أحلام ومتاهة
محمد المساح

صاحبي يحلم يتوه في بحر الأحلام حتى يغرق وبمعنى آخر.. أن الأحلام التي تتراكض في الذهن.. تجعله في حالة من الغياب الكامل.. بما يدور حوله. ضجيج الأصوات لا يسمعها الأشياء قبالة العين. لا يراها المكان الذي يحتويه.. كل الملموسات والمحسوسات ما يحيط به.. تفقد وجودها بالكامل.. وهو يعوم في أحلام وتصورات.. بعضها مستعادة من الذاكرة لحياة مضت من تقويم العمر وكأنها لحظة..وبعضها يتصورها..اختلاقات ذهنية وهل هذه الأحلام.. التي تستغرقه إلى نسيان نفسه وكيانه شبيهة بأحلام النائم.. أو رؤية الغافي في غب النوم¿
سؤال نبيه..وفي محله.. الصعوبة في الإجابة عليه ليس بكون الصاحب.. الحالم هذا لو وجه له السؤال مباشرة سيعجز عن الرد عليه..ربما أن حالته الحالمة..بتلك الطريقة حيث لا يحس ولا يسمع.. يصبح في خانة المجانين أبدا من ينظر إليه يراه في حالة عادية جدا.. والدليل على ذلك أنه حين ينتبه يقفز من مكانه مجفلا كالحمار حين تقع على جلده النعرة صحيح وقد أخذت أنامل يده.. تهرش شعر الرأس.. وقد تلفت حوله.. باحثا عن شيء فلت منه تلك الانتباهات بالطبع تعيده إلى مساره الطبيعي ينشغل في تلك الأنيه من الزمن ويتأكد أن الأشياء حواليه هي الأشياء ذاتها.. وأن الظلال قد انمحت والشمس في الجانب الآخر من السماء والحياة هي الحياة.. والأصوات هي الأصوات.. وذلك العجيج والضجيج ما يزالان على حالهما.. والأشياء ثابتة في أماكنها.. وإن غابت بعضها بفعل التحريك.. أو الأخذ فإنه حقيقة لا يفطن لتلك التبدلات وكما قلنا.. وحتى لا ننسى والنسيان حالة طبيعية وبشرية أنه يعود لينشغل بحاجياته الضرورية لكن الأحلام تعيده من جديد إلى بحرها.. يعوم في متاهة.. متاهة.. لا ماء فيها.. ولا تراب.