مقابلة مع الإمام..¿

أحمد الأكوع

 - 
  الذين كانوا يزورون اليمن قبل الثورة كانوا لا يستطيعون الدخول إلى اليمن إلا بإذن خاص من الإمام وقد وصف الأمريكي فيدل فليبس احد علماء الآثار مقابلته في تعز مع الإمام أحمد وكانت

> الذين كانوا يزورون اليمن قبل الثورة كانوا لا يستطيعون الدخول إلى اليمن إلا بإذن خاص من الإمام وقد وصف الأمريكي فيدل فليبس احد علماء الآثار مقابلته في تعز مع الإمام أحمد وكانت الساعة العاشرة وليست التاسعة صباحا.. عندما وصلت السيارات بإشراف “سامي عز الدين” أحد كبار موظفي وزارة الخارجية وقد أدخلنا في غرفة بسيطة خالية من الأبهة وهناك لأول مرة رأينا ملك اليمن كان جالسا على كرسي كبير مزخرف وهو يحمل طفلا صغيرا في حضنه وكان الولد يعبث برجله بالطاولة التي كانت أمام الملك ويصف الإمام قائلا “إن حاكم اليمن رجلا متين البنية شديدها في منتصف العقد الخامس من عمره ذو ملامح قاسية أضفتها عليه لحيته السوداء وعيناه الواسعتان اللتان بدتا نفاذتين تلمان بكل ما حولهما من نظرة واحدة وكانت ملابسه جميلة وهي عبارة عن ثوب من الحرير الأبيض تزينه مدية “جنبيه”مرصعة بالجواهر مثبتة على حزام أخضر موشى بالذهب وكان يعتمر رأسه عمامة بديعة موشاة بالذهب وخلف كرسيه أغلى السجاجيد الفارسية يقف عدد من مستشاريه ورجل حرسه بملابسهم البيضاء والبنادق في أيديهم.
وقد حيانا الملك بابتسامة ودية وصافحنا واحدا واحدا ولما انحنى “جمعة الصومالي المترجم” ليقبل يده تذكر صاحب الجلالة أنه كان قد التقى بصديقنا الصومالي خلال زيارته لليمن برفقة هوغ سكوت عام 1938م فسأله قائلا: “كيف حال أعزائنا في الصومال¿” وفي موضع آخر من المقابلة قال فيدل: وجوابا على سؤال جالته رحت أحاول أن أصف عمل البعثة في بيحان وقاطعني الملك بقوله: أنه في شبابه جمع عددا كبيرا من الحجارة المنقوشة وأنه تبعا لذلك مهتم جدا بطبيعة العمل الذي يقوم به .. ثم قدمت إلى الملك خريطة لمنطقة جنوب شبة الجزيرة العربية ولاحظت أنه جلالته قد أطال النظر بين محمية عدن واليمن وكانت هذه الحدود مرسومة بشكل “شطحات” وعلامات استفهام وقد شعرت بكثير من الحرج.. ولكنه سرعان ما ابتسم قائلا: أرجو أن تزيلوا الشطحات في المرة القادمة وأن تتركوا علامات الاستفهام وأخيرا طرحت على مسامعه السؤال الحرج: هل يسمح جلالته لنا بالعمل في مارب¿ وبدا أن الملك قد راح يغوص وراء أفكاره بينما انهمكت أنا في مقارنة بين عاصمة سبأ العظيمة وبين تمنة وقد قطع علي الإمام حبل تفكيري بقوله: هل أنت مسؤول عن الطائرة التي حلقت على ارتفاع منخفض فوق مارب دون أذن¿¿ وهل تمكنت من أخذ الصور¿ ودون أن ينتظر جوابا على السؤال راح الإمام يفض مذكرة تلقاها من السلطات في عدن ردا على احتجاج كان قد تقدم به في حينه وتبينت دون أدنى شك أن الإمام يشير بأصبعه على أني المتهم عندما قال: أن الطائرة كانت ملكا شخصيا لبعض الأمريكيين فقد اصبحت بحالة من الغضب كنت على استعداد لتحمل المسؤولية كاملة بكل ما فعلت أما الطائرة فكانت مستأجرة بالفعل وهي بقيادة كابتن وملاحين بريطانيين.

شعر
كيف كنا يا ذكريات الجرائم
مأتما في الضياع يتلو مآتم
كيف كنا قوافلا من أنين
تتعايا هناك شهقات نادم
كيف كنا نقتات جوعا ونعطي
ارذل المتخمين أشهى المطاعم
وجراحاتنا على باب مولانا
تقيم الذباب منها ولائهم
البردوني

قد يعجبك ايضا