لا يمكن أن تصوغ تعريفا للسينما اليمنية لولا صناعة تصعد على أكتاف أرواح شباب يخلقون من الممكن المستحيل عبر صناعة أفلام قصيرة تكاد تكون ظاهرة فنية في اليمن رغم كل شيء إلا أنها تحقق مراكز متقدمة وتنافس غيرها مثلما تتنافس بينها في سباق نحو تشكيل ثقافة بصرية على حائط الشاشة لا تنسى رسالتها الاجتماعية السياسية بل تنطلق في أغلب الأحيان منها وهي إشكالية قد تقف في طريق الصناعة الفنية البحتة. لو لم يكن الفن ابن الواقع أصلا.
الفن ابن الواقع ومعظم الإنتاج الشبابي مزيج بين العمل الحقوقي والفني وأنشطة المنظمات ومسابقاتها ودوراتها ولا يرى الشباب أي تعارض في هذا وتتمنى عبير سلام (أن ترتقي الأفلام إلى حدود الفنية العالية والصناعة السينمائية الاحترافية وبنفس الوقت تظل على اتصال مع النشاط الحقوقي لتصل رسالة الفيلم لأكبر قدر من المجتمع ليقوموا بتفعيلها بشتى الطرق والمجالات..).
عبير. وهي مخرجة فيلم “ظل ضمير” الفائز مؤخرا بالمركز الأول في مسابقة الأمم المتحدة للأفلام الوثائقية لحقوق الإنسان الفيلم الوثائقي الذي ناقش ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع. يعني لها الفوز الكثير (الفوز يعني لي الكثير بعد ما توقفت عن صناعة الأفلام منذ عام 2010… الفوز نقطة بداية أو انطلاقة جديدة لي في هذا المجال مفعمة بالثقة والحيوية من جديد في سبيل إنعاش القضايا المغيبة والتي أصبحت طي النسيان من قبل المجتمع والدولة..)
عبير في حماس عال ترى أنها (عبر الأفلام استطيع أن أناصر قضية ما بتسليط الضوء عليها بقوة ودعوة كل من له دور في سبيل إحياء السلام وتطوير البلد في كافة النواحي..) بينما تلتفت إلى فجوة قائمة بين الصناعة والجمهور أليست السينما فن جماهير بالدرجة الأولى¿ تقول عبير: (عدم توفر دور عرض سينمائية يؤدي إلى تأخر صناعة السينما في اليمن وجزء كبير من الشباب المبدعين قدموا العديد من الإعمال ولكن لم تصل إعمالهم للناس ولم يتم تدوالها بكثرة… إن توفر عرض سينمائية سيؤدي إلى تشجيع الشباب على هذا العمل الفني الراقي الذي يحاكي واقع المجتمع المعاش..).
لكن ورغم تأخر السينما اليمنية وصناعة الأفلام وغياب الثقافة السينمائية والبصرية حتى على مستوى دور العرض ثمة تجارب شبابية تقول أنها تستطيع أن تبني شجرة في صحراء وأن تخط طريقا لهذا الفن العصري البصري في زحام العدم.
فيلم ليس للكرامة جدران أحد هذه التجارب الشابة أول فيلم يمني يرشح لجائزة عالمية مثل أوسكار أخرجته شابة يمنية اسمها سارة إسحاق لتثبت المرأة ذاتها في مجال السينما وصناعتها وتخلق لنفسها حيزا إبداعيا ومثل هذا يمكنه أن يخلق روحا مختلفة لدى فتاة مبدعة مثل عبير ترى في الفيلم والإنجاز الذي حققه ذاتها تقول عبير (فيلم “ليس للكرامة جدران” يدل على وجود شباب يمني مبدع استطاع توصيل رسالته بشتى الطرق ولكن للأسف ما ألاحظه أنه لم ينل القدر الكافي من الاهتمام من قبل الدولة بقدر ما لقي اهتماما من الدول الأخرى).
أما عبير المخرجة فترى أن (تقنياته وترابط حبكته مثيرة للمشاهد بالإضافة إلى أن فكرة الفيلم وأشخاصها الحقيقيين أدى إلى رفع مستوى المشاهدين بقوة.. باعتقادي المميزات التي أوصلته إلى الأوسكار هي الفكرة بحد ذاتها في الثورة وحرية الرأي والتعبير ومميزاته الفنية ولمسات طاقم العمل الإبداعية… وأيضا باعتقادي ما أوصله للأوسكار هو أنه لامس كل حواس الناس المشاهدين للفيلم في كل أصقاع الأرض..).