وجود جيش وطني قوي وموحد ضمان لأمن واستقرار الوطن

 لقاء نافع الحكيمي


 لقاء/ نافع الحكيمي –
دعا العميد الركن علي ناجي عبيد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة إلى إعادة صياغة مفاهيم السيادة الوطنية التي باتت غير واضحة لدى الكثيرين في ظل العولمة والتحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم واعتبر عبيد أن تحديد هذه المفاهيم هو شرط يسبق الحديث عن الدوري المستقبلي للجيش.
وفي حديث لـ”الثورة” تطرق عبيد إلى مواضيع هيكلة الجيش وأضاء لنا بآرائه الكثير من القضايا الهامة.. فإلى التفاصيل..
● ما هو الدور الذي سيلعبه وجود جيش وطني قوي في تحقيق الأمن والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة¿
– علينا أولا أن نوجد جيش وطني قوي يؤدي دوره الدستوري في حماية السيادة بشكل أساسي وهذا ما يتطلب أولا تعريف ماهية السيادة في ظل العولمة وتعريف ما هو ومن هو الوطني وهذا ما اعتقد أنه من أهم ما يمكن أن يخرج به مؤتمر الحوار الوطني فلا يمكن أن نتحدث عن حماية السيادة المتمثلة في حماية الحدود البرية والبحرية والأجواء يقوم بها جيش عريض وطويل إذا وجد وهي تخترق على مرأى ومسمع من الناس وفي ظل العالم قرية واحدة أو على الأصح غرفة واحدة وكذلك الحديث عن من هو الوطني ففي الستينيات كانت الأمور واضحة من هو جمهوري ومن هو ملكي¿ من هو مع الثورة ومن هو مع الاستعمار البريطاني¿ من هو مع الثورة ومن هو مع الثورة المضادة¿ من هو مع الحزبية ومن هو ضدها وفي هذه المرحلة لا بد من إيجاد جيش وطني موحد لتعزيز الأمن والاستقرار في ربوع الوطن وبناء الدولة الحديثة.
هيكلة الجيش
● هل الهيكلة الجديدة للقوات المسلحة تواكب متطلبات بناء دولة مدنية قوية¿
– إعادة الهيكلة هي مصطلح يبسط عملية إعادة بناء القوات المسلحة المعقدة جدا والتي بدأت بخطوات محنكة في ظل ظروف استثنائية نشبهها بأنقاض ملغومة نأمل أن تكلل بالنجاح وهذه القضية هي واحدة من المسارات والأجندة العامة المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني أعانه الله.
المتغيرات الراهنة
● العقيدة الجديدة للجيش على ماذا ستقوم¿ وما هو دورها في تماسك الجيش ومنحه وظيفة وطنية تنسجم مع الدولة الحديثة¿
– عملية إعادة بناء القوات المسلحة (الهيكلة) تقوم على أساس السياسة العسكرية للدولة والتي ينبغي أن تقوم على أساس المتغيرات الراهنة والمحتملة في المستقبل وعديد من العناصر الأخرى وعلى ضوء ذلك تحدد العقيدة العسكرية للجيش الذي تعرف بأنها مجموعة القيم والمبادئ التي تهدف إلى إرساء نظريات العلم العسكري وعلوم فن الحرب وتحديد مسائل بناء واستخدام القوات المسلحة في زمن السلم والحرب بما يحقق الأهداف والغايات المرجوة والتي ستساعد على معالجة أوضاع القوات المسلحة الراهنة التي بدأت تتصدع عمليا منذ حرب 1994م وما تلاها من إبعاد وتهميش من كانوا أصحاب خبرة وكفاءات. ولا بد من اتخاذ خطوات جادة على هذا المسار ومنها إعادة بناء الجيش ولما يؤدي إلى بناء جيش يقوم بدوره في بناء الدولة المدنية الحديثة إن شاء الله.
المفتش العام
● استحداث منصب المفتش العام في الهيكل الجديد.. ما الدور المتوقع منه في إعادة بناء القوات المسلحة وتصحيح أوضاعها¿
– بالنظر إلى أن القوات المسلحة جزء من منظومة الدولة فهي تؤثر وتتأثر بما يجري على الواقع ومنها ظاهرة الفساد المتفشية ليس في مؤسسات الدولة فحسب بل وفي أوساط المجتمع اليمني بشكل عام فإن القوات المسلحة لها النصيب الأوفر منه والذي لا يستطيع أن ينكره إلا جاحد ولهذا اتخاذ القيادة العسكرية والسياسية في البلاد قرار استحداث منصب المفتش العام في القوات المسلحة واختيار الشخصية الملائمة المتسمة بالنزاهة وذلك بناء على الدراسات العلمية التي قدمتها لجان الهيكلة اليمنية والشقيقة والصديقة وبمساهمة مركز الدراسات الاستراتيجية بهدف محاصرة ظواهر الفساد وتجفيف منابع والدفع بعملية بناء القوات المسلحة بخطوات حثيثة إلى الأمام وبما يمكنها من أداء مهامها على أكمل وجه والمتمثلة بحماية السيادة وبعيدا عن التجنح الحزبي والتعصبات الضيقة مثل القبلية والمناطقية والمذهبية وبما يوفر مناخات ملائمة للعمل السياسي والحزبي في البلاد في ظل الديمقراطية والتعددية بدءا من عدم تدخلها في الشئون الحزبية وعدم تدخل الأحزاب في شئونها أو السعي لاستخدام إمكانياتها لصالح هذا الحزب أو ذاك.

قد يعجبك ايضا