إبداع ….يحمي الكرامة ¿!!
عبد الرحمن بجاش
تبدأ من نقطة الصفر , أي من الأول ابتدائي وتتوقف لاهثا عند الثانوية العامة ومعدلها الذي يبني بيوتا ويهدم أخرى , وعند هذه النقطة انه حتى تنتهي آخر حلقة من مسلسل الـ 99% فسيظل التعليم العام يراوح بين الغش ومحاولة اختراق جدار المعدل للنفاذ !! العالم ترك نهر التعليم ليبحر في المحيطات ونحن عدنا من جديد نبحر في الجداول والفرق شاسع شاسع بين محيط بلا مدى وجدول تستطيع أن توقف جريانه بيدك الواحدة!! . عند الثانوية تتوقف عن اللهاث وتبدأ التفكير في النقلة الأخرى وأنت وحظك , لتصل في نهاية المطاف إلى الدكتوراه للطامح في تحسين ظروف العيش – قليل منا من يفكر بما سيقدم للبلد حيث لم يعد الأمر مهما !!! – , يكون الأمر هكذا…. تأخذ درجتك التي يخيل إليك لأول وهلة الناس تشير إليك بسببها , لتصل إلى بوابة الخدمة فتدرك أن لا أحد يكاد يراك خاصة وأنت تسمع ( سير ادي درجة مالية) وسنعينك في الجامعة أو في أي سمسرة !! ومن هنا تبدأ الرحلة التي تستمر سنوات معظم الأحيان – بعضهم بالطبع تخصص له الدرجة والكرسي والسيارة ولما لم يزل في بطن أمة , وواحد مبدع مثل د . خالد الصوفي لا أحد يريد حتى أن يشير إليه !! ولا إلى أبحاثه أو دراساته !! , تعود إلى البيت فتكتشف انك تحمل ورقة …مجرد ورقه …يكون عليك أن تبلها وتشرب ماءها !! وفي ستين ألف أبو الجامعة وأبو المستقبل , فإذا كنت ( رجال ) الحق أول تاكسي واشتغل سائقا – مع كل التبجيل لكل سائق تاكسي يبحث عن رزق أولاده – , لا تستغرب أن تجد سائقا بماجستير, أو دكتوراه وتشترط نقابة السائقين الآن درجة الدكتوراه للمرسيدس, والماجستير للتيوتا, والبكالوريوس للسيارات الكورية حتى تثبت قدرتها على منافسة اليابانيين , السيارات الصيني إلى الآن لا تزال مجرد صيني !!!, هنا عليك أن تذهب إلى رأس جبل عصر, أو صبر, أو صبران أو صيره , وتصيح بملء فمك ( لعنة الله عليها شهادة) وملعون أبوها لحظة الالتحاق بالمدرسة وإذا رأيت أن تقذف بنفسك من أعلى نقطة فنحن بلد ديمقراطي ومن حق الإنسان أن ينتحر بالطريقة التي تعجبه !! , لا تستغربوا فإذا لم تحسن الشهادة معيشتك وحياتك فسحقا لها , أما إذا لم تصل بك إلى وظيفة وموقع مستحق فلا كنت ولا كانت !! أليس هذا منطقيا ¿¿ , ومن هنا خذ الإبداع بالتوازي فإن تكون شاعرا , روائيا , ساردا , فنانا تشكيليا , مبدعا في أي من مجالات الحياة ولا يعود عليك إبداعك بما يسد رمقك ولا بقيمة الدواء ولا بثمن كتب الأولاد وأقلامهم وقيمة علاج للزوجة وأجرة التاكسي ولن نقول قيمة سيارة, فليذهب إلى الجحيم , أو فليذهب كل مبدع إلى اقرب موقد نار !! هل انتم معي ¿¿, أن يموت عبدالله علوان بعد أن فتش جيبه فلم يجد ثمن قرص الخبز فماذا كان عليه أن يفعل بالقصيدة أو القصة أو أو أو, لذلك ولأن المبدع ولا اقصد الأديب كما يتراءى للبعض أن الإبداع يقتصر عليهم عليه, أن يبدع ويثري المكتبات والرؤوس فتتكفل الدول بحماية وصون كرامته , أنا أتحدث عن الدول التي تعرف ما يعنيه الإبداع والمبدع !! , الآن المبدع هنا في كل مناحي الحياة تنهش جسده كل الأمراض , وجيبه خاو على عروشه , فكيف تكون الحسبة ¿¿¿ هل علي أن أقول والأمر كذلك حيث لا يلجأ المبدع إلى إبداعه يحميه من الإذلال ويصون كرامته فليذهب الإبداع إلى حيث ألقت … , ولترتفع راية المفسد, والمدعي, والمنافق, والدجال, وإنصاف الرجال, والمتعالين, والمبطوحين, والمحنطين, وأولئك المتلونين حسب ما هو مطلوب لكل حفلة ولمن يبيعون أصحابهم , هل على هؤلاء أن يكونوا القدوة محل المبدع , هل على كل مبدع أن يتحول إلى مجرد مداح على أبواب الدواوين كما كان قديمها والآن جديدها ¿¿¿ إلا سحقا الأشياء كثيرة…..