جامعة صنعاء..”لابطل بلا جرح”!

د/ عبدالله هاشم

 - قالها "ديجول" ومضى ..هل وصل الفساد إلى الجامعات¿¿..فلما قيل له:  لا قال :فرنسا بخير..عبارة لاتزال تحلق في محيط خيبتنا الكبيرة...عند كل مرة نتحدث فيها عن التعليم العالي.
وعند
قالها “ديجول” ومضى ..هل وصل الفساد إلى الجامعات¿¿..فلما قيل له: لا قال :فرنسا بخير..عبارة لاتزال تحلق في محيط خيبتنا الكبيرة…عند كل مرة نتحدث فيها عن التعليم العالي.
وعندما نتحدث عن الجامعات اليمنية يقفز إلى سطح المشهد مباشرة جامعة صنعاء- الجامعة الأم- ..التي عصفت بها رياح السياسة وأدخلتها دوامة تعطيل العملية التعليمية أكثر من مرة..تحت لافتة..”حقوق طلابية” وماشابه..ليبقى الحال يذكرنا بالمثل البولندي الذي يقول: كثرة الصياح دليل على الفشل.
تاريخ سيئ الصيت يطالعنا بصيرورته أولئك الناس الذين لايقرأون المرحلة جيدا ظنا منهم بأن رفع الصوت والذهاب بعيدا عن الحكمة سيحقق لهم مايريدون وعلى عربة السياسة ذاتها وليس على عربة النظام والقانون .
شخصيا كأكاديمي انتمي إلى هذه المؤسسة الكبيرة أجد رجلا كالدكتور عبدالحكيم الشرجبي رئيس الجامعة الحالي ابن الجامعة يجدف في بحر من المشاكل المصنعة في مطبخ متسخ بأدران السياسة ..لكنه يبدو مع ذلك العناء كبطل :ولابطل بلا جرح كما يقول المثل ..فخلال المدة الوجيزة التي قضاها في رئاسة الجامعة تعرض لجروح تحاول ثنيه عن تحقيق شيء من ذلك الفردوس المفقود الذي لطالما عانت الجامعة من غيابه وهو إعادة الاعتبار للجامعة كمؤسسة أولى تنهض بقيمة العلم والمعرفة..ولا زال يحاول..
ونحن كمراقبين للمشهد عن كثب نعلم جيدا أنه حمل روزنامة أفكار جذابة احتوت استراتيجية تطوير واضحة تحمل رؤية ورسالة وأهدافا استراتيجية وقيم عمل ..تآكلت ببطء بفعل فاعل ..
لكنه يحاول جاهدا إحداث ثقب في جدار مقاومة التغيير الذي جوبه به يريد النفاذ من خلاله ليعيد لرأس الهرم الجامعي وظيفته الرئيسية وهي رسم الخطط والاستراتيجيات بعيدا عن الغرق في بحر التفاصيل التي أريد له أن يدخلها مكرها وتحرك خيوطها جوقة مقاومة التغيير التي حملت معاول هدم أي جهد للرجل عبر تفعيل مربكات العمل الجامعي المتمثلة في المظاهرات الطلابية كما قلت تحت لافتة حقوقية ربما كان بعضها صحيحا..لكن أغلبها تبطنه حمى السياسة وفحيحها الذي ينفث مطامع المحاصصة دون التفات لقيم الوظيفة الجامعية وقدسية رسالة الجامعة.
رغم ذلك كله يحاول رئيس الجامعة وهو مسنود بالطبع بأمانة عامة يقف على رأسها شخصية استثنائية هو الأستاذ عبدالقاهر العسلي شخصية تحظى باحترام وتقدير بالغين في الوسط الجامعي….يحاول التجديف في بحر السياسة الهائج الذي تحرك أمواجه فئة معروفة داخل الجامعة والجامعات اليمنية..كل همها الظفر بما تراه يؤسس لبقائها وتغلغلها الأخطبوطي داخل المنظومة الجامعية رافعة عصا المطالب الحقوقية على طريقة الباصق في البئر رغم احتياجهم الدائم لمعينه الذي لاينضب.
المهم كل هذا الدوران غير السوي الذي يطمح إلى تجفيف منابع العلم في الجامعة كان لمحاولة إثناء رئاسة الجامعة من التقدم خطوة إلى الأمام في قضية السير في مضمار الجودة والاعتماد الأكاديمي التي قطع الدكتور الشرجبي فيها شوطا مهما على الأقل في مرحلتها الأولى في الكليات التطبيقية..ثم إنجاز خطوة أخرى باتجاه أتمتة الجامعة عبر الشبكة الجامعية التي ستنقل الجامعة إلى آفاق جديدة بعيدا عن العمل اليدوي وتربطها بمحيطها وبالعالم عبر شبكة الكترونية ستقدمها بشكل يليق بجلالة رسالتها لكل الناس..
مع ذلك كله تخطو الجامعة رغم الألغام المزروعة بعناية في طريق قيادتها خطوات في هذه الاتجاهات التطويرية ..إلى جانب خطوات البحث المضني عن تمويلات للبنية التحتية لكليات جديدة وأخرى قائمة بحاجة إلى تطوير معاملها وقاعاتها في ظل تأكل موازنتها المالية التي كانت أفضل حالا قبل سنوات مقارنة باليوم..
قد يسألني أحد ما ..وماذا عن موارد الجامعة الذاتية المتمثلة في الموازي¿! سأقول هي الأخرى تسخر لخدمة الكليات ومعاملها ومستلزماتها من ميزانية تشغيلية..في وقت يرمي فيه البعض الكلام على عواهنه..من أن هناك فسادا في الموازي..من باب ذر الرماد في العيون.
أنا هنا لست في معرض الدفاع عن رئاسة الجامعة..لكني أدافع عن القيمة الأخلاقية التي هي الحقيقة المجردة..خاصة وإني أعرف الدكتور الشرجبي جيدا وأعرف إمكانياته الاستثنائية وقدرته على تقديم شيء يستحق الشكر للجامعة..لو تركوه يعمل.
أمام كل تلك المشقة أقول: حماية العملية التعليمية هي مسئولية مجتمعية شاملة تقع على عاتق كل من رئيس الجامعة وأساتذتها وأولياء الأمور والطلاب الحريصين على استكمال دراستهم وأن مواجهة أي دعوة لإرباك المشهد الجامعي لابد أن تكون بالحق والقانون.
إلى جانب تواجد قطاع أمني

قد يعجبك ايضا