ومؤتمر الحوار الوطني الشامل1-2

■ هشام علي

في الرابع والعشرين من ديسمبر 2013م يكون قد مر على وفاة المناضل الوحدوي عمر الجاوي ستة عشر عاما. لكنه ورغم سنوات الغياب لايزال حاضرا بيننا. لااقصد حضور ذاكراه في اوساطنا نحن زملاءه ورفاق دربه ومساوه ولكنه حضور بحجم الوطن وقضاياه وما يحدث فيه من قضايا وتغيرات ومشكلات وحروب واقتتال وفتن وهموم تنوء بحملها جبال اليمن.
كنت قد كتبت عقب وفاته مات” الرائي” او مات قارئ الطقس السياسي اليومي في اليمن بكل تغيراته بين الليل والنهار. كانت قراءة المقال اليومي للجاوي في صحيفة التجمع” تحمل تفاصيل السياسة وتقلبات المجتمع واختلاف الاحزاب والقبائل والفصائل. تقرأ مقال الجاوي نتعرف اتجاه الريح وتيارات القلق السياسي وخفاياه لم يكن عمر الجاوي يكتب المقال السياسي بالطريقة التي نعرفها في كثير من الصحف والمجلات بل كان يحفر في اعماق التاريخ وتفاصيل الجغرافيا والمجتمع وهذا هو التميز والاختلاف في كتابات الجاوي وفكره ومن المؤسف أن مشاغل الجاوي بشؤون الوطن والناس لم تمكنه من التفرغ للكتابة والادب والفكر ولعله كان يحلم بأن يأتي ذلك اليوم الذي يغلق فيه البال على نفسه ليجلس ويكتب ما يريد دون أن يقطع حبل افكاره جرس تلفون أو زيارة صديق. ولكن الجاوي لم يكن يطيق العيش بدون هذين الاثنين و للجاوي قصة مع التلفون حين الانتقال الى صنعاء بعد تحقيق الوحدة. فقد اعياه البحث عن منزل يتوفر فيه خط التلفون وحين فقد الأمل في ذلك اقترح عليه المسؤولون في الاتصالات أن يشتري عمودا ليربطوا له خط التلفون وكاد أن يفعل ذلك لول ان الجيران رفضوا إقامة العمود بجوار منازلهم خوفا من التكشف عليهم وكم كانت المفارقة أو الطرافة في حكاية عمود التلفون لا سيما إذا انتقل الجاوي من منزلة الى منزل آخروكانت جميع منازلة بالإيجار فهو ينتقل من بيت الى آخر حاملا معه عمود واسلاك التلفون حكاية تبدو هزلية لكنها تعبر عن ازمة المثقف في بلادنا ليس أي مثقف لكنه مثقف بحكم عم الجاوي ومكانية صاحب موقف وتأثير في حجريات السياسة وتحولاتها لا يملك بيتا خاصا به ولايملك مالا لشراء بيت. هل استأنف حلم الجاوي بالتفرغ للكتابة كتابة الموضوعات التي يتمنى كتاباتها وليس الموضوعات والقضايا التي تفرضها عليها الاحداث والوقائع وكأني بالجاوي يردد في آخر ايامه ما كان يقوله سان جوست احد قرة الثورة الفرنسة الشهيرة لقد قادتنا الاحداث في الاتجاه الذي لم نكن نريده اليس هذا هو مكر التاريخ الذي تحدث والوقائع والتاريخ الى عمر الجاوي الراقي والمستبصر لاتجاه الوقائع في اليمن . لم يكتب الجاوي نبوءات بقدر ما كان يقرأ الاحداث والوقائع ويحلل مساراته وقواها المؤثرة لم يكن الجاوي يعتمد النظرية او الايديولوجية في قراءته وتحليله ليس ثمة كتالوج للفكر الجاه يبحث فيه عن نماذج للتحليل كانت كتاباته تنطلق من تحليل للقوى المؤثرة في الداخل والخارج وكان يمتلك ذاكرة عميقة لا تقبل النسيان للأحزاب والقوى والافراد والمواقف والارقام ولعل كثيرا من القوى والاحزاب كانت تتمنى لهذه الذاكرة ان تصاب بالنسيان او انهم تمنوا لو استطاعوا ان يوقفوا ذلك العقل المتوقد عن التفكير والتحليل. وكم كانت مصيبتنا كبيره في مرضة الأخير كانت اصابته في الدماغ وكانت ذاكرته اول شئ يموت.
الجاوي حاضرا في مؤتمر الحوار الوطني
تجري في هذا العام 2013م وقائع حدث سياسي في اليمن اعني مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يشارك فيه اكثر من خمس مائة شخصية تضم السياسيين العسكريين الوزراء قاده الاحزاب الشباب شيوخ القبائل والعشائر القضاة النساء اساتذة الجامعات قادة منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى الحراك الجنوبي وجماعات الحوثيين وغيرهم.
هذا المؤتمر الذي يقام تحت مظلة الامم المتحدة وفي سياق المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية التي اجتاحت اليمن في 2010م وكادت ان تؤذن بحرب اهلية لانهاية لها.
وقد عهد الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل النظر في جميع القضايا والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قضايا الدولة الرشيدة وصعدة ترتيب اوضاع العسكرين ورجال الامن وقضايا اخرى عديدة تبرزها المناقشات. وابرز قضية مطروحة امام هذا المؤتمر هي القضية الجنوبية او قضية الوحدة اليمنية وستقبل اليمن الجغرافيا والتاريخ الوحدة والانفصال الهوية الوطنية وماتثيره هذه القضية من تحديات وصعوبات منح لمؤتمر الحوار الوطني مده ستة اشهر لمعالجة هذه القضايا جميعها. والمتوقع ان تشمل مخرجات الحوار الوطني حلولاأو مفاتيح للحل للقضايا المتعددة التي طرحت على طاولة الحوار وان يخرج المؤتمر بعقد اجتماعي جديد ومشروع للدستور ونظام الحكم.
جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في المناخ الثوري الذي اعقب ثورة الربيع العربي في اليمن ولذلك كانت اجنداته ثورية فهي مفتوحة لكل القضايا ¿¿¿ على كل الاتجاهات والتيارات. وقد ت

قد يعجبك ايضا