الوحدة.. حال الوفاء حال..!!

يكتبها/عبدالله الصعفاني

 - ما العيب أن يكون المؤتمر والإصلاح على أرضية واحدة في الموقف من القضية الجنوبية..¿
ولم لا تلتحق بهما كل المكونات الحزبية والجهوية

ما العيب أن يكون المؤتمر والإصلاح على أرضية واحدة في الموقف من القضية الجنوبية..¿
ولم لا تلتحق بهما كل المكونات الحزبية والجهوية في مسألة الحفاظ على اليمن موحدا وتجنب شبهة هذه المعركة التفاوضية التي يخوضها بعض القوى السياسية المراوحة بين الدعوة إلى فك الارتباط كما في حراك البيض ومحمد علي أحمد أو العمل على انجاز دولة اتحادية من إقليمين على النحو الذي يعمل عليه الدكتور ياسين سعيد نعمان.
خلافات لجنة الـ16 مستمرة.. واللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة 8+8 تراوح ذات الجدل.. الأمر الذي يؤكد أن الطرف السياسي الذي يصر على فكرة الإقليمين لم يتشبع بحقيقة أن الإقليمين ليسا إلا الوجه الآخر للانفصال .. لا فرق بين التشظي على دفعة واحدة كما يدعو إليه صقور الحراك أو الوصول إلى ذات النتيجة بإقليمين على خلفية شطرية كان الشعب اليمني حدد خياره الرافض لها قبل عام 1990م وما يزال.
الإنسان عدو ما يجهله.. وأنا أحد كثيرين يتوجسون خيفة من أقلمة اليمن.. ومع ذلك فإن ما يجب أن يكون معلوما أن تدوير التسويات وتدوير صور بقاء الأحوال البائسة يبقى أقل وطأة من أي رؤية تمهد طريق العودة إلى مجهول التشطير ولو على دفعتين كما يحدث من حراس المرمى وهم يتفاجأون بالقذائف المباغتة.
يعرف الشعب اليمني أن الذين تقاسموا.. تخاصموا.. واحتربوا ثم تواجهوا وتأزموا وانقسموا .. لكنه لن يغفر لأي طرف أن يقود اليمن إلى المجهول.. وليس أسوأ ما في المجهول إلا استدعاء مفردات التشظي.. وحتى لا يشطح بعضنا في سماء الأحلام غير الواقعية فإن من المهم التذكير بأن اليمن الطبيعي ما يزال محكوما بنفس القوى التي حكمت الشطرين وذات القوى التي حكمته في وحدة 1990م.. ومهم الاعتراف بأن الفاشلين في الانطلاق بالبلد وهي موحدة سيفشلون والبلد ممزقة بل إن مساعي إنتاج التمزيق فاشلة استباقا.
أما بعد قول اليماني “حال الوفاء حال” فإن على الداني والقاصي الاعتراف بأن مشكلة هذه البلاد لم تكن الوحدة وإنما في الإدارة الفاشلة.. ما يعني الحاجة للتخفيف من هذه التصورات التي أدت إلى يمن كان رفع علم التشطير فيه مجرما فإذا بعلم الوحدة هو الذي يتعرض للإساءة من مجاميع لم يعرف شبابها كيف كان الوضع قبل الوحدة حتى وعلي سالم البيض يؤكد أن ما يجري في صنعاء مجرد تمثيلية لم تعد تعنيه وأن من يمثل الجنوب في الحوار هو من يدعو للانفصال المباشر.
ومع التقدير لشخصيات لم تعد تعرف أين تقف ولا كيف خوفا من أن تنكشف فإن الواقع اليمني بحاجة لعدم القفز على كون الأزمة ليست بسبب الوحدة ولن تحل بوضع بذرة العودة إلى انقسام البلد على اثنين في الطريق إلى المزيد من التجزيء وإنما بإعادة بناء الدولة على أسس وطنية تحول بين المواطنين وبين مواصلة دفع فواتير قضايا وأخطاء لم يكن له فيها ناقة ولا جمل..
دولة بسيطة أو مركبة ولكن.. امنعوا عن الوحدة اليمنية مزالق العودة إلى التشطير.. قدموا للشعب مخرجات حوار تعيد صياغة عقد الوحدة دونما ألغام ودونما قفزات إلى المجهول.. فهناك أحلام وهنا أحلام فلا تجعلوها كوابيس تحت مبررات واهية وإذا كان ولا بد من دولة اتحادية وأقاليم لتكن دولة لا تحمل معها بذورا تمزقها.
أكبر حل لملفات المبعدين ومشاكل الأراضي والحراكات الشعبية وصناديق جبر الضرر يبدأ من اعتراف المتحاورين وفي مقدمتهم لجنة الـ16 وهيئة التوفيق بالحاجة إلى إطلاق صرخة.. “لا مكان للشيطان بيننا” والكف عن مزايدة التحذير من توظيف الوحدة لإفشال الحوار.. فالحوار ليس إلا الحفاظ على اليمن موحدا مستقرا وعادلا.. والاهتمام بمخرجاته يبرز في تجنب متواليات “تولوستوي” التي تحذر من وضع الزرار رقم 1 في العروة رقم 2 والنتيجة سلسلة طويلة من الحماقات.
اللهم احفظ اليمن موحدا مستقرا.. فلقد أمرتنا بالدعاء ووعدت بالاستجابة.

قد يعجبك ايضا