معوقات النهوض في الوطن العربي

حسن أحمد اللوزي

 - الحديث عن المعوقات أشبه ما يكون بالحديث عن الأمراض و العلل وهي بحاجه إلى التخصص فضلا عن الدرس العميق للحالات!!
ومع ذلك فأن الحاجة في أجواء الحوار
حسن أحمد اللوزي –

الحديث عن المعوقات أشبه ما يكون بالحديث عن الأمراض و العلل وهي بحاجه إلى التخصص فضلا عن الدرس العميق للحالات!!
ومع ذلك فأن الحاجة في أجواء الحوار عموما يأتي باستدعاء الكتاب و المحاورين لمثل هذه الموضوعات استجابة لدواعي التناقض و إملاءات التذكير و لو في صورة عناوين أو برقيات مختصرة.
ومما لاشك فيه أيضا إن توصيف حالة التخلف في الوطن العربي عموما لا تخرج عن حقيقة واحدة و شاملة حتى في الاقطار التي انجزت جانبا من النهوض و التقدم بالمقاييس المتعارف عليها اليوم و التي تعتمد عليها المنظمات الدولية و تضع على أساس منها قوائم التصنيف ونجد أن الاقطار العربية للأسف الشديد في الاغلب في أسفل القائمة الا فيما ندر أو يبعث على الدهشة للأسف الشديد وأخص هنا بالذكر أهداف الالفية الثالثة التي توجه الأمم المتحدة و منظماتها المختصة كل اهتمامها نحوها و تبذل جل جهودها من أجلها, و هي تقدم باختصار أيضا أهم و أخطر معوقات النهوض مترابطة بالمشكلة الأخطر في كل البلدان العربية وهي الأمية و هيمنة الجهل و من ثم البطالة المتفاقمة حتى في الاقطار الثرية!!
و تدني التنمية البشرية أو انعدامها كما بالنسبة لحقوق الانسان و الحريات العامة و الخاصة و لاشك يترابط ذلك بصورة متشابكة و معقدة.
مايلي أبرز معوقات النهوض العربي :
أولا: الذهول أمام تدافع حركة التقدم من حولنا بسيطرة عوامل الثورة العلمية.. و الثورة التكنولوجية و المعلوماتية و الميديا بصورة مذهلة و عدم امتلاك ناصية المعرفة العامة و المتخصصه في هذا الشأن.
ثانيا: تركة التخلف التي لاتزال ضاربة بمخالبها في شتى جوانب الحياة الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و الخوف من الاجتهاد و الوقوف على حافة هاوية العصبيات و الصراع المذهبي و الطائفي.
ثالثا: الإنجرار لتقليد الاتجاه الاسهل في التماثل مع الابداع الاعلامي العالمي و استجلاب منتجاتة و بخاصة الثقافة الرخيصة قيمة و قيما بكل مظاهر الاستهلاك.
رابعا: عدم التحديد الدقيق لمعنى الأصالة و جوهر العقيدة الدينية و السلامة الفكرية و حقيقة العلاقة بالتراث الذي نحافظ عليه و نعمل على تجديده و انعدام الجهود التي يمكن بذلها بهدف الابتكار لما يمكن ان يصير تراثا جديدا للأجيال اللاحقة.
خامسا: انعدام رؤيتنا اليقينية أو الاستشرافية للمستقبل بصورته المبسطة و المتحررة من العقد.
سادسا: استحكام مشاعر الخوف و عقدة النقص حول الحاضر الذي نعيشه و حول رؤيتنا لبنائه و تحكم عوامل الإحباط و التواكل الأعمى.
سابعا:أهمال التعامل الجدي مع العديد من نظريات بناء النهضة العربية الإسلامية فهي سابتة في الأوراق و لا توجد إرادات صادقة لتبنيها في الواقع العملي و النضال من أجلها.
ثامنا: الاستهانة بالوقت و عامل الزمن في كل الأمور فقدان الأشياء كبيرة أو صغيرة لا نقدر قيمتها أو نشعر بالخسارة دون ان نحاسب و نسأل لماذا¿! بينما الآخر يخطط على المستوى الشخصي لكل ما يمكن أو يجب أن يفعله على مدار الأيام و الأسابيع و الشهور و امتداد العام.
تاسعا: الاندهاش من التجارب العظيمة الإنسانية القائمة في البناء و النهوض الحضاري لكثير من الشعوب و الأمم التي أستطاعت أن تهتدي الى الطريق الصحيح لكننا لا نستطيع أن نستفيد منها بل نحاول أن نغلق عليها العديد من الأوصاف المعادية لها مثلما نفعل أيضا مع ميراثنا الايجابي في تجارب النهوض و التطور لأننا لا نستفيد من التاريخ.. التاريخ في نظرنا مفاخرة و مادة استهلاكية في أحلام اليقظة الفردية و الجماعية.
عاشرا: إهمال الثقافة و عدم اعتمادها كوسيلة جوهرية لصنع التغيير المنشود.
إلى هنا و أخجل من نفسي أن أضيف!! و لكنني أختم بالتساؤل حول مدى تحقيق المطلوب في مواجهة و معالجة تلك المعوقات بالنسبة لبلادنا في الرؤية التي سوف يخلص إليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالنسبة لفريق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة! في كل فروع الخطة الإنمائية سواء في الإستراتيجية العامة الجديدة أو في الأهداف العامة في كافة القطاعات.. و أهداف الألفية الثالثة بالنظر لمحدودية الفترة الزمنية المرتبطة بها في خطة الأمم المتحدة !! و التزامات الدول أمامها !! و الله ولي التوفيق !!

قد يعجبك ايضا