مطالب إسرائيل المستحيلة !!

عباس غالب


 - طغت مستجدات الأحداث في أوكرانيا على خطورة التصريحات التي أطلقها مجددا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو في واشنطن منذ أيـام وهـو يربط موافقـة حكومته مواصلة التفاوض مع السلطة الفلسطينية بشرط الاعتراف بالدولة اليهودية. وكما أنها رسالة

طغت مستجدات الأحداث في أوكرانيا على خطورة التصريحات التي أطلقها مجددا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو في واشنطن منذ أيـام وهـو يربط موافقـة حكومته مواصلة التفاوض مع السلطة الفلسطينية بشرط الاعتراف بالدولة اليهودية. وكما أنها رسالة موجهة إلى الفلسطينيين كذلك هي موجهة إلى الإدارة الأميركية وذلك في محاولة للتخفيف من تزايد الضغوط التي يمارسها الرئيس باراك أوباما لاستئناف المفاوضات الثنائية على خلفية حل الدولتين.
ولقد كان طبيعيا أن يأتي الرد الفلسطيني برفض هذه الاشتراطات المستحيلة وذلك بالنظر إلى حقائق التاريخ والجغرافيا من أن الكيان الصهيوني أقام كيانه العنصري –الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية.. وإن مثل هذا الاعتراف بيهودية إسرائيل من شأنه –موضوعيا – الاعتراف بشرعية الهوية العنصرية التي لا تقر بالحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة والمغتصبة منذ وعد بلفور المشؤوم.
إن اختيار نتن ياهو لإطلاق تصريحاته تلك في مرحلة بات فيها ملحا وضروريا على الحكومة الإسرائيلية الالتزام باتفاقيات السلام وجهود المجتمع الدولي في إطار تطبيق تلك المواثيق والمرجعيات الدولية ذات الصلة بالتسوية العادلة التي تضمن حق الشعب الفلسطيني في أراضيه ومقدساته وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية دون تحريف أو مماطلة خاصة وأن الأوضاع في الداخل الفلسطيني لم تعد مقبولة بأي حال من الأحوال على خلفية اشتداد وتيرة الاستيطان والقمع الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني بل لعل المبالغة في اشتراطات رئيس الوزراء الإسرائيلي التعجيزية لم تقتصر –فقط –على هذا السياق وإنما تجاوزه إلى ربطه بمطالب تعجيزية أخرى كاشتراط عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين من ملاجئ الشتات إلى وطنهم الأم.. وهـو أمر لا تقره أيضا حقائق المنطق والعقل وترفضه نواميس البشرية جمعاء فضلا عن أنه منهاج صهيوني لضرب التوافق الفلسطيني..
و إن تنازل أي فريق وبأي صيغة من الصيغ سوف يؤدي –بالنتيجة –إلى تعميق الهوة بين فصائل النضال الواحد وسيضع أمام المفاوض الفلسطيني عقبة جديدة تعيق –بالتأكيد – مواصلة هذه الجهود الهادفة إلى تحقيق مبدأ السلام الدائم والعادل والشامل في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
ومن المؤسف حقا أن يكتفي النظام العربي بإصدار بيانات يتيمة كلما تكررت اشتراطات الحكومة الإسرائيلية وهي تقتصر على مجرد التنديد والشجب بهذه الإجراءات الصهيونية التي تحمل في طياتها إحراج واضح للنظام العربي الذي مازال متمسكا بمرجعيات السلام ومضامين المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية منذ عقدين تقريبا ..ودون أن نلمس تحركا فاعلا في اتجاه التلويح بسحب هذه المبادرة.. أو الضغط الفاعل على عواصم القرار للحيلولة دون مضي حكومة نتن ياهـو في هـذا السياق الذي سيكون له أفدح الضرر على أمـن واستقرار المنطقة والعالم وبخاصة في ظل هـذه المناخات التي تتصاعد منها روائح الاحتراب ودخان الأزمات وتنذر بوضع كارثي خطير على مستقبل المنطقة والعالم على حد سواء.

قد يعجبك ايضا