تداخل الأجناس الأدبية 2-2

إبراهيم أحمد ثابت

 - التاريخ في الرواية:
   ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ وثيقة وقوية ﺤﻴﺙ أن ﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ترافق مع صعود التاريخ حيث"ﺍﺘﻜﺄ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋـﻥﺃﺼﻭﻟﻪ" . ثمة  علاقة بين الرواية والتاريخ فهي علاقة لها أبعاد متعددة  فالرواية تتناول الأحداث  التا
إبراهيم أحمد ثابت –
التاريخ في الرواية:
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ وثيقة وقوية ﺤﻴﺙ أن ﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ترافق مع صعود التاريخ حيث”ﺍﺘﻜﺄ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋـﻥﺃﺼﻭﻟﻪ” . ثمة علاقة بين الرواية والتاريخ فهي علاقة لها أبعاد متعددة فالرواية تتناول الأحداث التاريخية من منظور فردي وبدون توثيق العلمي, وقد نجدأن الرواية هذه يمكن أن تتحول إلى وثيقة تاريخية تشير إلى حقبة معينة من تاريخ اليمن وخصوصا عدن وربما نجد أن لها تأثيرا أكثر مما يقدمه المؤرخون .
فرواية حبيب سروري ترصد واقعا جديدا مرت به عدن وعبر ما يقدمه شخصية ناجي, وهو شاب صغير يعيش في حي الشيخ عثمان أحد واهم أحياء مدينة عدن حيث يمارس فيها حياته اليومية لكنه ينظر إلى واقع المدينة الجديد فنجد يقدم لنا وصفا تاريخيا عن مدينة عدن في فترة السبعينيات من القرن الماضي في بدايات العمل الثوري في جنوب اليمن فهو يرصد لنا التحولات التاريخية التي شهدتها مدينة عدن, عندما يقدم ناجي حي الشيخ عثمان وما شهده في تلك الفترة من أحداث تتصل بالواقع السياسي الجديد ودخول أبناء الريف إليها وكيف كانت تمتلئ بالمسيرات والهتافات المسانده للثورة . ويصور لنا الشباب المهتم –فقط- بالألعاب وغير مهتم بما يجري حوله من تطورات فالسارد يرصد لنا تاريخا مليئا ومهما من تاريخ عدن من أول كلمة داخل الرواية “عبث ينخر المدينة ويجوس خلال شوارعها ويحاصرها من كل الجهات ويتحكم بكل شئ فيها وينتشر في كل مكان”(الرواية ص7) . فنجد السارد لايكتفي بالوصف لمظاهر المدينة الجديدة وشوارعها لكنه يقدم لنا وصفا دقيقا لتضاريس وشوارع وعمارات المدينة وكذلك يصف تاريخ الحياة الصعبة لمدينته وشكلها الخارجي (كأنه طير محلق في السماء يشاهد كل ما هو داخل المدينة-وما يسموه ب(عين الطائر) حينما يقدم السارد وصفا لمكان من فوق أشبه بمشاهدة الطائر حين يحلق فوق هذا المكان- ـفيظهر حي الشيخ عثمان في شكل مستطيل من خلال بيوتها الصغيرةالمتقابرة والمرتبطة بعضها ببعض يقول: “من يعرف الشيخ عثمان يعرف تماما أن الحزن يعيش فيها مسرورا بين أهله وذويه في معقله المثالي في مسقطه العمودي على كوكبنا وسيستنتج من ذلك أنه إذا كان للحزن شكل هندسي فإنه سيكون مستطيلا تماما .. إن الحزن والشيخ عثمان يشكلان ثنائيا مثاليا مختوما إلى الأبد بحب عميق مستطيل.”ص98 ثم يصف لنا العمارات القديمة وبيوت الأسر الفقيرة يقول: “غرفة المطبخ في الشيخ عثمان غرفة كريهة مظلمة شديدة الرطوبة مفصولة عن (الجلي) بسور هش وكل مطبخ أكثر من كابوس ولو لم يكن الأكل ضرورة لن يقترب أحد من هذا المتحف المرعب ولن يعجب بهذا المتحف سوى مليار من الصراصير ومثله من السحليات ومثل ذلك الفئران كلها تعيش في الجلي تصل إليه بسرعة مخترقة أنبوبا طوله متر واحد يربط المطبخ بالجلي ….” ص 99 ويقدم لنا السارد عن معالم المدينة في السبعينات , قبل أن وتتغيرملامحها فيصف حي (الدرين) الذي توجد فيه الورش والمعامل والحرفيون و(الأكواد) أو منطقة (باريس) حسب تسمية

قد يعجبك ايضا