«صح».. وحوائج المكان..
محمد المساح
للبشر طباع وسجايا.. تختلف هذه السجايا والطباع وتتنوع هناك الثقيل وهناك الخفيف هناك الجلف والرقيق.. أمور عديدة لا تحصر في هذه العجالة في هذه الكثرة والتنوع.. تبرز بعض الحالات الإنسانية بتفرد خاص تتطبع الشخصية وبالتالي تلفت نظرك إذا كنت باحثا عن مثل هذه الحالات الاستثنائية ولديك فضول وعجب ليس ذلك الفضول المتعالي والمتعجل ولكنه تلك النظرة التي تستدعي لديك مشاعر إنسانية تقدمها تلك الشخصيات بمجرد كلمة تنطقها نعم مجرد كلمة «صح» حرفان في كلمة موجزة ينطقها الفم وتتحرك بها الشفتان حرفان عاديان ننطق بهما في غالب.. لكنها عند ذلك الرجل الذي يغالب الزمن بطريقته الخاصة بنظرته ورؤيته للحياة حين ينطقها يعطيها وقعا خاصا فريدا.. وحين من يكون بجانبه وهو ينطقها وبمجرد انتهاء النطق المصاحب له حركة الوجه.. وارتفاع الذقن مع الوجه إلى الأعلى تتحول لديه سؤالا مع التعبيرات الإيمائية فيجيبه الصحاب جوابا «صح» هو لا يسأل في واقع الأمر ولكن نطقه للكلمة تصبح «لازمة خاصة» لديه سؤال بدون علامة السؤال.. يأتي بعدها تكرار الصوت للاثنين أو الثلاثة بجانبة «صح» تأكيدا لمنطوقه وإذا صادف وكنت فضوليا وكنت قريبا من وجهه الوديع بسمرته الخضراء وهو يرمي بكلمه «صح» لتابعته عفويا وقالت نفسك بعده «صح» حتى لو لم تنطقها فقد نطقتها في الداخل.. وبعدها تسأل نفسك إذا كانت لديك فسحة من الوقت بالفعل لماذا يجذبك البعض الإنساني.. بمجرد نطق كلمة¿ وبعدها تحاول تفسير الحالة وتطول بعدها المسألة إنما تلخيص وبالإيجاز أن ذلك الرجل الطيب يظل علامة مميزة للمكان أو ذلك الحيز الصغير من باب السباح أمام حوانيت بائعي مشاريب القديد والزبيب. والحانوت المعتق لأسياخ الكباب.. وطزاجة الأشياء وخيوط الدخان.