مع بداية العام الدراسي الجديد

حسن أحمد اللوزي

 - في الوقت الذي كنت فيه أراجع  الهموم المتصلة بالصعوبات التي تواجه واجب العودة إلى المدارس في مستهل العام الدراسي الجديد الذي مر عليه أسبوعان. وذلك لأهمية تجميع عناصر الأفكار للكتابة حول الموضوع وخاصة في ما يتعلق
في الوقت الذي كنت فيه أراجع الهموم المتصلة بالصعوبات التي تواجه واجب العودة إلى المدارس في مستهل العام الدراسي الجديد الذي مر عليه أسبوعان. وذلك لأهمية تجميع عناصر الأفكار للكتابة حول الموضوع وخاصة في ما يتعلق بالتسرب وتفاقم ارث وتركة الأمية فضلا عن عجز الكثير من الأسر عن الحاق أبنائهم بالمدارس واستمرار تفشي داء الجهل والأمية وكل ما يكمن حول أكمة التعليم الذي نريده صرحا علميا عاليا بارتفاع علوم العصر وعريضا باتساع الوطن فوجدت ضالتي في صحيفة الثورة التي نشرت في عددها يوم الأحد الماضي ثلاثة موضوعات ذات صلة كبيرة بالتربية والتعليم وبالجهود المبذولة في معركة محو الأمية أهمها بالطبع اللقاء الصحفي الموسع الذي أجرته الزميلة نجلاء علي الشيباني مع الأخ الدكتور عبدالرزاق الاشول وزير التربية والتعليم.. تركز حول القضية التعليمية والتربوية وقد استهلتها المحاورة بمقدمة متفائلة ومنصفة حول ما يبدو عليه العام الدراسي الجديد وما أسمته بجملة التغييرات والتجديدات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم بالنسبة للمنهج الدراسي وتدريب المعلمين واستخدام الحاسوب وإقامة دورات نوعية للمدرسين ومسؤولي الإدارات المدرسية وإشراك الآباء إضافة إلى إنزال المنهج ككتاب إلكتروني وهذه تعتبر وثبة تطويرية عملاقة وخاصة إذا أسهم فيها القطاع الخاص ومن خلال العمل على تقديم ذلك كخدمة لا سلعة والنزول بالقيمة إلى مستوى التكلفة بالنسبة لما سوف يتحمله الآباء والاستفادة في هذا الأمر بالتجربة الاردنية الخ..
المقابلة ثرية وعميقة الفائدة بالنسبة للمهتمين وجدوى الاطلاع والاستفادة بصورة عامة أما الموضوع الثاني فهو حول تجربة فرنسا في إصلاح التربية والتعليم في نهاية القرن التاسع عشر وهو مقال استعراضي واستنباطي للأستاذ الجليل محمد بن محمد عبدالله العرشي لخص فيه كتابا حول ((سر التقدم الأنجلو سكسوني)) وفي نظري فإن محتوى المقال لصيق بما تضمنته المقابلة الصحفية من بعد يتصل بتجربة إنسانية ناجحة في تطوير التربية والتعليم وفي نظر الأستاذ محمد فإن محتوى الكتاب يقدم لنا إجابات عن كل ما نريده بالنسبة لتطوير التربية والتعليم في بلادنا ولذلك طالب بإسقاط ما يمكن إسقاطه منها على الحالة القائمة بهدف تطوير العملية التربوية والتعليمية في بلادنا ومواجهة التحديات الماثلة أمامها.. أعني الأكمة وما حولها.
لا أريد أن استعرض المقال وان كنت أنصح كل الذين أهدي إليهم المقال بقراءته لأهميته وصلته الوثيقة بما يجري الحديث حوله بالنسبة لبناء الإنسان والتنمية البشرية خاصة في قطاع التربية والتعليم وبناء المعرفة وتكريسها كحق للإنسان وواجب على الدولة كجزء من وظيفتها الأساسية إلى جانب المجتمع بمؤسساته التربوية الخاصة.. أما الموضوع الثالث فقد كان تقريرا حول أخطر المواضيع المتصلة بحق المعرفة بل وأقدسها كغاية مرتبطة بوجود الإنسان وفعاليته وحريته وكرامته وهو التحرر من الأمية والموضوع عبارة عن تقرير مهم بمناسبة احتفال بلادنا باليوم العالمي لمحو الأمية كتبه الأخ الزميل مطهر هزبر وللحقيقة فإن هذا الموضوع يحتاج إلى العديد من الوقفات وورش العمل وإلى إمكانيات كبيرة تقارب ما يصرف على التربية والتعليم وإلى عقد كامل تقريبا من العمل الثوري الجاد والمسؤول من أجل الوصول إلى نتيجة يمكن أن نفخر بها في بلادنا .. نظرا لهول التحديات المرتبطة بهذه المعركة الحضارية في هذا الصدد وقد كتبت حول ذلك عدة مرات .. مشيرا إلى أن التحرر من الأمية وبلوغ وطن العلم والمعرفة المنتجة لا يمكن أن يتحقق إلا بالعناية المركزة بالإنسان وتمكينه عبر تواتر السنوات العمرية وعبر المراحل التربوية والتعليمية وبحيث ينشأ تنشئة صحيحة تصقل العقل وتنمي العاطفة والوجدان وبحيث توظف لذلك كل إمكانيات والقدرات البشرية.. والمالية.. والمادية!!
لأنه بدون العلم والمعرفة لا يمكن أن يمارس الإنسان حياته بصورة صحيحة ولا يمكن ان يؤدي دوره بالأسلوب الناجح والمثمر.. بداية من المعرفة الصحيحة بعقيدته الدينية وواجباته الوطنية ورسوخ شعور الإيمان بالله والخوف منه والولاء للوطن وحبه وكل أبنائه.
لأن الإنسان الجاهل لا يمكن أن يكون أهلا لأداء التكاليف والمسؤوليات أيا كانت وطنية أو دينية أو غيرها والجهلاء دائما يتم استغلالهم لزعزعة الأوضاع وتحريك الفوضى فهم حطب الاختلافات والصراعات المصلحية ومعاول وأدوات التخلف التاريخي والتقهقر إلى الوراء!! ويبقى الجهل شئنا أو أبينا البؤرة الخطيرة المنتجة لكل المشاكل والمعوقات ويكون أخطر دائما حين يلتقي الجهل مع الفقر والبطالة!

قد يعجبك ايضا