يهود اليمن العبرانيون

محمد صالح الحاضري


 - قامت ثورة يهودية في أورشليم عام 70 قبل الميلاد انتهت بتدمير الرومان للهيكل اليهودي الثاني ومقتل عدد كبير من اليهود وخروج عدد كبير آخر إلى الشتات فجاء
قامت ثورة يهودية في أورشليم عام 70 قبل الميلاد انتهت بتدمير الرومان للهيكل اليهودي الثاني ومقتل عدد كبير من اليهود وخروج عدد كبير آخر إلى الشتات فجاء إلى اليمن الآلاف منهم وكانت هجرتهم متزامنة مع فترة أليشرح يحصب الثاني مطلع العصر الحميري ويبدو أنها كانت فترة نشاط حربي للإمبراطورية الرومانية كونها الفترة التي غزوا فيها اليمن بعد عدة عقود من تدميرهم الهيكل الثاني اليهودي في أورشليم.
لقد عاش اليهود العبرانيون في اليمن وانخرطوا في حياتها الوطنية الحميرية وامتلكوا البيوت والمزارع واشتغلوا بالصناعة الحرفية كصاغة ذهب وفضة ونقاشين الخ وكانوا يتكلمون اللغة الحميرية بوصفها اللغة الوطنية الرسمية وفي إطارها كانت لهم حياة خاصة يحتفظون فيها باللغة العبرية فأسميت في إطار شخصيتهم اليهودية اليمنية اللغة العبرية اليمنية.
لقد كانت أقوى فترات ظهورهم السياسي والديني هي فترة الملك يوسف ذي نواس الحميري 515 – 525م وقد ارتبطوا به شعوريا وأصبح جزءا من تاريخهم الخاص داخل التاريخ اليمني العام.
شكلت هجرة يهود اليمن العبرانين إلى إسرائيل تضحية كبيرة نظرا أنهم كانوا جزءا من الطبقة الاقتصادية اليمنية العليا وجزءا من الطبقة الاجتماعية الوسطى وجزء منهم كانوا فقراء .
فتتضح الطبيعة الحيوية لانخراطهم السكاني مع بقية المجتمع فهم كانوا يسكنون منازل حجرية في أعالي الجبال والآكام تحيطها المزارع والوديان ويشتركون في نفس الفن اليمني التقليدي الذي ورثته اليمن من العصر الحميري ولهم لون خاص توشيحي ديني وغنائي عاطفي بلغتهم العبرية في إطار اللون العام الحميري ويظهر حيويتهم السكانية في النشاط العام السكاني للمجتمع من النكات الاجتماعية المستظرفة لليهود إذا ما عرفنا بأن أشهر مثل يمني هو “اليهودة في القلب” لقد قال الطبيب الايطالي الدكتور جاسبريتي أنه كان موجودا يوم مغادرة اليهود صنعاء كان يوم حزن وطنيا والناس يراجعونهم وفي الحقيقة كانت لا توجد مدينة أو قرية يمنية إلا وفيها يهود بما يدفع للعودة إلى خصوصية علاقتهم بالعصر الحميري وإخلاصهم وحبهم الكبير لليمن. وإن تاريخ هجرة اليهود الحميريين العبرانيين من أورشليم في القرن الأول قبل الميلاد يثير سؤالا حول هجرة يهود أورشيلم إلى اليمن بعد خراب الهيكل الأول قبل ذلك بخمسمائة عام في ما عرف بالسبي البابلي 8 أيام بنوخذ نصر وعودتهم إلى أورشليم بعد تدمير قورش الفارسي لبابل وتأسيسهم الهيكل الثاني.
لقد باع اليهود اليمنيون العبرانيون بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم وسائر أملاكهم وسافروا في خمسينيات القرن العشرين إلى إسرائيل وفي جيوبهم مبالغ أدناها ألف دولار وأعلاها عشرة آلاف دولار قيمة أملاكهم المباعة فيقال أنهم علاوة على الشعور بالصدمة عند تفاجئهم بمستوى الحياة في خيام الكيوبتسات مقارنة بمواقع سكنهم المرتفعة بأرياف اليمن والأفق الطبيعي الجميل الممتد أمامها فإنهم تعرضوا في حالات هناك للسرقة كما اختفى مائتان من أطفالهم في قضية أثيرت لاحقا على نطاق واسع في إسرائيل فيظهر أنهم أصبحوا واقعين في مأساة تحملوها وكانت ذكرياتهم اليمنية تتطور أثناءها على نحو شديد العاطفة تجاه اليمن فلم يمت الجيل الأول ممن سافروا بعد تجاوزهم الستين من العمر إلا وقد نقلوا حب اليمن إلى الجيل الثاني فجاءت السبعينيات من القرن الماضي وكل ما كان في الذاكرة اليمنية للجيل الأول قد تأرشف وتوثق في ذهنية الجيل الثاني.
فقد حمد اليهود اليمنيون العبرانيون أمام ظروفهم الاقتصادية الجديدة كفقراء بالنظر لوضعهم كأصحاب أملاك باليمن قبل مغادرتها وقد تحسن وضعهم بعد حصولهم على مساكن في تل ابيب وضغطوا لتسمية أحد شوارعها باسم يوسف ذونواس وكان ثمة صوت غنائي لفنانة يمنية يهودية اسمها شوشان ذماري يسميها الاسرائيليون أم كلثوم اسرائيل وكان هاجر أبوها من اليمن في عشرينيات القرن الماضي.
كما تطورت نسبة مشاركتهم القيادية فوصلوا إلى رئاسة الهستدرون ووصلت غيئولاكوهين إلى عضوية الكنيست وبقي معظم اليهود اليمنيين العاديين يشكلون قواعد الأحزاب الدينية نظرا لعطفها عليهم مقابل تعالي الأحزاب العلمانية على مستوى وعيهم العلمي كما ظهرت نخبة فنية نشرت على نطاق عالمي الأغنية اليمنية فكانت عفراء هزاع في المقدمة وزيون جولان واهارون عمرام وبرخه كوهين وآخرون ويتضح من تحليل سيكولوجية تلك الظاهرة الفنية اليمنية اليهودية أنها رسالة تقول لسائر اليمنيين لا تنسونا. كما أنها تمثل عملية إثبات لذاتهم أمام خطر التهميش في الواقع الاسرائيلي أن يهود اليمن العبرانيين اسرائيليون متطرفون وفي نفس الوقت يمنيون متطرفون تختلط مشاعرهم بين

قد يعجبك ايضا