هكذا نحلم بالعام الجديد
خالد الصعفاني
..حمل العام الميلادي 2013م لليمنيين الكثير من الألم لكنه لقح لنا مؤتمر الحوار الوطني الذي يحبل به العام الحالي 2014 م ونتوقع أن يلد لنا يمنا جديدا بعد ذلك باعتبار هذا المؤتمر كما خطط له ضم أطياف الأمة وكل القوى المؤثرة أو الواعدة ويفترض أن يخط لنا عناوين العام الجديد السارة لكل اليمنيين ..
عامنا كان مختلفا عن عام العالم من حولنا ودول الربيع الأخرى في محيطنا العربي .. عام انتقالي شهد ربما أكثر ” هدرة ” على مستوى تاريخنا اليمني التليد .. كلام خمسة نجوم شهدت عليه جدران الموفمبيك ودهاليز الطريق بينه وبين مقار سكن المؤتمرين الـ 565 من كل أصقاع البلاد ..
.. وما يجعلنا نرضى بالعام الفائت رغم أنه حمل لنا أحداثا دامية كان الهجوم على مجمع وزارة الدفاع أكثر كارثية من غيره وكان ضرب صالة عرس وخيمة عزاء أسوأ ما يمكن تصوره .. ما يجعلنا نقبل ذلك على مضض ايمانا بان ما يصيبنا كله خير , وأن هذا أقل وطأة من ما يجري في سوريا على سبيل المثال ..
العام الأخير أضاف على جملة أحلامنا وآمالنا بندا جديدا هو مطلب الأمن والأمان والاستقرار في الدائرة الأكبر .. أما سابق القائمة الطويلة فيتصدرها كما نعلم جميعا ارتفاع مستوى الخدمات الطبية والتعليمية , وتوفر الغذاء وتحسن حال القضاء , وزيادة الوعي المجتمعي البيني والجمعي نحو هذا البلد الكريم , وحضور هيبة القانون وروح النظام , وتمكن حماة الوطن في الجيش والأمن من ضبط إيقاع البقاع جميعها ..
في اليمن اختبرنا عبر العقود الخمسة التي تلت الثورة اليمنية الدروس الأهم والكفيلة بتجنب مضمون مقولة الأجداد ” الجهل طول الزمن عيب ” , ووصلنا مع تلك الدروس إلى حقيقة ناصعة من نوع أن الإقصاء ليس حلا , وليست سياسات الاحتواء للقوى والنافذين والمجرمين حلولا أيضا .. اختبرنا أيضا أنه لا دولة حديثة في ظل وجود السلاح .. وأنه لا بد من إخضاع القوى التقليدية لسلطة القانون وطريق النظام .. عرفنا الحاجة الملحة لقضاء عادل وصارم وفاصل .. وعرفنا أننا بدون هيبة دولة في كل المفاصل لا يمكننا أن نعيش في امن وسلام ووحدة .. بدون كل ذلك لن نخرج لليمن الذي أردناه ..!
في عام 2013 م كان الإعلام اليمني سيئا في تحمل مسؤوليته الاجتماعية تجاه هذا الشعب المسكين الذي لم يعد يعرف من يصدق وكيف يقرر .. قنوات عديدة كل منها يسبح في بركة الحزبية خاصته, تزرع الأمراض أكثر من معالجته لها وتشير للأوبئة دون تشخصيها , وتبث روح الفرقة لا الألفة , وتشتت الأفكار أكثر من الإسهام في ترتيبها أو تجميعها .. عاما مفتوحا من الإعلام اللا مسؤول إلا في حدود ضيقه وحالات معدودة .. وفقط كان صادقا في نقل المآسي التي أصيب بها البلد من أقصاه إلى أقصاه في مشهد ومستوى غير مسبوقين ..
.. في العام الأخير أثبت اليمني أنه يتحمل صبرا يفوق ما ذكره القرآن الكريم عن نبي الله أيوب عليه السلام .. وتجاوز ذلك الصبر في مجموعه وقوة احتماله مقدرة ” حمير ” اليمن مجتمعة .. وكان شعبنا بالفعل طيبا إلى الدرجة التي جعلته يغيب في مشهد المؤتمرين في موفمبيك , وفقط كان للسياسيين وأصحاب الصوت العالي من الرجال والسيدات قوة الفعل في الحديث عن مصالح ومواقف الأحزاب والقوى السياسية من شمال الوطن وجنوبه ..
أخيرا
.. اليمني اليوم يحلم أكثر من أي وقت مضى ببلد امن ومستقر يوفر العيش الكريم والعلاج الملائم والاحترام المناسب للإنسان .. بلد تكون الكلمة العليا فيه للقانون والكلمة جادة وكبيرة في وجه الفاسدين .. بلد لا يكون فيه للمعتقين فكر ومعتقد وعمر الكلمة الفصل .. ذلك أن هؤلاء صنعوا التاريخ لكنهم يعشعشون فيه ويرفضون فتح نافذة عقولهم على المستقبل الذي تنشده الأجيال .. \
khalidjet@gmail.com