ثم أخيرا‮.. ‬غمة

تركي‮ ‬عبدالله السديري

تركي‮ ‬عبدالله السديري –
‮❊ .. ‬مشكلة العرب في‮ ‬ماضيهم أنهم كانوا‮ ‬يركضون دون أن‮ ‬يعرفوا إلى أين‮ ‬أما في‮ ‬حاضرهم فشواهد أنهم‮ ‬يتضاءلون في‮ ‬قدرات داخل بلادهم وأيضا‮ ‬في‮ ‬زمالات علاقاتهم الدولية‮.. ‬فهي‮ ‬شواهد واضحة ومؤلمة‮..‬
تعال إلى حادث قاس‮ ‬وطريف‮.. ‬قاس‮ ‬لأنه وجه ضد شخص ليس في‮ ‬موقع أي‮ ‬إدانة وطريف مضحك لأنه جريمة ضد مواطن دولة هي‮ ‬الأقرب إلى تعضيد بلده كي‮ ‬يتمكن من الوقوف وهي‮ ‬أيضا‮ ‬الأقدر على تنوع سخاء الدعم‮.. ‬لكن تتحدث مع من‮..‬¿‮.. ‬ومع الأسف في‮ ‬كثير من الدول العربية‮.. ‬تتحدث مع من¿‮..‬
كيف‮ ‬يجوز أن‮ ‬يختطف موظف الدبلوماسية السعودية في‮ ‬عدن‮.. ‬من ناحيتين‮.. ‬أولاهما أن الحادثة توضح كثافة انحدار الأمن وقبله انحدار المستوى الحضاري‮ ‬لعدن التي‮ ‬كانت قبل ستين عاما‮ ‬تقريبا‮ ‬المنافس الوحيد لمستويات سياحة وفنون لبنان فإذا هي‮ ‬الآن قاع فقر وجريمة الأمر الآخر أن المملكة هي‮ ‬أقرب دولة في‮ ‬قدرات التعضيد والأكثر اهتماما‮ ‬بإخراج اليمن من مستويات ضياعه القبلي‮ ‬إلى شمولية سلطة الدولة‮.. ‬طبعا‮ ‬أنت لا تلوم الدولة ولا شمولية المجتمع لكن الحدث‮ ‬يوضح كفاءة الفوضى الراهنة‮..‬
أخرج أيضا‮ ‬إلى أوضاع العالم العربي‮ ‬وقارن ماضيه وحاضره‮.. ‬في‮ ‬ماضيه كانت سباقات الشيوعية والقومية العربية والحزبية البعثية تؤكد أنها تقوم بمهمة نقل تلك المجتمعات العربية من مرحلة الاستعمار إلى مستويات حريات متنافسة وكفاءات عدالة تسعد الجميع‮.. ‬لم‮ ‬يحدث شيء من ذلك‮.. ‬شواهد الواقع الراهن تؤكد أن عددا‮ ‬من الحكام الذين طرحوا مؤثرات التأكيد اللفظية تلك مارسوا من الدكتاتورية ما لم‮ ‬يكن موجودا‮ ‬من قبل‮.. ‬بل تعال إلى الوضع البديل‮.. ‬أليست تقوم الأن تنافسات دينية بين سنة وشيعة وهي‮ ‬تعني‮ ‬توجه إلى الخلف‮.. ‬عودة إلى الانطواء ويخيف في‮ ‬هذه التنافسات أن تكون لها علاقات مع قوى‮ ‬غير عربية أو خطط استهداف لعزل العالم العربي‮ ‬في‮ ‬مسارات تخلف‮. ‬وشاهد قسوة التوزع الطائفي‮ ‬ما حدث في‮ ‬لبنان من تعريف ضاحك لفريقي‮ ‬كرة قدم بالسني‮ ‬والشيعي‮ ‬حين التقيا في‮ ‬أداء مباراة دورية وحدثت حالات تصادم اضطرت قوى الأمن إلى التدخل والسبب ليس رياضيا‮ ‬ولكنه ظاهرة معتادة في‮ ‬الصراعات الدينية‮..‬
وتعال إلى القمة العربية كي‮ ‬تمجد اللهجة السودانية في‮ ‬أسلوب النطق حيث‮ ‬يقولون‮ »‬غمة‮« ‬بدلا‮ ‬من قمة وفعلا‮ ‬لا أتصور أن دولة حضرت إلى هذه‮ »‬الغمة‮« ‬ولديها مشروع معالجة الضياع العربي‮ ‬القادم أو تذكير الحاضرين بأنه كانت هناك مشكلة فلسطينية لأن عدد من‮ ‬يقتلون في‮ ‬الخلاف مع إسرائيل أصبح أقل بكثير مما‮ ‬يحدث في‮ ‬عدد من المدن والقرى العربية‮..‬

صحيفة الرياض

قد يعجبك ايضا