موسم لاصطياد الأرواح!!

جميل مفرح


 -  بعض الإجراءات والقرارات التي تتخذ من قبل الجهات الحكومية تبدو وكأنها لم تتخذ أو توجد إلا لتوجد مساحات إضافية من الرفض والاستنكار وفي أحسن الأحوال الاختلاف
> بعض الإجراءات والقرارات التي تتخذ من قبل الجهات الحكومية تبدو وكأنها لم تتخذ أو توجد إلا لتوجد مساحات إضافية من الرفض والاستنكار وفي أحسن الأحوال الاختلاف والتواجه في الرأي نجد بالتالي أن هناك من يبرر لهذا القرار أو الإجراء بحسب وجهة نظره الشخصية كما يوجد في المقابل من ينتقد ويرفض ويشجب ويندد من حيث تنطلق نظرته الشخصية ومصلحته المحصورة أيضا وهكذا.
> والذي نعرفه أو تعرفه الأنظمة السياسية والاجتماعية الطبيعية أن اتخاذ قرار في الغالب إن لم يكن دائما أمر لا يحدث بشكل عشوائي أو اعتمادا على وجهة نظر أو إرادة شخصية لـ”س” أو “ص” من الناس أو المسئولين نعرف أن قرارات الحكومة مثلا أو أي من وزاراتها لا تتخذ إلا من أجل مصلحة عامة سواء أكانت تلك المصلحة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو غير ذلك مما من شأنه أن يعود بفائدة أو منجز عام يخدم العامة والخاصة.
> كما أن من المتعارف أن قرارات كهذه لا يتم اتخاذها إلا بعد تداول مقنع أو مبرر ملزم مثل أن تجري الدراسات والبحوث التي تلزم اتخاذ قرار ما أو استطلاع للرأي بين العامة أو لرؤية سياسية اجتماعية اقتصادية أمنية عامة تعمل في النهاية للصالح العام وليس نزولا عند رغبة أو معالجة خاطئة لقضية ما.
ولو عددنا في حاصلنا أو واقعنا المحلي اليمني سنعجز عن الحصر ولكن فلنتوقف مثلا عند قرار حظر تجول الدراجات النارية في العاصمة صنعاء “خلال الفترة 1-15 ديسمبر” وقد يقول قائل إن حظر الدراجات قرار صائب نظرا لما شهدته العاصمة وغيرها من المدن من عمليات اعتداء واغتيال على هذه الدراجات.
> نعم ذلك صحيح تبين أن معظم عمليات الاعتداء على الاشخاص تتم على دراجات نارية وهذا قد يدعونا أو يلح علينا اتخاذ قرار بحظرها.. ولكن هل تم تدارس هذا الإجراء تدارسا موضوعيا يحل المشكلة أو يقلل من آثارها من جانب ثم لا تترتب عليه أية مشاكل أخرى قد تكون أكثر فتكا وأبلغ أثرا¿! أم نكتفي فقط برؤية الموضوع أو القضية من جانب ونترك بقية جوانبه حتى تغدو ظاهرة سلبية أو سيئة ثم نبدأ نفكر كيف نوجد حلولها¿!
< إننا بهذا كمن يتلذذ باختلاق المشكلات والظواهر ويضع صعوباتها ومواصفاتها ويفصلها حسب الطلب ليوجد له عملا للغد متمثلا في محاولات المعالجة التي ستأتي بعد الاستفحال!!
والموفق على قرار حظر الدراجات تنعقف في وجهة علامات تعجب لا حصر لها وتنطلق على مخيلته آلاف علامات التعجب ابتداء مثلا من الفترة المحصورة وكأن عمليات الاغتيال والاعتداء لن تحدث إلا في هذه الفترة فقط فهل هذه الفترة هي الموسم الافتراضي لهذه العمليات¿ هل هو موسم اصطياد الأرواح¿
> من ناحية أخرى لماذا لا يتم حظر هذه الدراجات حظرا نهائيا¿ مادامت تحصد الأرواح بهذه الطريقة¿ ولكن ليس هكذا عبثا وإنما بعد دراسة جادة واجراءات حقيقية تعوض على من يتخذ من الدراجات وسائل رزق فالمعروف أنها تفتح الآلاف من البيوت وتعيل الآلاف من الأسر.
ثم السؤال الأهم والأكثر افتراضا وواقعية: لماذا لا يتم حظر السلاح والذخيرة فهي التي تحصد الأرواح ولا تعود على أحد بشيء سوى إزهاق الأنفس المحرمة وزعزعة الأمن وتهديد الاستقرار السياسي والاجتماعي.
أعتقد أن حظر السلاح والذخيرة ومطاردة تجارها وحامليها ومستخدميها هو الحل الأول والطبيعي وليس ملاحقة أكدح خلق الله على الأرض ومحاربتهم في أرزاقهم.. والمعروف أن الدراجة بدون سلاح لن تمثل تهديدا للأمن والاستقرار وادخار الأرواح والأنفس.

قد يعجبك ايضا