هل للتعايش من سبيل¿!

عصام المطري


 - نحن اليمانيين أبناء جلدة واحدة وعقيدة إسلامية واحدة مهما تباينت مشاربنا السياسية أو اختلفت توجهاتنا الثقافية والفكرية وقد عرف عنا أننا أهل إيمان وحكمة وفقه ونحن أرق أفئدة وألين قلوبا كما أخبر بذلك النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وزوجاته وسلم حيث ضربنا أروع الأمثلة في الاقتدار على التعايش في ظل التباينات المذهبية.
نحن اليمانيين أبناء جلدة واحدة وعقيدة إسلامية واحدة مهما تباينت مشاربنا السياسية أو اختلفت توجهاتنا الثقافية والفكرية وقد عرف عنا أننا أهل إيمان وحكمة وفقه ونحن أرق أفئدة وألين قلوبا كما أخبر بذلك النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وزوجاته وسلم حيث ضربنا أروع الأمثلة في الاقتدار على التعايش في ظل التباينات المذهبية.
فالزيود والشوافع على وجه البسيطة اليمنية تمكنوا من التعايش منذ ألف عام لقاء التقارب الواضح بين المذهب الزيدي والمذهب الشافعي فضلا عن غلبة الرقة واللين والإيمان والحكمة والفقه التي تزين سلوك اليمانيين قاطبة وظل هذا التعايش قائما على نحو عاظم من مقومات الوحدة المادية والوجدانية وكرس اللحمة والتعاضد والأخوة الإيمانية الراقية التي حض وحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف دين المحبة والسلام.
ومن خلال هذا التعايش تمكن الزيود والشوافع من العيش في ظل جماعة إسلامية واحدة امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” حيث يقول ابن مسعود أن حبل الله هو الجماعة ناهيك عن قول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة” وقوله: من مات وهو مفارق الجماعة مات موتة جاهلية” وفيما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم الناحية فحقيقة التعايش بين الزيود والشوافع أخذ أبعادا عظيمة مثل إظهار معالم ومظاهر الوحدة والعيش في ظل جماعة إسلامية واحدة عززت معاني الوحدة ومفردات اللحمة القائمة على المحبة في الله والأخوة الإيمانية الفريدة والتعاون فيما اتفق عليه وعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه حتى أثر ذلك في طبيعة المناهج والمقررات الدراسية التي كانت ومازالت تغلب الإجماع وتمقت التعصب المذهبي حتى تمكنا من إنتاج جيل معتدل وسطي غير متعصب لأي من المذاهب سواء إلى المذهب الزيدي أم إلى المذهب الشافعي.
وفي ظل النظام السياسي السابق اندلعت ست حروب بين القوات المسلحة اليمنية وبين جماعة الحوثي ذات التوجه الشيعي الاثني عشري والتي ليست لها صلة أو علاقة من قريب أو من بعيد بالمذهب الزيدي المعتدل الذي يعد قريبا من المذهب الشافعي وأهل السنة والجماعة فجماعة الحوثي تحاول أن تستميل الزيود كما تحاول أن تخلق عداء بينهم وبين الشوافع وتمنيهم بالدولة الزيدية إلا أن الزيود لا يصغون لتلك الترهات.
ومادامت جماعة الحوثي الشيعية التي تتعصب للمذهب الشيعي الاثني عشري يمنية تنتمي للوطن الواحد الموحد فإن ذلك يفرض حقيقة التعايش بين أتباع المذاهب الثلاثة.. الزيدي والشافعي والشيعي الاثني عشري من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية العليا كما يفرض على تلك الجماعة العنصرية القبول بالآخر وتقبل أهل السنة والجماعة وأنصار المذهب الشافعي في صعدة وغيرها فالإسلام يجب ما قبله والتعايش يجب ما قبله فلنفتح صفحة جديدة في سفر العلاقات المذهبية والتعايش بين المذاهب القائم على التقيد بنصوص الدستور والقوانين النافذة ونزع السلاح وتسليمه إلى الدولة “السلاح الثقيل” كتأييد على حسن النوايا وطرح آلة الحرب المدمرة كما يفرض حقيقة التعايش الإيمان بمبدأ التداول السلمي للسلطة وأن تتعايش من خلال ضمان الحرية الشخصية المنضبطة بشرع الله مع التأكيد على حقوق وحريات المكونات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني كما يجب أن نتعايش من خلال رفض العنف والإرهاب وإنكاره من أي مصدر جاء ويجب أيضا أن نتعايش عن طريق احترام حقوق الإنسان وعدم المساس بها في وقت السلم والحرب وفي زمن الشدة والرخاء وأن نجعل صندوق الاقتراع هو الفيصل في تحديد أوزان وأحجام المكونات السياسية والحزبية ومن خلاله يجب أن نجسد حقيقة التداول السلمي للسلطة والقبول بنتائج الانتخابات مهما كانت مرة وقاسية وأن نتعاون في بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني العظيم وأن نحصن وحدة الأجيال من الاختراق عن طريق عدم الاستمرار في التعليم الطائفي المذهبي المتعصب والدفع بأبناء الوطن اليمن الواحد في الريف والحضر على حد سواء إلى الالتحاق بالمدارس الحكومية والنهل من معين الوسطية والاعتدال وعدم التعصب الطائفي والمذهبي ومحاذرة الخروج أوعن الثوابت الدينية والوطنية والتخلي عن إثارة النعرات أو التعاطي بعنصرية ومناطقية في سبيل الحفاظ على وحدة الوطن أرضا

قد يعجبك ايضا