همسة في أذن لجنة المقابلات وإدارة التوجيه التربوي
نجيب الطريقي
مامن شك أن رسالة التوجيه والتقويم التربوي روح وجوهر العملية التربوية والتعليمية وقلبها الذي ينبض بالحياة حاضرا ومستقبلا لذلك كان من الضرورة وضع معايير ومواصفات موضوعية عالية المستوى عند الترشيح والقبول للعمل بالتوجيه الفني كـ(الشخص صاحب الذات الواعية لكيانها المستقلة في إرادتها ومن توفرت فيه صفات تؤهله للمشاركة الفعلية والأخلاقية في بناء مجتمع مثالي) ولا شك أن جميع الشروط التي وضعتها وزارة التربية وقطاع المناهج والتوجيه لا غبار عليها ولم تأت من فراغ بل تم استنباطها من الواقع كنتاج للتجارب العملية والخبرات الميدانية للفكر التربوي المستنير على اعتبار أن الفلسفة الحقيقية هي تلك التي تنطلق من الخبرة المعاشة لا من المعرفة الجامدة.
وليس لي من اقتراح يضاف إلى الشروط الموضوعية التي تم الاتفاق عليها بعيدا عن المعايير الحزبية والولاءات الضيقة سوى تفعيل استمارة (منسقي المواد) في المستقبل كونهم نواة التوجيه مستقبلا كبديل أفضل عن تقديرات الموجهين للمعلمين في السنتين الأخيرتين كونها من اختصاص الموجه الفني عندما يقوم بترشيخ (منسق المادة/معلم أول) كموجه تربوي إضافة إلى شرط الأقدمية في الخدمة وعدد الدورات التدريبية والبحوث والدراسات الميدانية فإذا ما أجاد الموجه الفني حسن الاختيار لمنسقي المواد في المدارس مراعيا الصفات الشخصية والمهنية والعلمية خلق بذلك روح التنافس بين المعلمين من خلال تأدية كافة الأدوار المناطة بكل مادة في الحصول على معلم أول كتأهيل مستقبلي للترشيح للعمل بالتوجيه والتقويم التربوي مما يعكس آثاره الإيجابية على تطوير التعليم وثماره التنافسية على رفع مستوى التحصيل العلمي لطلابنا رجال الغد وجيل المستقبل.
من ناحية أخرى وحتى لا يتم حرمان بعض المديريات من اكتمال أعضاء فريق التوجيه لكافة المواد والتخصصات والمراحل نأمل من إدارة التوجيه فحص ملفات وبيانات المتقدمين ومطابقتها بشخصيات المرشحين وشروط الترشيح قبل عرضها على لجنة المقابلات حتى لا تتم إعادتها وإرجاع أصحابها منذ النظرة الأولى عند التأكد من الوثائق المقدمة من قبل اللجنة مما ينعكس سلبا على نقصان أعضاء فريق التوجيه في المديريات وبالتالي على الأداء التربوي والتعليمي في المدارس والمنشآت الحكومية والخاصة في بلادنا.
أخيرا نأمل رفع سقف قبول الموجهين الفنيين وموجهي الأقسام بما لا يتناقض والشروط التربوية وبما يسهم في حل مشكلة عجز القوى البشرية للتوجيه التربوي في معظم المحافظات خاصة في ظل التزايد الكمي والكثافة العالية الطاقة الاستيعابية للمدارس في الأرياف والمدن الرئيسية على حد سواء.