(كلودي).. بالجولة

سعيد شجاع الدين

سعيد شجاع الدين –

said.77055@gmail.com
نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد الفرنسي فعالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وبحسب البروشور التعريفي فإن الفعالية هي برنامج تصدره الطلب «لنقرأ.. الكتاب في قلب التبادل الثقافي». وللدقة فإن الأمر.. «لنقرأ» هو العنوان الرئيسي وبما أنني كنت قريبا من الفعالية في أيامها الثلاثة فأجدها فرصة للقراءة استجابة للطلب الجمعي المحفز على القراءة.. ومع الهيئة العامة للكتاب في الأيام الثلاثة حضرت الثقافة وسارعت فئة بعينها إلى تصدر المشهد كما هو المعتاد في أي مناسبة «ثقافية» فما إن يسمع المواطن كلمة ثقافة أو يراها حتى يسارع القصاصون والشعراء إلى إحياء المناسبة وأحيانا معهم الفن التشكيلي يقرأ هؤلاء ويتبادلون الإصدارات لتشغل المشهد الثقافي قراءة ونقدا إلى أن تأتي مناسبة أخرى» عالمية» يلتقي هؤلاء في الغرف المغلقة ذاتها يلتقطون الصور التذكارية مطمئين إلى أنهم أسرة واحدة يجمعها الإبداع فيما العشرات من المواطنين لهم اسهماتهم «الكتابية» لا تصلهم دعوات المشاركة مع أنهم تعبوا كثيرا بل إن بعضهم يدوخ سبع دوخات حتى يصدر كتابه ولأنه ليس له شلة فقد يظل أعواما بعيدا عن الحضور مع أن قانون النشر يجعل الحكومة على علم بما اقترفته يدا المؤلف قبل أن يتحول ما انتجه إلى عبء ثقيل يقلق زوجته ويهدد السلم الأسري.
الجانب الفرنسي شارك بفعالية من خلال تهيئة الظروف :«معرض لنسخ من المخطوطات – معرض «كلودي فايان» – معرض الكتاب المصغر» كما ألقيت في الأيام الثلاثة عدد من المحاضرات تتناسب والمعارض الثلاثة والملفت أن معظم الإصدارات المعروضة هي كتب مزدوة بالصور.. أشترك في تأليفها أكثر من طرف وفي هذه الأيام حضرت الطبيبة الفرنسية الشهيرة «كلودي فايان» من خلال صورها وكتابها الذي ترجم إلى العربية للمرة الثانية الكتاب «كنت طبيبة في اليمن» الترجمة الثانية لـ« بشير المهلل». بعد كلودي استعمنا إلى كلمة السيدة شانتال مدير المعهد الفرنسي المسؤول الثقافي هذه السيدة خاطبت الحاضرين وجلهم من طلاب المعهد الذين يتعلمون اللغة الفرنسية هؤلاء كان حضورهم كثيفا في اليوم الأول ربما بسبب السيدة شانتال إذ أن المحاضر في اليوم التالي وهو مترجم كتاب كلودي استغرب من انصراف الشباب وذهابهم أو عدم اهتمامهم بالمحاضرة رغم دعوتهم إلى الجلوس على الكراسي مرارا بواسطة الميكروفون ولعل المحاضر الدكتور التام الأحمدي في اليوم الأول وهو الشخص الذي تحدث بعد شانتال لعله أدرك أن انصات الشباب إليه هو بفضل شانتال لذلك شكرهم على اهتمامهم رغم أنهم تحت سن الخامسة والعشرين ولهم اهتماماتهم وقد لا يروق لهم الكلام عن المخطوطات بتلك الكيفية.
السيدة شانتال أكدت في كلمتها على أهمية الثروة التي يمتكلها اليمن وهي ثروة أهم من النفط – حد قولها – إنها الإرث الإنساني من المخطوطات اليمنية التي يتعين على اليمنيين إخراجها إلى العالم بنشرها فهي كفيلة أن تجعلهم يعيشون في رخاء والسيدة شانتال محقة في كلامها فما قاله المحاضر عن أهمية المخطوطات وحالها والجهود الرسمية والشعبية للحفاظ عليها كل هذا مدعاة إلى الاهتمام بها وهي دعوة أتوجه بها إلى كل أسرة وتحديدا من لم يتمكنوا من الحضور شخصيا للمشاركة.
في دعوتي بهذه المناسبة «لنقرأ» أشدد على دور الأسرة ولا سيما وأن المشاركة الشخصية «الحضور» هي نوعية في تلك الفعالية. وهنا أذكر بما قاله ممثل الوزارة معللا عدم إهتمام الشباب في اليومين الثاني والثالث فقد قال «الحضور نوعي» وبالفعل أرى أن الأستاذ زيد الفقيه – وكيل الهيئة العامة للكتاب.. موفقا فيما رآه فكل شيء «نوعي» ويكفي أن تعرف أن هؤلاء (الحضور) من الطبقة النوعية فمعظمهم تلبي البوفية طلبه وتضع أمامه ما يريد من مأكولات خفيفة ومشروبات تضع أمامه على الطاولة فيأخذ «يمص» منها شوية ويتركها ذاهبا وكم من مرة هممت أن أكملها لولا الإحراج من الزملاء وتعود نفسي لتحدثني «الناس نظيفين وأكيد أنهم بخير».
في زاوية أخرى أو قل قاعة مجهزة وعلى مدى الأيام الثلاثة يجتمع مجموعة من الأطفال تحت العنوان الجامع «أنشطة متنوعة للأمير الصغير» هذه الأنشطة رسم- تلوين – قص أوراق.. الخ. وحتى أكون منصفا فقد جلبت معي مجموعة من الأطفال «ثلاثة» لم يقبلوا الفكرة إلا بصعوبة بل إنهم كانوا يتركون القاعة ويخرجون للعب في الساحة فأضطر لإعادتهم متوعدا وطالبا منهم أن يكونوا مثل الذي في الداخل وأعني الأطفال الملتزمين هؤلاء الأطفال أولاد وبنات تتراوح أعمارهم ما بين «4-13» وكلهم ما شاء الله يعملون بحماس لا يتعبون المشرفين عليهم واحد وواحدة يمر الوقت عليهم سريعا أو هكذا أخمن لأن هؤلاء الأطفال في أحسن صورة- لبسا ونظافة – معظمهم أقرباء ل

قد يعجبك ايضا