الصحة للجميع.. كيف¿

أحمد الكاف


مطلع ثمانينيات القرن الماضي رفع شعار الصحة للجميع بحلول عام 2000م وبدون تحديد هجري أم ميلادي حينها كانت الصحة سواء مرافق أو إنسانا بخير وفي أحسن حال مما هو اليوم بكثير غير أن توقعاتنا كانت كبيرة في تحقيق رعاية صحية شاملة ومتطورة بل ذهبت توقعاتنا إلى أبعد من ذلك وظن البعض وظنهم أثم فيه أن تحقيق هذا الشعار سيكون عام 2000م ومن خلال توفير طبيب لكل أسرة ومركز صحي في كل حارة ومستشفى ريفي لكل قرية وهيئات صحية عامة في مراكز المديريات أما عواصم المحافظات فهي للحالات المستعصية أو المزمنة فعلا كانت هذه هي التطلعات من تحقيق شعار الصحة للجميع بيد أن عام 2000م أنقضى وانقضت منه 14 عاما من قرننا الحالي ولم يتحقق الشعار إلا معكوسا لتطلعاتنا تدهورت الخدمات الصحية العامة وفشلت المرافق الخاصة والكل أصبح لوحة على جدار وللتوضيح أكثر أصبحت الصحة للجميع ممارسة ومهنة وتجارة لن تبور فكل من امتلك عمارة أو شقة أو حتى دكانا افتتحها مرفقا صحيا صاحب العمارة مستشفى والشقة أما مستوصف أو عيادة والأخير أيضا كذلك أما المهنية والخبرة فهي إما شهادة طبيب عام تحول بين عشية وضحاها إلى استشاري وزمالة دولية أو مساعد طبيب طموح أدعى طبيب الجميع ومداوي الكل فيما الممرض فبحكم مجالسته للأطباء أصبح طبيبا وكما يقولون من جالس القوم أربعين يوما صار منهم عجيب أمر الطب في بلادي أصبح أشبه بالسوبر ماركت أو البقالة الكل يعمل من الكشف والمعاينة إلى الفحوصات وحتى العمليات والرقود بل صرف وبيع العلاج أيضا تسوق بمعنى الكلمة وتحت سقف واحد مع رفع شعار نحن بعون الله نرعاكم ولا داعي للسفر والخروج من المولد بلا حنبص.
آخر حكايات الطب في بلدي قسم صرف العملات وشراء المجوهرات والرهن والتقسيط المريح لذوي الدخل المحدود. المضحك المبكي تلك اللوحات التي تتضمن الترخيص الرسمي لكل من هب ودب والشهادات التقديرية والرسمية ومن أعلى سلطة صحية في بلاد أدفع بالتي هي أحسن مش مهم المهنية المهم شيلني اشيلك) حزبيا واجتماعيا وتسهيلات معمول بها رسميا وفيما البعض يتساءل هل هذا تطبيق لتحقيق الشعار بحلول عام 2000م أم المقصود 2000 هجري ربما وموت يا شعب حتى 2000هجرية.. والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا