وكان مظلوما رحمه الله !!!

عبد الرحمن بجاش

 - مثل أولئك الذين يمتطون الكراسي الأولى في أي مناسبة عامة , فإذا سمعوا فقط عبارة ( الفساد والمفسدين ) من المنصة أو راعي المناسبة , لا تتوقف أيديهم عن التصفيق وهم لو طلبت تعريفا للفساد والإفساد لتبوأت أسمائهم المراتب الأولى !!!
مثل أولئك الذين يمتطون الكراسي الأولى في أي مناسبة عامة , فإذا سمعوا فقط عبارة ( الفساد والمفسدين ) من المنصة أو راعي المناسبة , لا تتوقف أيديهم عن التصفيق وهم لو طلبت تعريفا للفساد والإفساد لتبوأت أسمائهم المراتب الأولى !!! ومع ذلك تراهم يصفقون ويهتفون ( بالروح بالدم نفديك ….) , وللأمر وجهه الآخر , فما أن تنهي عزاءك لعزيز كريم لم ( يقض حياته في خدمة الوطن ) بل قضاها فعلا يخدم الوطن , ويظلم المرة تلو المرة , لتفاجأ بعد انتهاء جنازته وهو رجل عام , بفلان وعلان يكيل إليه المديح ومن على شاشات كل القنوات ( كان رحمه الله نموذجا للرجل العام ) , ( كان مخلصا ومتفانيا ) ( كان رجلا والرجال قليل ) , فتضع يديك على أقرب ركن في رأسك وتصرخ بينك وبين نفسك على طريقة عميد المسرح العربي يوسف وهبي رحمه الله ( يا للهول ) لأن من يتحدث عن مناقب الراحل ( العظيم ) ( المظلوم ) ( الوسيم ) ( الأنيق ) ( ابن الناس ) …هو من ظلمه يوم أن كان مسؤولا عنه !!!! ويا للهول مرة أخرى ……ويتبارى المتبارون في إظهار خلاصة خلاصة الفقيد المنتقل إلى رحمة الله , ولا يبقى إلا أن يذرفون الدموع جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد حزنا على من ذهب وهم أنفسهم من تجاهلوه , حتى إذا صادفه أحدهم بالنظر من على السيارة وهو ( يخبطها ) رجل تراه يذهب بنظره إلى الاتجاه الآخر , مثلي تماما عندما أتشاطر على أم الأولاد حين تشير إلى بقالة الفاكهة فأشغلها أنا مسبقا بالنظر إلى الاتجاه الآخر باعتبار أن أكل الفاكهة ليس من ضمن ثقافتنا الغذائية !!! , وكان ذلك المتباكي إذا صادف من وصفه للتلفزيون با ( لمظلوم ) و( من هو أكثر استحقاقا ) تحاشاه وشغل نفسه بما هو أدنى , ولا يبعد أن يكون المتباكي هو من ( رزع ) المرحوم التقرير تلو التقرير بأنه غير ( نافع ) ( حزبي ) ( متآمر ) , ولا يبعد أنه قد صنفه ألف تصنيف أو الساحقة الماحقة ( هو ماركسي ) , ويوم الجنازة تراه يذرف عليه الدموع فقط لأنه راكن انه تخلص من منافس محتمل , وتأكد أنه لن يعود لذلك لا بأس أن تكسب الآخرين بذرف بعض الدموع , لكن عيون الناس تقرأ من الملامح ما يشي بالكذب, كثيرون في هذه البلاد ظلموا من قبل ذارفي الدموع , وكثيرين لم يأخذوا حقهم, لأن فلانا الذي يشيد بهم في المقبرة هو أو هم من حال بينهم وبين استحقاقاتهم , وإذا أردتم فخذوا الشهيد القاضي عبد الجليل نعمان نموذجا لمن ظلموا في حياتهم , وقد كان كفؤا قادرا ….لكن ماذا تفعل للدموع التي نقول لأصحابها لا رحمكم الله تقتلون القتيل وتسيرون في جنازته ……. !!!!!

قد يعجبك ايضا