أنتهى الكلام
محمد المساح
كتب “إلياس خوري” في إحدى مقالاته وتحت عنوان: أنتهى الكلام لقد وصلت الأمور إلى الحائط المسدود وهو أشد هولا من الحائط العنصري الذي بناه الإسرائيليون في الضفة الغربية ومهما حاولت الدبلوماسية إيجاد المخارج ومهما تلاعب الإسرائيلون والأميركيون بالتناقضات الفلسطينية فالمسألة صارت واضحة لا يوجد أي حل في الأفق.. مشروع الدولتين الذي حمل في طياته تنازلا فلسطينيا كبيرا سقط في المستوطنات وقبله سقط مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية.. واليوم يطرح مشروع أو فكرة الدولتين وهو مشروع حرب طويلة.. لأنه يفرض على إسرائيل تنازلا عن طبيعتها الصهيونية وعن كونها دولة يهودية أي أنه مجرد مشروع يوتوبيا دونه أهوال من العذاب وبحر من العذاب وفي غياب الحل أو أفق الحل تترك فلسطين تتخبط في دمها هذا هو الواقع الذي لا يجرؤ أحد على الاعتراف به فلسطين في الدم والعالم العربي في العجز والعالم يتفرج على المأساة هل يعني هذا أن النضال الفلسطيني صار عبثا¿ لايمكن لنضال شعب من أجل استقلاله الوطني أن يكون عبثا.. إنه ضرورة وجودية لا يستطيع أي شعب من الشعوب التخلي عنها.. وإلا حكم على نفسه بالموت.. غير أن النضال من أجل الحرية والاستقلال يحتاج إلى تجديد أدواته في المنعطفات التاريخية وإلى إعادة صوغ أهدافه في إطار سياسي ممكن.