حلم متعثر

مارب الورد


لم يراوح مكانه ولم يغادر مكانه منذ عامين,اصطدم الحلم بواقع لا يزال حائلا دون تحقيقه,لم يتغير شيء في الموقف ولم يتقدم للأمام رغم مرور كل هذا الوقت دون معرفة سر التمسك بهذا الموقف.
لم يستسلم الحلم لحظة بالتعثر الذي لا يزال يلازمه حتى الآن,وإنما قرر شق طريقه حتى الوصول إلى مرفئ النجاح,لم يكترث للتحديات أمامه ولا لانسداد الأفق إثر حالة الإخفاق التي رافقت كل خطواته الماضية,لأنه يثق أن باب الأمل لم ولن يغلق وكل شيء مرهون ببذل الأسباب.
ليس سهلا أن يبقى الحلم صامدا كل هذا الوقت في وجه العواصف والرياح التي أحاطت به من كل مكان,لولا أنه أدرك أن اعتراض طريقه حادث عابر ومؤقت سيزول مع الإصرار والتمسك بحقه في العبور.
في كل محطة كان يصل إليها الحلم كانت الأسئلة تزداد أكثر من الإجابات التي يحصل عليها,هذا جعل القادم أكثر غموضا قياسا بالخطوات المستنفذة التي بدلا من أن تقربه نحو هدفه كانت تبعده وتضيق قائمة الخيارات في ظل سحب أهمها دون نتيجة.
كان محاصرا بين الاصطدام المبكر وبين غياب ملامح المستقبل,غير أن رهانه على نفسه بقي أقوى لاجتياز واقعه المفروض بمنطق يختلف عما جربه من قبل ولم ينجح بحيث لا يكرر الدوران في نفس الحلقة وينتهي عند نقطة البداية.
لا يمكن أن يكون الزمن كل الحل ولا اللاعب الفاعل والمؤثر فيه,وهذا ما كان يؤمن به لقناعته من وحي التجربة أن هذا الرهان فشل وليس مجديا,ولم يقبل به إلا مضطرا حتى تصل قناعته لمن لم يقتنع بعد حتى ينظر في غيره مما بحوزته.
ممكن يكون الزمن جزءا من الخيارات على أن يكون محددا لا أن يكون مفتوحا لأجل غير معروف,حتى لا يتكئ الحلم عليه كثيرا لتحقيق ما عجزه عنه بنفسه والأصل أن يستثمر قدراته ويؤمن بها لتغيير واقعه والتأثير في زمنه.
لا ينجح الحلم إذا لم يكن معتمدا على نفسه قبل غيره لبلوغ غايته,ولن ينجح إن لم يدرك أن هدفه لن يحققه إلا من يهمه مصلحته,ولا ضير بعد ذلك أن يستعين بغيره لتسهيل طريقه ومساعدته على تجاوز حدود واقعه.
لا ينتظر الحلم واقعا مثاليا كي ينجح ولا يرهن تحقيق أهدافه بوقوف الحظ إلى جواره,لأن الحلم ينجح بدفعه استحقاقات ثمن بلوغ غايته وليس بواقع خال من العوائق ومحظوظ لأن هذا قد لا يأتي وهذا لا يعني إن يتوفر انعدمت فرصة النجاح.
الحلم قد يتعثر ويفشل في البداية لكنه لا يموت أو يوأد ويشيع إلى مقبرة الماضي, يخيل له أن واقعه أكبر من قدرته على تغييره وسرعان ما تزول هذه الحواجز بمجرد الرغبة في هدمها باستثمار الوقت للإنجاز فيه لا بتبديده وإهداره بتفويضه للقيام بمهام غيره.
مثلما لم ينل اليأس من عزيمته أو يسحب من رصيد أمله,رغم كل ما واجهه وسيلاقيه, بالتأكيد يثق الحلم بأن صفحة تعثره ستطوى وسيكون حقيقة مكتملة شاهده على أن الأحلام لا توأد.
Ibb1986@hotmail.com

قد يعجبك ايضا