دمع من القلب الحلقة الثانية والثلاثين

دكتور ياسين عبدالعليم القباطي

 - قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب  على  المرض وأنتصر عليه  و ما زال يعمل  في برنامج  مكافحة الجذام  هو  الحاج  أحمد عزيز   أبو حسن من بيت أبو حسن عزلة الكينعية آنس
دكتور ياسين عبدالعليم القباطي –
قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبو حسن عزلة الكينعية آنس
إلى المال في القاعدة
عدنا إلى قريتنا بيت أبو حسن لم تعد الدنيا في آنس كما كانت قبل رحلتي إلى الحجاز لم تثبت سوى الجبال المحيطة بقريتنا جبل رخمان وشعب الربح وشعب الناطف ثابتة لا تتغير البشر متحولين يولدون يكبرون يفقدون مظاهر الجمال وعنفوان الشباب تتعضن وجوههم يشيب شعر رؤوسهم بعضهم مات وبعضهم قتل في معارك الملكية والجمهورية وجدو أنفسهم وقودا لحرب ليست من اختصاصهم وليس لهم في خوضها متاع سوى استجابتهم لأوامر المشايخ الذي وجد بعضهم مصلحته في الذهب القادم من أنبوب نفط من الشمال وبعضهم دفعهم ظلم وجبروت الإمام أحمد حميد الدين للاشتراك في حرب هلاكه تغير البشر في آنس وتحولوا كثيرا في معتقداتهم وتفكيرهم خاصة بعد غزو جني الإمام (الإذاعات) لكل بيت تقريبا وأحمد سعيد مذيع من صوت العرب يثير الحماس في اليمن شمالا ضد الإمامة وجنوبا ضد الاستعمار ويصدح صوت الفنان خليل محمد خليل اليمني/المصري يغني من صوت العرب أنشودة ” من ضفاف النيل إلى وادي تبن ” يثير حماس اليمنيين وكثيرا من الأغاني الحماسية من إذاعة تعز وصنعاء تغير النفوس قبل المواقف لم يبقى في آنس ثابت غير جبالها أما قبائلها فمتحولين.
عبدالولي أخي الحبيب يحرص على أن يجد لي العلاج الشافي لمرض لا يعرفه أحد غيره ويبقيه سرا في جوفه لا يفصح عنه لأحد حتى أنا لم يخبرن عبدالولي شيئا عن مرضي حتى اكتشفت أخيرا أنه مصاب بنفس مرضي الجذام اللعين مرعب ومخيف لم يستطع عبدالولي الاستمرار في إخفاء مرضه وخصوصا عني رفيق دربه في سفره ومرضه لقد تورم جسم عبدالولي وانتشرت الداميل في جلده ولم يعد قادرا على إخفاء مرضه ومازال يخفي علاجا كان يحتفظ بعاقاقير أخرجها من مخبأها بين ثيابه وتحسنت حالته ثم صارحني بأن هذه ليست أول نوبة يحتد فيها الجذام ويغدو منتشرا في جسده وأن العقار الذي تناوله يعالج نوبات الجذام التي تبقى مستمرة تؤذي الجسم حتى بعد انتهاء المرض بعد تناوله العقاقير بدأت وضائف الكلى تتحسن وخف الورم من جسده واختفت الدمامل.
وبينما كان عبدالولي يتشافى عدت لعملي السابق قبل سفري إلى السعودية راع للغنم في الشعاب كنت ورفيق لي من قرية شهدان نخرج في الصباح الباكر إلى شعب الربح وشعب الناطف نرعى حدثته كثيرا عن شوارع الطائف وجمال جبالها وورودها وشوارع مكة المكرمة وشدة حرارة جوها التي كانت تغسل جلدي وثيابي مرارا بغزارة عرقي وعن سهولة كسب المال ولذة الأكل وكثرة اللحمة والخضار والفواكه والملابس الجديدة حيث يشتري الناس ثيابهم كل ما جد جديد وليس مثلنا في آنس يشتري أهلنا ثيابنا الرخيصة في الأعياد فقط توجد في السعودية سيارات كثيرة وجديدة وعمارات شاهقة بها مصاعد كهربائية تنقل الناس بين الأدوار كنت كل ما ذكرت الكهرباء يسألني زميلي ما هي فأشرح له ذلك النور الذي يخرج من قوارير الزجاج وبعد أن ملئت دماغ رفيقي الراعي بحياة الرفاهية وكسب المال صارحني بأن قريبا له يعمل وسيطا تجاريا في مدينة القاعدة قرب تعز وهي مدينة تجارية يلتقي فيها تجار عدن بتجار الراهدة وتعز وإب ويريم وذمار قريبة من قرية شهدان يدعى أحمد عقيل سيساعدنا أحمد عقيل الآنسي المقيم في القاعدة على أن نكسب المال ونصبح تجارا بدلا من رعي الغنم حلمنا بالغنى والمال وقررنا السعي لنيله ونحن أطفال على وشك التحول إلى مراهقين.
وكان حظنا مساعدا لحلمنا فقد أمرنا أن نسوق الحمير إلى ذمار محملة بأكياس الذرة التي كانت في زمننا أغلى ما يملكه اليمني فلم تكن الحبوب تستورد وكانت تقوم الحروب من أجل الحصول على الحبوب المخزونة في مدافن تحت الأرض.
خرجنا بالحمير وسرنا لنبيع أكياس الذرة في سوق ذمار الأسبوعي وهناك بعنا بضاعتنا بـ 120 ريالا وتركنا الحمير مع أحد معارفنا عائدا الكينعية وقد فرح بالدواب ليركبها عند عودته إلى القرية فلن تكلفه شيئا – فالحمير تعرف طريق العودة – لم نخبره بنيتنا السفر إلى القاعدة بتنا ليلتنا في ذمار وفي الصباح الباكر توجهنا في رحلة الغنى إلى المال في القاعدة.
استقلينا حافلة نقل الحبوب سارت في طريق ذمار إب الترابي إلى القاعدة مستلقيين على أكياس الحبوب تحت هجير الشمس على سطح الناقلة وصلنا إب ظهرا ثم تحركنا بعد الغداء إلى القاعدة وهناك في السوق وجدنا الوسيط المشهور أحمد عقيل الآنسي وأخبرناه أننا جئنا من آنس للعمل في القاعدة فاستضافنا أ

قد يعجبك ايضا