الكتاب الورقي هل يفقد عرشه..¿
لقاءات/ محمد القعود

على مدى أزمنة متعاقبة ظل الكتاب هو وعاء المعرفة وحاملها وسفيرها والصديق الأقرب والحميم والوفي لكل عشاق المعرفة وطلاب العلم.
وقد حظي الكتاب عبر تاريخه بكل اهتمام وتقدير وإجلال نظرا لأهميته في التنوير والتغيير والمساهمة الفاعلة في تطوير وتقدم البشرية وتحقيق الفتوحات الحضارية المتلاحقة والمذهلة في حياة الإنسانية والتي قادها ذلك الضوء المشرق من بين سطور الكتب.
ومع التطورات التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين برز للكتاب الورقي منافسا خطيرا وسريع الانتشار هو الكتاب الالكتروني الذي أطل وحقق حضورا لافتا مع ثورة الاتصالات الحديثة والانترنت.
وفي ظل ثورة الاتصالات الحديثة كان السؤال هو: أما زال للكتاب الورقي تأثيره وحضوره المؤثر في حياة الإنسان والمثقف والمبدع بالذات¿ وهل الكتاب الإليكتروني سيكون البديل عن الكتاب الورقي¿ دشن الخارطة الرقمي.. أو سيحد من انتشاره وتأثيره خلال السنوات الأخيرة¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من الأدباء والمثقفين وجاءت إجاباتهم في السطور التالية:
في وجدان الناس
• الشاعر علوان الجيلاني: سيظل الكتاب موجودا ورقيا لزمن طويل لاحتياج ثورة الاتصالات إلى وقت لتدخل عوالم الفقراء الذين يشكلون أكثر من نصف سكان الأرض, ولكون الكتاب يرتبط بوجدانات الناس وذاكرتهم وعاداتهم في اكتساب المعرفة وارتياد آفاقها المختلفة.
مع ذلك فإن الكتاب الالكتروني هو الأفضل والأسهل قراءة وتناولا وقدرة على الاستفادة منه ومن تجربتي الخاصة كقارئ محترف ارتبط بالكتاب كثيرا وأدمن حتى روائحه.. لم أكن لا تصور أنني سأسيغ بديلا عنه لكنني مع اصراري على الكتاب وحبي له أجد نفسي منذ عشر سنوات تقريبا وقد صرت أعتمد في معظم قراءاتي على الكتاب الالكتروني الذي توفره عشرات المواقع مجانا على شكل pdf أو بسعر لا يكاد يذكر على شكل موسوعات يسهل البحث فيها وتسهل الاستفادة منها.
علاقة حميمية
• الناقد صلاح الأصبحي: مهما ضيقت وسائل التكنولوجيا مساحة الكتاب وحدت من حيزه وبذلت وفرة معرفية مذهلة , جعلت القارئ يجسد وجوده المعرفي دون أدنى جهد و سعي , مختصرة الفاصل الزمني بين القارئ والمعرفة , لكن مع ذلك تظل العلاقة الحميمية بين المبدع الإنسان والكتاب قائمة , كون الكتاب ليس وسيلة للمعرفة فحسب وإنما كيان وجودي يحكم نقطة البداية ونقطة الانتهاء , ووجوده كلي غير خاضع لمتطلبات الوسائل الحديثة , الكتاب ذاته هو الإنسان وجزء من تكوينه , لذا بقاءه أبدي حتمي مع بقاء الإنسان , ومن ناحية أخرى يكثر حضور الكتاب في البلدان التي لم تبلغ ممكنات التكنولوجيا مداها الذي يحد من الكتاب الورقي , سيبقى الكتاب الورقي سيدا للمعرفه لا يمكن اختفاءه من حياة الإنسان, ومتعة المبدع به لا تقارن .
لا بديل مطلق للكتاب الورقي , لكن سيظل يؤدي دوره رغم التزاحم الفعلي الهائل له , العلاقة تكاملية وليست تبادلية .
عشق
• الاديب أمين عكاشة: رغم ثورة الإتصالات الحديثة لازال للكتاب الورقي تأثيره وحضوره ومايميز الكتاب الورقي أن القاريء بإمكانه الرجوع إليه وقت ماشاء و الكتاب الورقي سيظل له عشاقه ولن يحل الكتاب الإلكتروني محل الورقي والمثقف المبدع لن يتخلى عن الكتاب الورقي وإذا حدث ذلك لتوقفت واندثرت الإصدارات الورقيه التي تخدم المبدع والمتلقي العادي ليصل عمله إلى عامة الناس .
متعة الكتاب
• الروائي عبدالله الإرياني: أنا ممن ينتمون إلى الجيل الورقي وعليه فإن الكتاب حاضرا ومؤثرا في حياتي ولم يسبق لي أن قرأت الكتاب الألكتروني..وأكتب بالقلم على الورق متعة الامساك بالقلم لا أجدها وأنا أنقر على لوحة الحاسوب..أما أن الكتاب الالكتروني..الخ فهو لي لن يكون أبدا غير أننا لا نستطيع أن ننكر تأثير الكتاب الالكتروني على الجيل الالكتروني وفي أعتقادي أنه تأثير وقتي يعود بعدها الكتاب الورقي المهيمن والمؤثر..والأيام كفيلة للأجابة على السؤال..
شجن خاص
• القاص خالد الحيمي: بعد أن طوعت المستحيل وروضت الخيال الجامح وجعلت الأحلام العصية على التحقيق سهلة المنال ما من شك أن ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة وتسارع نموها المطرد قد أثرت بشكل واضح وجلي على إنسان هذا العصر وانعكس ذلك التأثير على شتى مناحي حياته ..
ويبدو أن الكتاب الورقي الذي كان خير جليس وظل كذلك عبر العصور قد وجد منافسا قويا لا يستهان به فالكتاب الالكتروني الذي يتوافر بكثرة ويسهل الحصول عليه في أي وقت وبأي صيغة بدأ يزيحه عن عرشه ولن يلبث أن يطيح به ..
ومع ذلك لا يمكن التكهن بحصول هذا في القريب العاجل حتى مع ظهور أنساق أخرى تتمثل في ما يسمى بالأدب الرقمي أو التفاعلي .. ونحوها ما يزال للكتاب الورقي شجنه الخاص وعشاقه ومريديه على الر