قاله ذلك الرجل المحب والمخلص لوطنه ونحن ألا يجدر بنا قبل أن نسأل الآخرين الدعم والمساندة أن نكون أوفياء ومخلصين أولا للوطن¿!
نقف مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.. ونتطلع في ذات الوقت إلى تضامن ودعم العالم ليكمل جهودنا الوطنية للبناء وإعادة الإعمار ولم الشمل في إطار دولة اتحادية ودستور جديد يرتقي بنا واليمن إلى مكانة جديدة تأخذ موقعها في العالم الجديد.
والخلاصة: إذا استقر اليمن استقر المحيط المجاور والعكس صحيح أيضا طال الوقت أو قصر.

قد يعجبك ايضا