(المنافي فخاخ الهاربين )

محمد السودي

ملامح هذي الأرض تشبه خيبتي
فمن غربة الأوطان أستل غربتي
رواحل عمري في السموم تشردت
ولم أجن من ترحالها غير سمرتي
سمائي رماد .. غيمتي حزن شاعر
توسد حزن الأرض في شط ليلة
كأني غريب البحر أمضي بمركب
قديم .. ويطفو الملح من كل جرتي
إلى الآن لم تشرق بخارطتي سوى
بقايا لأطلال وغربة خيمة
تطاردني الدنيا بلعنة ليلها
وتوصد أبواب الأماني المشعة
أتيت إلى الدنيا .. فأمطرت خيفة
فكل دروب التيه .. تتبع خطوتي
تعبت من الترحال فالدرب موصد
وما عدت أقوى أن أواصل رحلتي
تصحرت في المنفى وسرت مزملا
بضعفي .. وريح النفي تطرد غيمتي
تزلزل عرش الأمن في قبو أضلعي
وتتركني للبرد في كل سكة
هنا وطن لم أجن منه سوى اللظى
يكبلني دوما بنار المذلة
تذوقت نخب اليأس تحت نخيله
وقاسمته جوعي ومن ملح خيبتي
أنا المحتمي بالجب والجرح نازف
تنهاشني ذئبان .. صحبي وإخوتي
كبرت بما يكفي لأترك للثرى
قميصي المسجى كي أبرهن ميتتي

قد يعجبك ايضا