بزغة الغبش !!

عبد الرحمن بجاش

 - ابلل عيني بماء الغبش , واذهب إلى الركن القصي , أواجه صاحبي , أحدثه , أحاوره , ادعوه , أناجيه , أحس بأن راحة تكتسح كل كياني ...فاذهب بنظري وبهدوء حتى لا از

ابلل عيني بماء الغبش , واذهب إلى الركن القصي , أواجه صاحبي , أحدثه , أحاوره , ادعوه , أناجيه , أحس بأن راحة تكتسح كل كياني …فاذهب بنظري وبهدوء حتى لا ازعج جلسة صاحبتي هناك في الركن القصي من وراء الزجاج , تروح وتعود بفعل حركة الريح , همسا , طراوة , هناك النجمة تسكن نفس الزاوية تسبح بحمد ربها , تطل على أول الانقياء , يخرجون إلى الركن في الشارع ينتظرون الرزق , فرحين بما يأتيهم , مقتنعين بما تصل أيديهم اليه رزقا حلالا مبللا بالعشق للعمل وبعرق نظيف , أفرزته أجسادهم المتخمة بالكرامة والإحساس بأنهم شرفاء لا ينامون على جثث المحتاجين , ولا يتنكرون لبداياتهم الفقيرة والمحتاجة ويبيعون انتماءهم إلى الشريحة الأنقى بحفنة من زلط !!! , تراقبني نجمة السماء أصبح عليها تبتسم ترد علي تحية المساء من النافذة المطلة على الغروب …هناك تكون مساء ,,,,هنا تكون صباحا …..تلتزم موعدها لا تخلفه , تأتي.. تجلس هناك …تقرفص , تنتظر الآتين والذاهبين إلى ذواتهم وإلى الآخرين , نجمة الصبح تزهر الفرح في نفوس تسمو بمحبة الله صدقا وعهدا ووعدا ,من سنين وهي هناك لا تراها سوى النفوس المعمرة بالبهجة والحبور , وأنا أظل أطيل النظر , يكون الفجر غبشا ….ونسمات الله تداعب الجفون , وتهفهف زرع العيون , يكون الشارع ساكها , صامتا بحكمة , لا يخدش الصمت سوى صوت سيارة عابره يوزع صاحباها الأرزاق على بيوت عمرت بالعزة , ويا سماوات الله تمتد الزرقة إلى ما لا نهايات الأعالي عصافير تأتي من البعيد علها بزقزقاتها الفاتنة تضفي الحب وتخفف أوجاع الطيبين , ثمة ضوء هناك يؤكد سر الحياة …سر ارتباط الإنسان بالبدايات , وهل هناك أجمل من بداية الله غبش الفجر حيث لا تزال الأنفس الزرقاء مبللة بهمس الليالي الفاتنات , عمق الروح القادم من هموم الليل ارقا لهموم الناس وتوقهم إلى الانعتاق من عبودية اللحظة والانطلاق إلى آفاق الله العلي القدير …, أحس لحظتها بعبق أسرار الصوت الدافئ القادم من الشرق شعاع شمس على استحياء يهدهد أحلام البتال فوق محاريثهم يمارسون عشقهم و التراب , مدينة تصحو على نهر الحياة تسير على صفحة مياهه أمنياتهم , تطلعاتهم , تهدهد مشاعرهم أقدام غضة تسرع الخطى بين زنينة الغبش تداعب ملامح الوجوه المرتسمة عليها تعب الأيام , يطرب الكون لغبش الفجر , وأنا نظري لا يتقطع يتملى طويلا في وجه نجمة الغبش نجمة الغروب , فارمي همي على صدر الدنيا التي ما برحت تهدهد أشواقنا , وأعمارنا , تنام في نبض أنفسنا , تسبح في جدول أيامنا القادمات , واذهب بنظري ليتحجر على أكوام من طيور مهاجرة تسبح في كبد السماء في أشكال ملونه وسط الهثيم لا تدري من أين قدمت إلى أين تذهب , ويا الله ما أجملك في غبش الفجر تلسعني لفحة برد الصبح ارتمي على صدره متدثرا ببطانية السماء …

قد يعجبك ايضا