منابع السلوك السيئ عند الأطفال
حنان عوبل
حنان عوبل –
قد يتساءل الوالدان وهذا التساؤل له ما يبرره لماذا يلاحظ على بعض الأطفال خلال مرحلة طفولتهم مشكلة دائمة وأعباء تربوية مرهقة مضنية ¿
السلوك الجيد والسلوك السيء يتعززان بالإثابات والمكافآت التي يتلقاها الأطفال من قبل الوالدين خلال العملية التربوية . ففي بعض الأحيان بصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيئ الصادر عن أطفالهما بدون أن يعيا النتائج السلبية لهذه التقوية أو التعزيز وهنا يكونان قد خلقا متاعب بأيديهما من جراء هذا الخطأ في تعزيز السلوك السيئ .
مثالنا على ذلك إغفال الوالدين للولد عدم التزامه بموعد ذهابه إلى الفراش الذي اعتاد عليه وتركه مع التلفزيون يتابع برامجه التي تجذبه .
هذا الإغفال هو إثابة غير مباشرة من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب ينشأ عنه نشوب صراع بين الطرفين من أجل إجباره على النوم في وقت محدد وبخاصة إذا كانت مدة النوم قليلة بالنسبة للولد تجعله في تعب عصبي يمنعه من القيام بواجباته المدرسية البيتية . لذا فالسلوك غير المستحب إذا ما تم عدم إثابته أو عوقب من أجله فإنه سيظل ضعيفا غير مرسخ ولا معزز سهل الإزالة والمحو وأقل احتمالا في استمراره أو ظهوره مستقبلا .
هناك ثلاث قواعد أساسية ناظمة لتربية الطفل يتعين على الوالدين مراعاتها وهذه القواعد سهلة التطبيق غالبا ما تجنب المتاعب السلوكية التي تصدر عن أولادهما والالتزام بهذه القواعد يستوجب الاستمرارية واتخاذها نهجا تربويا أساسيا . وهذه القواعد هي
1- إثابة السلوك المقبول الجيد إثابة سريعة بدون تأجيل . فالطفل الذي التزم في المكان المألوف العادي الذي عينته له والدته ( المرحاض ) مثلا عليها أن تبادر على التو بتعزيز هذا السلوك إما عاطفيا وكلاميا ( المدح والتشجيع والتقبيل ) أو بإعطائه قطعة حلوى ووعده بمتابعة إثابته في كل مرة يلتزم بالتبول في المرحاض . والأمر كذلك عند الطفل الذي يتبول ليلا في فراشه حيث يثاب عن كل ليلة جافة .
2- عدم إثابة السلوك السيئ إثابة طارئة عارضة أو بصورة غير مباشرة .
3- معاقبة السلوك السيئ عقابا لا قسوة فيه ولا عنف شديد .