الاهتمام بثقافة الطفل.. ضرورة لبناء جيل جديد
تحقيق/ خليل المعلمي
لا شك بأن الأطفال هم رأس مال الوطن يتم إعدادهم وتربيتهم ليكونوا قادة المستقبل ولبناته ولهذا فمن الأجدر على الدول والحكومات الاهتمام بهذه الشريحة التي تصل في بعض المجتمعات إلى 40% من سكانها والأهم هو وجود بيئة تعليمية وتثقيفية في نفس الوقت توجه لفئة الأطفال تعمل على تنمية مداركهم وتغرس في نفوسهم حب الوطن والعمل من أجل رفعته والدفاع من أجله.
وفي مجتمعنا المليء بالتناقضات فإن هذه البيئة غائبة تماما حتى وإن وجدت المكتبات في عدد من المدارس فإن حصة القراءة لا تقتصر إلا على المنهج المقرر ولا يقوم الأطفال بزيارة المكتبة بينما يهتم البعض من الآباء بتنمية وتوجيه أولادهم إلى القراءة وتوجيههم إلى ذلك نتعرف على ذلك في التحقيق التالي:
يقول عبدالمحسن الأفلح مدرس لغة عربية: القراء ة نقطة البداية كانت أول بداية لحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين ما أوحى إليه الملك الجليل وقال له: إقرأ… إلى نهاية القصة المشهورة فمن واجبنا نحو أبنائنا تدريبهم وتشجيعهم على القراءة وخاصة في المراحل الأولى من الدراسة وإنشاء مكتبات خاصة في المدارس وتخصيص حصص ضمن المنهج تسمى حصة المكتبة يتم من خلالها توجيه الطلاب وتوعيتهم بكتب تهدف إلى غرس القيم الحميدة لدى الأطفال خاصة ولدى المتعلمين في المدارس بشكل عام نتمنى أن تلقى هذه الفكرة النور قريبا وتصبح واقعا فعليا يطبق على أرض الواقع فتمحى أمية المتعلم المسيطرة على واقعنا الحالي, حيث إن غالبية المتعلمين يكتفون بما في داخل المنهج الدراسي دون الرجوع إلى مصادر ثقافية تنمي فكره وتلبي حاجيات ومتطلبات العصر ولنطمس من أذهاننا المقولة الشهيرة نحن أمة لا نقرأ وإذا قرأنا لا نفهم.
أدب الطفل
إن إنشاء أدب للطفل من الضروريات الهامة لتنمية ثقافته وتوسيع مداركه حيث لابد أن يتسم هذا الأدب بعدد من السمات ومنها كما يقول الدكتور: مع د. حبيب بن معلا المطيري أستاذ وأكاديمي وناقد في الأدب: أن يكون مناسبا للمراحل العمرية للطفل ونقاء مضمونه وجمال لفظه وضوحه وسلاسته وبعده عن التهويل المبالغ فيه ثم روعة الحبكة والجذب والتشويق- وبالذات في القصة والمسرحية أما الخيال فهو ضرورة من ضرورات الأدب فلا أدب بلا خيال ولكن الخيال المحمود هو ذلك الخيال التصويري المعقول الذي يحلق بالطفل في أجواء محبته بحيث يعúمöل عقله وفكره في هذه الأحداث وتتملك عاطفته.
وقد تناول الدكتور حبيب من خلال كتاباته للأطفال القصة والمسرحية نقدا والقصة والمسرحية والقصيدة إبداعا ولا زال المجال مفتوحا لكتابات نقدية في معجم الطفل وبنائه اللغوي ومناسبة الأدب للمراحل العمرية من خلال دراسة معيارية وصفية تطبيقية كما أن باب الإبداع مفتوح على مصراعيه للكتبة المجيدين.
بينما يتحدث الباحث حسن شحاتة في كتابه القيم: “أدب الطفل العربي – دراسات وبحوث” عن أهمية أدب الأطفال كوسيط تربوي في تنشئة الأطفال وبلورة هويتهم وشخصيتهم فيقول: “إن أدب الأطفال يوفر سياقا نفسيا اجتماعيا يراعي سمات الإبداع وينميها خلال التفاعل والتمثل والامتصاص من حيث استثارة المواهب ومحاولة تنمية هذه المواهب عن طريق تحقيق جو من التسامح والدفء العاطفي والحب والديمقراطية”
أهمية مكتبات الطفل
فيما يقول هشام ورو مدير مكتبة زبيد العامة: إن مكتبة الطفل تلعب دورا كبيرا في توجيه الثقافة والمعرفة المبكرة للطفل حيث تعد هي الوعاء الأول الذي يتشرب منه الطفل الثقافة التي تتناسب مع مستواه التعليمي وتعد مكتبة الطفل بزبيد إحدى التجارب الناجحة في مكتبات الأطفال النادرة بالجمهورية وهي تؤدي خدمات متميزة من خلال البحث عن كل جديد ووضعه في متناول الأطفال كما تقدم خدمات الدروس التقوية للمناهج التعليمية لمرتاديها وتعتبر مكتبة الطفل هي الوجهة الأولى نحو عالم القراءة الحرة بالنسبة للطفل لذا يجب أن نوجه الناشئة نحو مكتبات الأطفال.
ويضيف: كما أن للمكتبة المدرسية دورا مهما في التوجيه نحو القراءة الحرة للطفل بل هي الأساس الأول نحو تثقيف الناشئة ذلك أنه توجد في بيئته التعليمية وبين متناوله بشكل يومي وهي لا تقل أهمية عن المكتبات الأخرى لكن أعتقد أن الاهتمام بالمكتبات المدرسية ومكتبات الأطفال في بلادنا ضعيف جدا وأحيانا شبه معدوم لكن هناك المبادرات الناجحة لبعض التجارب تجعل البيئة الثقافية غير متوازنة على امتداد الوطن.
الحضور الغائب
تحتوي بعض المدارس على مكتبات مدرسية إلا أن وجود بعض هذه المكتبات مثل عدمها فلا توجد حصص مكتبية للطلاب وهذا ما أكده حسني التتر مسؤول المكتبة في إحدى مدارس العاصمة وأضاف: وإن صادف وأن هناك فصلا من الفصول لديه حصة فارغة فمن الصعوبة استيعاب طلاب الفصل في المكتبة إلا أن وجود مكتبة في المدرسة من الضروريات الهامة حيث يمكن فتح باب الاستعارة للطلاب الراغبين في ذل