كلمة لوجه الله (7)

غيلان الشرجبي


 - 
استضافني أحد المشائخ يوما وبعد تناول وجبة الغداء قالوا (الضيف في حكم المضيف)فكان لابد من الانتقال إلى مجلس المقيل  وما هي إلا برهة حتى دخل علينا رجل عرفوه بأنه

استضافني أحد المشائخ يوما وبعد تناول وجبة الغداء قالوا (الضيف في حكم المضيف)فكان لابد من الانتقال إلى مجلس المقيل وما هي إلا برهة حتى دخل علينا رجل عرفوه بأنه (إمام جامع)فقاموا للترحيب به وإفساح مكان لجلوسه إلا أنه أصر- يصر إصرارا- إلا يجلس سوى بجانب الدكتور- الذي هو العبد الفقير لله (أنا) فاعتبرت ذلك شرفا لي (خاطبوا الناس بحسب عقولهم وأنزلوهم بحسب منازلهم) وما أن استوى حتى (بسمل وصلعم وحوقل وحمدل) وراح يلقي على مسامع الحاضرين خطبة عصماء اختتمها بالدعاء تماما وكأنه على منبر الجامع في (خطبة الجمعة)فانهالت عليه الاستحسانات.
(أحسن الله اليك جزاك الله خيرا …)ثم رفعت الايادي
و ” تسلم الأيادي “طلبا للسؤال لكنه ظل يشر بإصبعه بالرفض وترجمه بقوله : أنه سمع أن الدكتور موجود فجاء ليستمع منه فعرفت حينها فقط أن جلوسه بجانبي كان مقصودا فبماذا أجيب ¿وأنا أن رفضت يعني أنني بصمت على ما جاء في خطبته أو عجزت عن الإجابة وإن أجبت خرجت عن أدب ” يا غريب كن أديب ” فكيف أرد على من يعتبره هؤلاء القوم خطيبا لهم ومع ذلك لابد من إجابة تؤدي الغرض مع مراعاة لياقة الضيف ومكانة المضيف لذلك اكتفيت بسؤاله : أتقول هذا الكلام على المنبر¿ قال : نعم إنها قال الله وقال رسولهقلت له” يا شيخنا اللغة العربية حمالة أوجه كما يقال ولكل مقام مقال وفي النصوص الشرعية ما هو ” للترغيب وللترهيب ” وسأكتفي بوضع مقياس لو تجرأه كل منا لأنجاه يوم القيامة ألا وهو ” رب كلمة لايلقي لها المرء بالا تهوي به في قعر جهنم أربعين خريفا ” و”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” “هل يكب الناس على مناحرهم في نار جهنم إلا حصاد ألسنتهم” أو كما قال عليه السلام وغاية هذه المعيارية وخلاصتها قوله تعالى “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ” ولا أعتقد أن للتحريض والإثارة مكانا من الأعراب في ذلك
إنه مجرد نموذج لكيفية دفع المراهقين والشباب والأميين المحبطين إلى التمرد ضد الآخر والخروج على الأنظمة الحاكمة تحت مسميات مختلفة وذرائع شتى يجمعها كلها الرغبة في الحكم باسم الحاكمية.

قد يعجبك ايضا