المخطوطات اليمنية.. ما تبقى من تراثنا وتاريخنا!!

تحقيق خليل المعلمي


تحقيق / خليل المعلمي –

المخطوطات هي ما تبقى لنا من التراث والتاريخ لكي نتغنى بها بعد أن ولجنا إلى حياة المدنية وأصبحنا نستهلك كل ما يأتينا من الخارج وربما هذا لا يكفي للوقوف أمام هذه الثروة العظيمة والهائلة التي تحيي فينا الوحدة الوطنية وثقتنا بأنفسنا بعد أن أخذتنا المآخذ وشتتنا الولاءات الضيقة.
إن تحقيق المخطوطات هي من أعظم الأعمال التي لا يجب أن يقوم بها إلا العارفون في التاريخ واللغة والأدب والثقافة ومن لهم باع طويل في الاطلاع فالتحقيق فن حديث في اليمن لازال في بدايته خاصة مع الاهتمام المتزايد بدار المخطوطات في صنعاء وإنشاء إدارة تعني بالتحقيق بالاشتراك مع عدد من الأكاديميين من جامعة صنعاء ممن كان لهم تجارب مع تحقيق المخطوطات.. وبعد أن بدأ الأشقاء في بعض الدول بالاهتمام بالمخطوطات اليمنية والقيام بتحقيقها دون مراعاة للعديد من الجوانب التاريخية والعلمية.
ومن خلال التحقيق التالي نتعرف على دور الجهة المسؤولة عن تحقيق المخطوطات وما تقوم به وزارة الثقافة في دعم وتشجيع المحققين وما هي الصفات التي لابد للمحقق أن يتميز بها والدور المطلوب من مختلف فئات المجتمع تجاه المخطوطات والاهتمام بها والوعي بأهميتها:

الجهة المسؤولة عن تحقيق المخطوطات
في البداية يقول الدكتور مقبل التام الأحمدي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب: الجهة المسؤولة عن تحقيق المخطوطات هو دار المخطوطات التابعة لقطاع المخطوطات في وزارة الثقافة وأخيرا تم إنشاء إدارة مختصة في قطاع المخطوطات تسمى إدارة التحقيق والنشر بما يوافق حال قطاع المخطوطات ودور الكتب الذي كان في ما مضى في مرحلة تأسيسية وانجز العديد من الأعمال التي نهض بها طائفة من الاكاديميين ونحو سبعين من المتدربين من خريجي جامعة صنعاء من أقسام الآثار واللغة العربية والتاريخ والمكتبات وعملوا منذ ثلاث سنوات أو تزيد على ترميم المخطوطات وفهرستها وتوثيقها وحباكتها ثم جاءت المرحلة التي ستستمر عشرات السنين وهي مرحلة تحقيق المخطوطات.
ويضيف: التحقيق هو محاولة جادة من الباحث إلى إعادة النص على الهيئة التي أرادها مؤلفه من حيث القراءة الصحيحة والرسم الصحيح ومن حيث سلامة المتن وحسن الإخراج يأتي بعد ذلك جهد الباحث بحسب قدرته من حيث ترجمة الأعلام ولا يكفي ترجمة الأعلام المعروفة ولكن لابد من ترجمة الأعلام غير المعروفة.
ويشير الدكتور الأحمدي إلى أن تحقيق المخطوطات هو فن جديد في اليمن وهذا العلم كان قائما في مصر قبل نحو خمسين سنة وأكثر وفي العراق وفي سوريا واليمن لازالت في البداية ونحن نريد أن تبدأ لدينا بداية صحيحة تبدأ من حيث انتهى الناس وليس من حيث بدأ الناس فهذا الأمر يحتاج إلى كادر متخصص في مختلف العلوم فعلى المحقق أن يتعلم أدوات التحقيق وفنون الآداب إضافة إلى تخصصه في أي مجال سواء في التاريخ أو الجغرافيا او الفلسفة أو حتى في التخصصات العلمية المختلفة.. مؤكدا أن من مقومات التحقيق وأدواته وجود مكتبة عامرة مشتملة على مختلف العلوم على أن تكون هذه الكتب من الأصول.
ولدينا من الكوادر المتمكنة في دار المخطوطات ممن تدربوا على مستوى عال في عملية الترميم والصيانة للمخطوطات وهم الآن يمثلون خلية نحل داخل الدار لكنهم لازالوا متعاقدون ولم يتم تثبيتهم حتى الآن على الرغم من مرور خمس سنوات وهم يعملون في الدار.
وأشار الدكتور الأحمدي إلى أن ميزانية اقتناء المخطوطات المعتمدة للوزارة تصل إلى 15 مليون ريال سنويا وخلال السنوات السابقة تراكمت مديونية الاقتناء حتى بلغت مائة مليون دولار لأصحاب المخطوطات وقد تم اعتمادها بقرار من مجلس الوزراء وسيتم تسديدها بالكامل.
دار المخطوطات
وعن الدور الذي تؤديه دار المخطوطات بصنعاء يقول أحمد هزاع أمين عام دار المخطوطات بصنعاء: للدار دور كبير في اقتناء المخطوطات وحفظها وترميمها وصيانتها وفهرستها وتوثيقها وتجهيزها للباحثين للاستفادة منها ويضيف: لقد تأسست الدار في العام 1983م حيث يتم اقتناء المخطوطات سنويا من قبل أصحابها ليتم حفظها في الدار بعد فهرستها وتوثيقها..
والدار تقدم خدماتها للباحثين وطلاب الدراسات العليا فمعظم طلاب كلية الآداب في أقسام التاريخ والآثار واللغة العربية والفلسفة يتجهون لتحضير رسائل الماجستير والدكتوراه في تحقيق المخطوطات فبعد أن يتم صيانة وترميم المخطوط يتم تصويرها عبر قسم التوثيق الالكتروني المختص بتصوير المخطوط وحفظه بوسائل علمية حديثة فعندما يطلب الباحث مخطوطا معينا يتم إطلاعه على المخطوط الكترونيا وينسخ له ما يريد عبر اسطوانة “سي.دي”.. وحاليا قد تم تصوير أكثر من ثمانية آلاف مخطوط وهي جاهزة أمام الباحثين وهذه

قد يعجبك ايضا