مدينة زبيد.. منارة للعلم والحضارة

محمد بن محمد العرشي *


محمد بن محمد العرشي * –
هاهي زبيد بتاريخها العريق ومعالمها التاريخية ومدارسها الإسلامية ومكتباتها وفنونها المعمارية وصناعتها وقلاعها وجامعاتها وكلياتها وعلمائها تجعلنا نحن اليمنيين نشعر بالفخر والاعتزاز.
إن زبيد مدينة تضاهي بتاريخها المدن الإسلامية التاريخية وفي نفس الوقت نشعر بالحزن والتحسر لما أصاب هذه المدينة من تدهور.
إن مدينة زبيد التاريخية تعتبر من أهم المدن التاريخية في اليمن التي ظلت تواصل عطائها العلمي والتجاري أكثر من ألف سنة وقد أهتم بتاريخها الكثير من المؤرخين القدامى ومؤرخي الحضارة الإسلامية والمؤرخين المعاصرين من المستشرقين والعرب واليمنيين وزبيد تنسب إلى وادي زبيد المشهور أهم أودية اليمن عموما وأودية تهامة خصوصا لأنها تقع على مرتفع متوسط بين واديين هما وادي زبيد من الجنوب ووادي رمع من الشمال ووادي زبيد يبعد حوالي 100كم من الحديدة ويمتد من بطن الهضبة الوسطى لجبال اليمن وروافده من جبال محافظة إب وذمار ومساحته مائة وستين ألف معاد ويرتفع عن مستوى البحر بـ250م وقد ذكر المؤرخ عبدالرحمن الديبع في كتابه (المستفيد في تاريخ مدينة زبيد) أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما استقبل وفد الأشعريين برئاسة أبي موسى الأشعري في العام السابع الهجري أنه قال: بارك الله في زبيد. فقال الأشعريون:ورمع. فقال: بارك الله في زبيد ثلاث مرات وقال في الثالثة:ورمع.

< وقد أجمع المؤرخون أن زبيد كانت تسمى أرض الحصيب ومما ينسب إلى جياش بن نجاح أحد سلاطين بني نجاح أنه قال:
لله أيام الحصيب ولاخلت
تلك الملاعب من صبا وتصابي
لاعيش إلا ما أحاط بسوحه
بعض الهويب وساحل الأهواب
ويعتبر المؤرخون مدينة زبيد قصبة اليمن الأسفل. وقد ذكöر في نتائج البعثة الأثرية التي نشطت في التنقيب عن الآثار في مدينة زبيد ومحيطها أنها عثرت على العديد من المواقع التاريخية التي يعود تاريخها إلى ماقبل القرن الثالث الهجري ولاسيما في المواقع الآثرية التي تقع في الجهة الشمالية للمدينة والتي تعرف بمنطقة القصر على العديد من الدلائل ومنها قطع فخارية يعود بعضها إلى العصر الحميري. ويجمع الكثير من المؤرخين منهم ابن الديبع ونجم الدين عمارة وابن المجاور أن أول من أختط مدينة زبيد هو محمد عبدالله بن زياد مؤسس الدولة الزيادية في اليمن و عامل اليمن الذي عينه الخليفة العباسي المأمون في السنة 203هـ والذي استمر حكمه من عام 205هـ إلى عام245هـ.
وتبعد مدينة زبيد عن البحر بـ25كم كما تبعد عن الجبل بـ25كم ومساحة مدينة زبيد680معاد كما ذكر الباحث القدير الفاضل الأستاذ/عبده علي هارون في كتابه (الدر النضيد في تحقيق آثار ومعالم مدينة زبيد) وعدد سكانها حسب إحصائيات 1994م 20.868نسمة.
وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة المولود عام 1307م والمتوفى عام 1377م عند زيارته لمدينة زبيد في رحلته الأولى التي استمرت من عام 1325م إلى عام 1349م بأنها مدينة عظيمة باليمن بينها وبين صنعاء أربعون فرسخا وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها ولا أغنى من أهلها واسعة البساتين كثيرة المياه والفواكهمدينة كبيرة كثيرة العمارة بها النخل والبساتين والمياه أملح بلاد اليمن وأجملها..الخ.. ووصفها العالم الفلكي والشاعر اليمني الكبير إسماعيل بن أبي بكر المقري المتوفي 836هـ:
زبيد إذا ما شئت سكنى ببلدة
فما ثم في الأرضين غير زبيد
زبيد هي المأوى الذي سر أهله
سرورا به فاقت بقاع زبيد
زبيد هي السلوان للنفس والهوى
فما الهم مخلوق بأرض زبيد

وأهم معالم مدينة زبيد
أسوار وأبواب مدينة زبيد: أجمع المؤرخون أن أول من سور مدينة زبيد هو الحسين بن سلامة في القرن الرابع الهجري وجدد بناء السور الملك الأشرف الرسولي وقد بلغت أسوار مدينة زبيد أربعة أسوار وأنها تهدمت في أوائل القرن الحادي عشر الهجري ثم أعاد بناء سورها الشريف بن حمود في أوائل القرن الثالث عشر الهجري.قال ابن المجاور في كتابه » تاريخ المستبصر« الذي عني بتصحيحه أوسكر لوففرين:أن سيف الإسلام »طغتكين بن أيوب« أدار على البلد زبيد سورا وركب على السور أربعة أبواب. وقال ابن الديبع » في كتابه (بغية المستفيد في تاريخ مدينة زبيد) أن أحد الأبواب ينفذ إلى المشرق وهو المسمى باب الشبارق ينفذ إلى الشبارق قرية من قرى وادي زبيد ثم إلى حصن قوارير وغيره. والثاني إلى الشام وهو المسمى باب سهام ينفذ إلى وادي رمع وسهام وهو وجه المدينة وغرتها. والثالث إلى الغرب وهو الذي يسمى الآن باب النخل وكان من قبل يسمى باب غلافقة ينفذ إلى غلافقة وإلى الأهواب. والرابع إلى اليمن وهو المسمى باب القرúتب ينفذ إلى وادي زبيد ثم إلى قرية القرúتب وهي قرية من قرى وادي زبيد .
قرى زبيد: ومن أشهر قرى زبيد المغرس

قد يعجبك ايضا