هل تقدم تعز نموذجا لإدارة الموارد المائية ¿

محمد العريقي


 - مشكلة المياه في تعز أصبحت تتصدر كل هموم المواطن, وأضحى حلمه أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه وضعا مائيا آمنا, ولذلك يعبر عن ذلك الحلم بالكثير من التساؤلات المستمرة
محمد العريقي –

ر مشكلة المياه في تعز أصبحت تتصدر كل هموم المواطن, وأضحى حلمه أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه وضعا مائيا آمنا, ولذلك يعبر عن ذلك الحلم بالكثير من التساؤلات المستمرة وفي كل المناسبات, متى وكيف ستحل مشكلة المياه في تعز¿¿ وبفضل هذا الإحساس وتلك المشاعر تولد إبداعا عند الشباب والأطفال هناك لعكس خطورة هذه القضية , ومخاطبة كل شرائح المجتمع أي اعملوا حلا لمشكلة المياه , وتجسد هذا بعمل إبداعي رائع بلوره المتألقان الأستاذان شكيب علي ناجي الأمير, وهشام نعمان, ونفذه كوكبة من فتيان وفتيات عدد من مدارس تعز بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف الثاني والعشرين من مارس كل عام, واختيرت تعز هذا العام لإقامة ذلك الاحتفال من خلال الأوبريت الذي أقيم على مسرح المركز الثقافي في تعز, واستطاع أولئك الفتيان والفتيات انتزاع الدموع من عيون كل الحاضرين فلم يكن الاحتفال كما اعتقد البعض للمرح والترفيه , بل قدم بحق وحقيقة رسالة مؤثرة مفادها ضرورة إيجاد مخارج فعلية وسريعة لمواجهة هذه المشكلة ليس في تعز وحدها بل في كل اليمن .
في تعز لا يمكن لأي مسؤول يمتلك من المشاعر الإنسانية أن يبتعد عن التفكير بحلول فعلية لهذه المشكلة العويصة , ولذلك لم يكن بمستغرب ونحن نتساءل عن غياب الأستاذ شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة ذلك الحفل , فعرفنا أنه خارج البلاد , وطبعا لم يكن في نزهة بل كان في مهمة تتعلق باستكمال إجراءات الحصول على قرض إنشاء محطة التحلية التي ستقام في مدينة المخا والمعول عليها كثيرا لمد تعز وإب بمياه الشرب .
إن الحديث عن المياه في تعز يفيض دائما بالحماس والبحث عن حلول كفيلة لتخفيف الأزمة ولو على مراحل, وهذا كان عنوان اللقاء التشاوري الذي عقد بحضور قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز, وكذا عدد من مسؤولي القطاع المائي والزراعي , واستعرض ذلك الاجتماع المصفوفة التي تم وضعها من قبل مختصين بالهيئة العامة للموارد المائية, وبمشاركة عدد من الجهات في المحافظة لمواجهة الأزمة خلال الثلاث السنوات القادمة , تم الوقوف أمام ملامح وأبعاد أزمة المياه في تعز من كل الجوانب, خرج اللقاء بالعديد من الإجراءات العملية تمثلت بالآتي :
رفع إنتاجية المؤسسة من المياه, والمؤسسة فعلا تسير في هذا الاتجاه حيث كانت تنتج 8 آلاف متر مكعب الآن وصل إلى 13 مترا يمكن أن يرتفع إلى 17 مع العلم أن المدينة ستحتاج إلى أكثر من 50 الف متر مكعب في ظل وضع آمن في اليوم الواحد, والبدء في إعداد تصور لإنشاء لجنة الحوض. وبالنسبة للمصفوفة تنفذ وفق خطة زمنية وتسخر الإمكانيات المتاحة في موازنة 2014م, على أن تزيد وتيرة الأنشطة المائية في موازنتي 2015م, و2016م من خلال خطة قصيرة ومتوسطة الأجل, وتفعيل دور الجمعيات والمجالس المحلية, والاستفادة من المكونات الموجودة في الجهات المختلفة وتفعيلها بما يقلل من حدة أزمة المياه, ووضع معايير تقييمية لأداء المسؤولين وبالذات في المديريات بمدى التزامهم بإدارة ومتابعة وحل مشاكل المياه, والتركيز على حلول يكون مردودها مستداما وهذا يجب أن يؤطر بالقانون, وتدريب كوادر حتى من قطاعات أخرى على إدارة المياه وخاصة في الريف, والتنسيق مع القطاع الخاص في إيجاد حلول ملموسة, والعمل على حل مشاكل المشاريع المتعثرة في قطاع المياه وتفعيل الدور القضائي والأمني وترجمة خطة الطوارئ التي أعلنت في المحافظة بالمزيد من المتابعة والتوعية المباشرة وغير المباشرة, وفوق هذا وذاك تفعيل قانون المياه, وضرورة الحضور الفاعل للأمن والسلطة القضائية في تنفيذ هذه الإجراءات .
ولأن التمويل هو حجر الزاوية في تنفيذ مثل هذه الأعمال فقد تم الإطلالة على كل القنوات التي يمكن أن يكون لها دور في التمويل اللازم, كما تم التطرق إلى أهمية وضع خطة مشتركة في إطار إقليم الجند للوضع المائي, خاصة وأن الحوض المائي متداخل بين المحافظتين .
أمور كثيرة قيلت في ذلك اللقاء, لا أعتقد أنها ستدخل في دائرة النسيان, فالوضع لا يحتمل, وأنا شخصيا سأظل متابعا لتنفيذ ما طرح وانعكاس ذلك على مستوى تحسن الخدمة .
إن أزمة المياه في تعز يمكن أن تسفر إلى ترجمة كل المفاهيم المتعلقة بالإدارة المتكاملة للموارد المائية ,(فرب ضارة نافعة) (واشتدي يا أزمة تنفرجي).
وهذا يتطلب جهودا كبيرة من كل شرائح المجتمع ومن الجهات المعنية, ومن المؤسسات الأكاديمية والبحثية, فالكلام كثير عن المياه ليس على مستوى تعز ولكن في كل اليمن ولن يجدي تكراره, فالمهم العمل في الميدان, وليس الخواطر في الوجدان.

قد يعجبك ايضا