القضية التهامية تنتهز فرصة “الحوار” وترفض المزايدة بوضعها

وديع العبسي


وديع العبسي –

يرى البعض أن ظهور مظالم هنا أو هناك في مؤتمر الحوار الوطني لا يجب أن يضيق بها الآخرون ذرعا وإنما التعاطي معها باعتبارها واحدة من مكامن الاحتقان التي نريد التخلص منها عبر تحقيق واقع جديد تخف فيه حدة الشعور بالظلم أو سلب الحقوق.
القضية التهامية هي واحدة من المشكلات التي ينبغي الوقوف عندها بصدق ووضوح خصوصا مع هذا الاتفاق الكبير معها وهي مظالم حقوقية مائة في المائة.. وقد بدأت الخطوات في معالجة بعض منها وإن كان الأمر لا يزال يتطلب برنامج عمل من اجل رفع أي حالة ظلم أو انتهاك لحقوق الإنسان ليس في تهامة فقط ولكن في كل الجمهورية.
على إثر رفع شعار إنهاء أي مظلومية كان ظهور ما يسمى بالحراك التهامي كمعبر عن هذه المطالب.. وهو حراك سلمي مائة في المائة إلا أن دخول بعض النعرات غير المسؤولة كاد أن يصم الحراك بما ليس فيه.
تقول المقررة في فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني نوارا الشامي “لا أخفيك أن هنالك اليوم من يحاول استدراج الشباب وإغراءهم وتسليحهم بينما الأصل أن الحراك التهامي سلمي”.
وتضيف “لنا حقوق إنما لنا أيضا أن نأخذها بالطرق السلمية.. تهامة هي مدينة التعايش وأكثر سكانها من مختلف المحافظات وهي مدينة الحب والسلام”.
ودعت نورا الشامي الحراك إلى مواصلة النضال السلمي من اجل الحقوق.. وتوجهت إليهم بالقول “كل الناس متعاطفة مع القضية التهامية طالما حراكنا سلمي لكن إذا بدأوا يعملون مشاكل وبدأوا يسيرون في توجه من لا يريد الصلاح لتهامة وللوطن بشكل عام فإن الناس لن يتعاطفوا مع القضية”.
في هذا الإطار أعطى أستاذ العلوم السياسية الدكتور جلال فقيرة تفسيرا لظهور أية نزعات عنف .. مشيرا إلى أن هناك من يزايد في القضية التهامية ومن يحاول أن يركب موجتها ويعمل على إعادة إنتاج ادوار جديدة في إطار الواقع الراهن.
وقال في تصريح لـ”الثورة”: هناك من خسر مواقعه في الفترة السابقة ويحاول الآن أن يعود من بوابة القضية التهامية ولذلك برزت محاولات تشويه هذه القضية من خلال جرها إلى مربع العنف وهو أمر مرفوض.
وأكد الدكتور فقيرة بأن “القضية التهامية قضية تعكس السلمية بكل معانيها وأبعادها ودلالاتها.. السلمية في المفهوم والسلمية في الأدوات والسلمية في الأفكار والسلمية في السياسات والرؤى.. ونوه بأن التعاطي مع القضية لا يرتقي إلى المستوى الذي تستحقه.. محذرا من أن يفضي هذا التجاهل إلى أن تتطور الأمور وتخرج بالفعل عن نطاق السيطرة بحيث تتحول لتصير هي القضية الوطنية القادمة على غرار ما كانت عليه القضية الجنوبية حسب قوله.
وأكدت نائب رئيس فريق العدالة الانتقالية بمؤتمر الحوار الدكتور طيبة بركات أن القضية التهامية قضية مظالم اجتماعية بالدرجة الأولى .. وأضافت “وهي مثلها مثل باقي المحافظات تعاني من هذه المظالم وبالتأكيد أنه في جميع محاور المؤتمر ستكون لها معالجات مستقبلية إن شاء الله”.
وتمنى عضو فريق الحقوق والحريات خالد احمد عبدالله احمد خليل في “الحوار” من الأخ الرئيس مزيدا من الاهتمام بمطالب أبناء تهامة كونها القضية الأكثر ظلما في اليمن حسب تعبيره.
وقد نشطت عدد من الفعاليات لايصال صوت هذه القضية والإيضاح بأن المطالب لا تأتي إلا انتهازا لفرصة الحوار الوطني من اجل الحصول على إنصاف لأبناء هذه المنطقة كأمر مشروع بلا أية مقاصد سياسية حسب عضو مؤتمر الحوار الدكتور العزي هبة الله شريم.

قد يعجبك ايضا