رسم ملامح اليمن الجديد
نجيب محمد الزبيدي
إنها لحظات فارقة تصمت فيها المفردات والكلمات ويحضر فيها زخم التاريخ فها نحن اليوم وفي ذهبية الثورة الأكتوبرية نرى واقعا مجسدا للمساق التاريخي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
فبالأمس وقبل خمسة عقود كان المناظلون الشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية من أبناء ردفان ويافع ولحج وأبين وشبوة وغيرهم يدافعون بقوة وبصلابة عن ثورة 26 ستمبر يستهينون بالتضحيات الجسمية.. ورووا بدمائهم الزكية جبال نقم وعيبان والمحابشة ونقيل يسلح وتباب وروابي صنعاء مدافعين عن الثورة.
بالمقابل كان أبناء شمال الوطن سيما عقب انتصار النظام الجمهوري وقيام الثورة السبتمبرية قام الثوار الأحرار بالشمال بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأبناء المحافظات الجنوبية في نظالهم ضد الاحتلال البريطاني وانتصار ثورة الـ14 من أكتوبر.
لقد كان لهذا التلاحم الوطني بين أبناء الشمال والجنوب أثره البالغ في التسريع لدحر الإمامة والاستعمار ولهذا فالجميع متفق بل يؤكد على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.
لهذا فإن احتفالاتنا اليوم بالعيد الـ51 لثورة الـ26 من سبتمبر والعيد الـ50 لثورة الـ14 أكتوبر تأتي هذا العام بنكهة خاصة وطابع مميز بتزامنه مع التقاء كافة الأطراف السياسية اليمنية على طاولة الحوار لتحقيق هدف واحد هو الخروج بالوطن إلى بر الأمان ورسم ملامح اليمن الجديد.
إن من المهم جدا أن تتضافر الجهود في الفترة القادمة على أساس التوافق والتسامح والعمل الفاعل من أجل بناء اليمن الجديد يمن العدل والإنصاف إن الشعب اليمني بحاجة للأعمال قبل الأقوال لا تقل لي شيئا ولكن دعني أرى وألمس هذا على أرض الواقع.
إن شعبنا يتمنى أن تكون مخرجات الحوار الوطني جادة وحقيقية تلبي رغبات الشعب وتنتصر لإرادته.
نقول بالأخير إن مشكلة اليمن الآن لن يتم حلها بالشعارات والكلام النظري الذي لا يطبق على أرض الواقع وليس في مفهوم الدولة الموحدة إذا لم يتم بناء الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن الجديد على أساس وجود الالتزام النظري والعملي والتطبيقي بركائز الحياة الديمقراطية العادلة من انتخابات حرة نزيهة واستقلال للقضاء ومن التداول السلمي الدوري للسلطة كل عام والوطن وشعبه بألف خير عيدكم مبارك.