الصوت وأسرار سحره
فوظ حزام
للنغمات والإيقاعات أسرار عجيبة كما السحر .الصوت البشري الذي يمثل الرسول المبلغ المبين لجوهر ذلك وقبل الحديث عن أسرار سحر الصوت يجب الحديث عن فكرة مبسطة حول نشأة النغمات والإيقاعات ..قديما كان الإنسان لا يعلم شيئا عن هذه النغمات والإيقاعات فلقد كان بعض من الناس يردد الأصوات من حنجرته بصورة غير منسجمة ومع مرور الزمن استطاع أن يختار من هذه الأصوات أكثرها إتلافا وانسجاما ,ومن هنا نشأت النغمات ومن مصادر ه أيضا الطبيعة فلقد كان موجودا فيها أصواتا ذات انسجاما عاليا كصوت الرياح والرعود والعصافير والطيور والحيوانات وحفيف الأشجار ولقد كان الهواء عامل رئيسي في اكتشاف الناي .وأصل ذلك أنه أثناء مرور الهواء على أشجار القصب الفارغ كان يصدر عنها صوتا يطرب له الإنسان ويثير سمعه بالشجون واللوعة والنشوة بعد ذلك اهتدى الإنسان إلى إحداث ثقوب في هذا القصب يغلق بعض الثقوب ويترك البعض الآخر مفتوحا ويغير أصابعه على هذه الثقوب فتعطيه أصواتا مختلفة بين الحöدة والغلظة ومع مرور الزمن وبواسطة حاسة الإنسان السمعية الراقية استطاع أن يختار الأصوات المنسجمة وأن يجمع بينهما حتى استطاع الإنسان أن يتوصل إلى ابتكار الناي وهو أحد الآلات الموسيقية ومن هنا نشأة فكرة استخدام الآلات الموسيقية أما الإيقاعات فلقد كان بداية نشأتها …أثناء ضرب الإنسان على الخشب وبشكل عشوائي أحدث صوتا له إيقاعا لذيذا . بعد ذلك استطاع الإنسان بذوقه الرفيع وحسه الجميل أن ينظم هذه الضربات والسكتات فوجد أن هذه العملية تعطي للأذن طربا ونشوة ومن هنا نشأت الربابة أما سحر الصوت وأسرار جماله.
أولا :ــ الصوت هو موهبة ربانية ونعمة جليلة أما أسراره فهو أمر معجز الأبعاد ثري التعبير والاجتهاد ولعلي أأصل ذلك في قولي أن مرجع ذلك أنه كما لكل ثمرة أو فاكهة أو شراب حلاوته ,سحره كذلك يسعني القول : في سحر الصوت ولما كانت الروح سر لا يعرف مدى كنهه سوى خالقها جل في علاه كان للصوت سر كسر الروح واكتشاف الجمال وسحره هو دائما يبدأ بالتدرج عند بداية التقاط أول خيط من خيوطه بأعماق أرواحنا لنبدأ البحث عنه والاشتغال عليه بحواسنا المعروفة من سمع وذوق …مع مساعدة العقل وقدرته الإدراكية الفائقة ليستقر بعد ذلك في الروح
والوجدان .