النشيد الأجمل..

محمد المساح


 - 
 نكتب أحيانا وغالبا ما يعني لنا ولكن في النادر ما نكتب لنذكر «بضم النون وتشديد الكاف».
كأن المطر ولا يزال ومنذ البدء حتى النهاية هو النشيد المحبب للأرض اليمنية وإنسانها..
محمد المساح –

نكتب أحيانا وغالبا ما يعني لنا ولكن في النادر ما نكتب لنذكر «بضم النون وتشديد الكاف».
كأن المطر ولا يزال ومنذ البدء حتى النهاية هو النشيد المحبب للأرض اليمنية وإنسانها.. هو نشيد تعزفه السماء بإيقاعات موسيقية مباشرة تهز الروح وتنسى الجسد.. كان البرق شمالي على القرية.. أو جنوبا منها غربا عليها أو شرقا إليها.. هو المفتتح الضوئي في جدار المساء.. وفي ليل يهل بنسمة باردة يحملها الريح ينذر بالبشارة قدوم المطر.
يهتز في القريب البعيد.. وأمام البصر انفلاق البرق بلوامعه التي تريح العين ثم يتبعه دوي الرعد ويسري صوت الراعد في السماء تهتز له الأشياء والكائنات على الأرض طربا. لذلك كان الأسلاف يسمون «إبن ماء السماء» تلك المرموزة الواضحة التي تجسد الرغبة الدائمة والمستمرة في حب المطر.. وتلك الاضحيات التي كانت تقدم كل ذلك.. للماء لنشيد السماء المطر.. ربما يقول قائل: لم تعد هناك أشياء نكتب عنها أبدا.. إنه النشيد الدائم لهذه الأرض هو المهجل والابتهال الحقيقي في قلب إنسان هذه الأرض وهو الابتهال الخفي هو تلك النظرة المتطلعة بخضوع إنساني إلى السماء لهطول المطر.. هو ذلك السؤال الأبدي الذي يسأله شاقي المدينة من أول واصل من القرية: المطر.. الغيث الهثيم ماء السماء.. هل عبرت هذه البلد في التاريخ القديم الأنهار وأستوت على هضابها بعض البحيرات اللامعة سطوحها تحت أشعة الشمس¿ سؤال يفجره الشوق والحنين الدائمين الأبديين للإنسان على هذه الأرض.. للماء للمطر للبرق لهزيم الرعد وهو يهز جدار المساء على أفق قرية تدخل في التقويم تحت غيمة عابرة تفرغ شحنتها من المطر.. تستظل هذه الروح المتقلبة بين الأمل والرجاء وسعة الإبتسامة عرض الأفق والمطر ينشد أغنيته الجميلة رذادا غزيرا تمتلئ فيه «التلم» حتى تفيض إلى أختها.. تلك الأنشوده النشيد المحبب للأرض.. للإنسان.

قد يعجبك ايضا