الإيماءات الجمالية لألوان الستارة الصنعانية
المقالح عبد الكريم
نتج عن أبحاث الرسامين الانطباعيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .. تصنيف جديد للألوان . . وفقا للانطباع المنعكس على إحساس الناظر .. بحيث تكون في قسمين كالتالي :
1-الألوان الدافئة .. الأحمر وملحقاته .
2- الألوان الباردة .. الأزرق وملحقاته .
وبين هذين القسمين تقوم الحالة الحيادية والتي يمثلها (( الأبيض والأسود)) .. كما إنهما يتحكمان جوهريا بقيمة اللون ..
أما بالنسبة لتوزيع الألوان ومساحاتها في الستارة .. فإننا نجد أن اللونين الأحمر والأزرق يشكلان ما نسبته 90% .. بينما لا يأخذ الأصفر والأخضر والأبيض سوى 10% .. وإذا تحولنا إلى المغمق سنجد أن اللونين الأحمر – وبقدر أكبر قليلا – الأبيض يشكلان أقل من10% تقريبا .. مقارنة باللون الأسود الذي يعتبر لون المغمق الأساسي .
وهذا الخلط المدهش للألوان على اختلاف تنوعها .. وربما رغم تناقضها .. مسألة تستدعي التساؤل المتوالد بفعل الفضول :
لماذا اختيرت هذه الألوان بالذات ولم تكن غيرها لمثل هذا النمط من الثياب ¿!
ولماذا لم تدخل ضمن هذه التشكيلة ألوان أخرى سواء كانت دافئة أو باردة ..¿!
لكن لعل السؤال الأول – وربما البديهي- هو المتعلق بالاختيارات .. أي الألوان هو الأجمل ..!!¿
إن القاعدة الأساسية هنا تقول 🙁 جمال الألوان يكمن في مضمونها ).. وللعالم النفساني الألماني / فشنر مقولة توضح ذلك .. يقول فيها 🙁 صحيح أن الأحمر جميل إذا ظهر على وجنتي الفتاة .. لكنه لا يعد جميلا إذا ما برز على أرنبة الأنف ) .. ربما لأن للألوان بصفة عامة تأثيرات خادعة كالتالي :
1- الدافئة والفاتحة .. تبدو أكبر مساحة من مساحتها الحقيقية .. وأقرب من مكانها الحقيقي .
2- الباردة والغامقة .. تبدو أقل مساحة وأبعد مسافة من حقيقتها .
الأمر الذي يؤدي بنا إلى الوقوف أو إدراك سر انسجام ألوان الستارة رغم تناقضاتها .. ولعل تنويع المدى اللوني هذا يدلنا ويأخذنا صوب منبعه الأصل وهو الهند .. إذ إن رمزية الألوان تختلف باختلاف عقلية الشعوب المتباينة في الأذواق والاختيارات .. ولعل سبب اختيار ألوان محددة للستارة – التي لا نعرف طبيعة استخدامها هناك في الهند – راجع إما إلى تأثيرات محلية معينة – تاريخية /ثقافية/اجتماعية – أو إلى نمط العقيدة الدينية المتبعة هناك وهي البوذية.. فمن المعروف أن اللون البرتقالي-درجة من درجات اللون الأحمر- هو المتعارف عليه والسائد على وفي أردية الرهبان .
المدار المتميز
تختلف الستارة عن الشرشف اختلافا كبيرا .. كما إنها فريدة نوعها مقارنة بأنماط شبيهة بالشرشف .. مثل العباءة الخليجية .. ولعلها قريبة الشبه -لحد ما- بالملاية اللف المعروفة في مصر .. كما سنرى تاليا .
وللستارة مواصفاتها الخاصة بها :
1- التفصيل العام .. ينقسم إلى قسمين – الأول الستارة نفسها .. والثاني (( المغمق))
أ- الستارة .. قطعة قماشية واحدة .. مربعة الشكل .. طول ضلعها 180 سم .
ب- المغمق .. وهو “الخمار “.. قطعة قماشية .. شفافة بعض الشيء .. مستطيلة الشكل .. يتراوح طولها بين 40-60 سم .. وهناك بعض الأنواع التي يصل فيها الطول إلى 80 سم .. أما العرض فلا يتجاوز غالبا حدود 30 سم .
2- اللون .. عكس الشرشف – بلونه الأسود ونقوشه الأعمق أو الأفتح – فالستارة مزدحمة بالنقوش والزخارف – غالبا نباتية- في تنوع كبير حسب مكانها على الستارة .. سواء في الوسط أو في الحواف أو الأركان .. التي لا تخرج ألوانها عن ..
– الأزرق في الوسط ..
– الأحمر في الأطراف وفوق الأزرق في الوسط ..
– الأبيض والأصفر في الحواف داخل إطار من الأحمر والأزرق ..
أما (( المغمق)) تتوزع على لونه الأسود دوائر في لونين هما الأحمر والأبيض .. اللذين يتدرجان من الخارج إلى الداخل بما يكون دائرة مركزها نقطة سوداء .
3-اسلوب ارتدائها .. بعد أن تحكم المرأة تغطية وجهها بلثامها (( الشيلة)) .. تأخذ المغمق من أحد طرفيه بحيث يصبح أمام وجهها مستطيلا منسدلا لأسفل .. الجانب العلوي من المغمق تلفه حول رأسها وتعقد طرفيه حول رأسها من الخلف .
والملاحظ أن المغمق في حال لم ترد المرأة تركه منسدلا على وجهها .. فهي تعمد بعد وضع الستارة على جسدها .. إلى إرجاع المغمق إلى الخلف لينسدل على رأسها .. واصلا بطرفيه إلى كتفيها .. وقد لا تضع المرأة المغمق مع الستارة ولا تستخدمه إلا في حالات سيأتي تبيانها لاحقا .
بالنسبة للستارة ن