عدن تتوجس خوفا◌ٍ مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام

عدن – مرفت فوزي –
أطلق الأخ سالم مغلس مدير عام التربية والتعليم بمحافظة عدن صرخة استغاثة من أجل العملية التعليمية في المحافظة .. فالامتحانات على الأبواب ولم ينجز بعد المنهج الدراسي المقرر عليهم.. صحيفة الثورة تضامناٍ مع نداء المدير العام للتربية قي عدن التقت بعدد من مدراء المدارس وأولىاء الأمور لتقف على المشاكل التى تواجهها العملية التعليمية والحلول التي اتخذت لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة.
ولمعرفة أسباب هذه المخاوف التقينا في البداية الأخ سالم مغلس مدير مكتب تربية عدن الذي قال: لقد وجهت هذه الاستغاثة إلى المجتمع بكل أطيافه وإلى الجهات ذات العلاقة وإلى من يهمهم الامر من أجل تكاتف الجميع لإنقاذ العملية التعليمية التي تنهار على مرأى ومسمع الجميع والمجتمع لم يحرك ساكنا و كأنه مغيب عن الوعي تماما.. واجهنا في البداية إشكالية النازحين الذين اتخذوا من المدارس مأوى لهم وتوقف أولادنا عن دراستهم وبعد خروج النازحين قمنا بترميم وإصلاح ما أفسده النازحون من تكسير وسرقات بالرغم من الصعوبات والمعوقات تم إعادة أولادنا إلى مدارسهم.
وحمدنا الله على أن أولادنا أصبحوا في أمان وسيلحقون ببقية زملائهم في المحافظات الأخرى و سنساعدهم على الاستمرارية وإتمام دراستهم ولكننا واجهنا إشكالية أكبر وهي العصيان المدني وما يقوم به البعض من منع التلاميذ والطلاب من الوصول إلى مدارسهم حيث يدخلون المدارس ويخرجونهم بالقوة ويثيرون الرعب في قلوب التلاميذ وطالبات المدارس ولم يساعدنا أحد .أولىاء الأمور يمنعون أولادهم من الذهاب إلى المدرسة خوفا عليهم إلى جانب أن هناك بعض المدرسين وأولىاء الأمور من الحراك.. إننا في مأساة فالامتحانات الفصلية والنهائية للثانوية العامة والمرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي على الأبواب والمقرر الدراسي في معظم المدارس لم يستكمل.
وأشار إلى أنه تم الجلوس مع مدراء المدارس من أجل إيجاد الحلول المناسبة لكل مدرسة حيث أتضح في بعض المدارس أن العائق هو مدير المدرسة وبعض المدارس العائق فيها أولىاء الأمور خوفا على أولادهم أو يكون ولي الأمر من الحراك لذلك أناشد أولىاء الأمور بالتعاون مع المدرسة من أجل مستقبل أولادهم فهم قادة المستقبل بهم نرتقي وبتخلفهم يهاجمنا الفقر والمرض والجهل والتخلف.. داعياٍ الجميع إلى التعاون من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها بلادنا والتي تعصف بالأخضر وتبيد كل ما هو جميل.

الطالب هو الضحية
> ويرى الأخ / محمد عقلان مدير ثانوية عبده غانم أن المشكلة التي نواجهها أن السياسيين يتخذون الطلاب والتلاميذ وقوداٍ لمعاركهم السياسية وفي النهاية نجد أن الطالب هو الضحية.. وفي مدرستنا نعاني ومازلنا نعاني رغم بعد مدرستنا عن المشاكل التي تواجهها المدارس ونحن قمنا بوضع حلول منها نقل الدراسة إلى فترة الظهيرة وخاصة أيام الاعتصام لكننا وجدنا معارضة شديدة من الطلاب وبعض المعلمين مع العلم لدينا معلمين ذات كفاءة عالية وهم على استعداد للتعليم والعطاء في أي وقت لكن المشكلة في الطلاب أنفسهم وأولىاء الأمور لا سيما وأن الكثير منهم ينتمون إلى الحراك وأولىاء أمور البقية لا يتابعون أولادهم ويقفون من عملية تعليم أبنائهم موقف اللامبالاة.
وأضاف: إن حذف وزارة التربية لاجزاء من المقرر بنسبة 20% في كل مادة ساعد على تقليل الفجوة بين ما أنجز وما تبقى وبالتالي نعتقد أن هناك إمكانية لاستكمال ماتبقى من مقررات.
عصا العصيان
> وللأخت نادرة مهيوب مديرة مدرسة ثانوية عدن وجهة نظر مفادها أن العملية التعليمية بحاجة ماسة إلى جهود الجميع من أجل الحفاظ على عدن مدينة التاريخ والحضارة والعلم ونجاح العملية التعليمية هي مسؤولية الجميع فى المجتمع في حين أن العبء الأكبر يقع على عاتق مدير المدرسة وإدارته المدرسية.
وأضافت: نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل أن نصل بالعملية التعليمية إلى بر الأمان وخلال العام الدراسي الحالي واجهنا تحدي العصيان المدني واستطعنا أن نحل هذه الإشكالية بالجلوس مع الشباب وقمنا بمناقشتهم وتفهموا وهم الآن من يعملون على تأمين بناتنا في أيام العصيان ولكننا الآن نواجه إشكالية أكبر وهي خوف أولىاء الأمور.. لذلك وكما أشرت سابقا أن العملية التعليمية في عدن بحاجة ماسة إلى تضافر الجهود وتفعيل دور عملية التوعية لأولىاء الأمور والتربويين والشباب.. مشيرة إلى أن نشر الوعي من خلال المدرس داخل الصف بأهمية التحصيل العلمي يساعد كثيرا في تفهم أولىاء الأمور من خلال أولادهم والمجالس المحلية عليها مسؤولية تأمين الطلاب للوصول إلى المدرسة.. أيام العصيان¿.
خوف ورعب
> وتقول الأخت مريم أحمد بن بريك .. مديرة مدرسة القادسية للتعليم الأساسي إن مدرسة القادسية للتعليم الأساسي لها ظروف خاصة.. لموقعها بجانب الساحة في المنصورة ورغم أن للمدارس بصمات خاصة في العملية التربوية والتعليمية وتقدم طابور من المتفوقين سنويا.. إلا أننا نقابل العديد من المشاكل التي بدأت عند توزيع الشهادات مند سنتين مع اندلاع شرارة الثورة الشبابية والحراك السلمي كان هناك ضرب شديد من قبل الجيش والأمن على الساحة مما أدى إلى حدوث فوضى شديدة بسبب الخوف والرعب الذي أدى إلى حدوث إصابات بين التلاميذ من الإصابات الخطيرة وإحدى الطالبات أصيبت برصاصة في الصدر والى الآن مستقرة في صدرها ولم يستطيع الأطباء فعل أي شئ لها وهناك كثيرون منهم يعانون إلى الآن من حالات نفسية صعبة ومجموعة كبيرة من أطفال الصفوف الأولى أصيبوا بالخوف والرعب وحالة فوبيا شديدة من المدرسة ويعاني أولىاء الأمور من عدم إيجاد علاج لهم.. فالوضع كان مؤلم قوات الجيش والأمن يضربون الرصاص بشكل عشوائي ولم يراعوا وجود أطفال صغار داخل المدارس المحيطة للساحة.. الآن ونحن مقبلون على الامتحانات النهائية لهذا العام وضعنا حلولاٍ من أجل الحفاظ على التحصيل العلمي للطلاب فلدينا امتحان وزاري للصف التاسع ومن الضروري إنهاء المقرر الدراسي ومن الحلول التي قمنا بها إضافة حصة سابعة للكبار وحصة سادسة للصفوف الأولى وحذفنا الحصص الخاصة بالأنشطة مثل حصة البيئة والفني والمهني إلى جانب المتابعة اليومية لغياب الطلبة .
وعن فتح المدرسة أيام العصيان.. قالت: إذا فتحت المدارس المجاورة أبوابها نحن نفتح مدرستنا والمشكلة ليست من الإدارة المدرسية ولا من المعلمين .. حيث نحن نحضر باستمرار أيضاٍ رغم المضايقات التي نواجهها من بعض الشباب في منعنا للوصول إلى المدرسة المشكلة أن الأسر تمنع أولادها من الحضور خوفاٍ عليهم.
حلول ناجحة
> أروى حمود قاسم وكيلة مدرسة نشوان المنصورة للتعليم الأساسي.. قالت: وضعنا حلولاٍ من أجل تدريس الطلاب أيام العصيان.. وقمنا بتحديد يوم السبت من الساعة الثانية عشرة بعد انتهاء العصيان يحضر طلاب أول – ثاني – ثالث – ثامن – تاسع.. ويوم الأربعاء يحضرون طلاب رابع – خامس – سادس – سابع – تاسع.. علماٍ بأن هذه الحلول تطبق في المدرسة منذ شهرين ونصف ومازلنا مستمرين وهذه الحلول تعتبر ناجحة 100%.
أما بالنسبة لاستغاثة مدير مكتب التربية فهو على حق لأن هناك بعض المدارس لم تجد حلولاٍ أو بدائل لأيام العصيان لذا أثر ذلك على التحصيل العلمي للطلاب .
وعن تأثير أيام العصيان على العملية التعليمية قالت سور مدرستنا هو نفسه سور الساحة والعصيان ليس هو السبب الوحيد في التأثير على التحصيل العلمي للطلاب في المدارس واستكمال المنهج المقرر للطلبة.. فهناك التعيينات الجديدة وغيابهم المتواصل لعب دوراٍ كبيراٍ في عدم استكمال المقررات الدراسية.. فعلينا جميعا التكاتف وبذل قصارى الجهود وإيجاد حلول سريعة من أجل تطوير العملية التربوية.
وأشارت إلى أن الإدارة المدرسية تبذل جهوداٍ كبيرة من أجل استكمال المقررات الدراسية وذلك من خلال المتابعة المستمرة للمعلمين والمعلمات ومتابعة ما تم إنجازه من المقررات وبالذات لسنة تاسع حيث والمعلمون على وشك الانتهاء من المقرر.
أما المعلمة حنان كرامة جدبان في ثانوية الشعب بنات مديرية الشعب.. فقالت: إن المشكلة تكمن في عدم مقدرة كثير من المدارس في إنهاء مقررات المراحل الأخيرة (تاسع- ثالث ثانوي) حتى الآن ونحن على مشارف الامتحانات النهائية ويرجع هذا إلى الإدارة المدرسية وسياستها في وضع الحلول للتغلب على الآثار السلبية للعصيان المدني في محافظة عدن فمثلا هناك بعض المدارس لم تقدم أي بديل للتغلب على أثر العصيان في سير عملية التعليم خاصة المراحل الانتقالية ويختلق بعض مدراء المدارس الأعذار بشكل متعمد من أجل عدم فتح المدرسة اثناء العصيان فهى في وضع صعب لبعض المواد خاصة المواد العلمية.. وهناك مدارس ومنذ بدء العصيان بحثت عن حلول وتم تنفيذها من أجل استكمال المقرر لجميع المراحل.. حيث قامت بعض المدارس بتغيير التوقيت الزمني للدراسة وأخرى بتحويل فترة الصباح إلى ظهيرة أيام العصيان المدني لذا لم يكن هناك أي تعثر في استكمال المناهج.
> أحمد علي أحمد ولي أمر.. قال: لي خمسة أولاد جميعهم في المدارس أثنان منهم في المرحلة الأخيرة تاسع وثانوية عامة وقد عانينا كثيراٍ من الإدارة المدرسية.. حيث يذهب أولادي إلى مدارسهم يجدونها مغلقة ونسأل مدراء المدارس لماذا تغلقونها يقولون لا نتحمل مسؤولية أولادكم إذا أردتم أن تحموا أولادكم فلتأتوا بهم وتجلسوا لحمايتهم الآن المظاهر المسلحة رفعت وأنا عضو في الحراك كان الخوف من الأمن لأنه يضرب أي شئ يتحرك وهناك كثيرون من شباب الحراك يساعدون على وصول التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم أيام العصيان وكثير من المد ارس أضافوا: حصصاٍ وآخرين لغوا الفترة الصباحية وحولت إلى الظهيرة.
إحباط المعلم
> المدرسة آمال الضباعي في ثانوية النعمان تحدثت بدورها عن المشكلة بقولها: بسبب العصيان تم توقيف كثير من المدارس عن التعليم وهذا يرجع إلى عدم وعي الطلاب بأهمية التعليم والحرص عليه من أجل أن يرسم لهم مستقبل أفضل إلى جانب هروب الطلاب من المدرسة والحصص الدراسية وهذا يعني أن اللوم لايقع على العصيان فقط وهذا يؤدي إلى إحباط المعلم من عدم وجود الطلاب أنفسهم داخل الحصص الدراسية.. أيضاٍ كثافة عدد الطلاب ونقص الكراسي لبعض الطلاب.. عدم تعاون أولىاء الأمور بإحضار أولادهم يوم العصيان رغم تحول الفترة الصباحية أيام العصيان إلى الظهيرة .
آثار سلبية
> المعلمة انتصار أحمد عمر السقاف مديرة مدرسة باكثير الثانوية للبنات مديرية صيرة قالت: نجحنا في كسر العصيان المدني رغم أنه كان هناك تأثير سلبي على سير العملية التعليمية في مدرستنا في بداية العصيان ولكن ومنذ الأسبوع الأول تم معالجة هذه الإشكالية بالجلوس مع شباب الحراك وإقناعهم بعدم إدخال التعليم في القضية الجنوبية.. ولا يمكن تحطيم بناتنا بتوقفهن عن التعلم.. ولكننا نقابل إشكالية أخطر وهى قلق أولىاء الأمور على بناتهم وعدم السماح لهن بالتوجه إلى المدرسة.. وهذه الإشكالية وجدنا لها حل أيضا من قبل الإدارة المدرسية والاتفاق مع شباب الحراك وقد تمثلت الحلول البديلة بنقل الفترة الصباحية إلى فترة الظهيرة أيام العصيان السبت والأربعاء واقناع شباب الحراك بعدم التعرض للبنات وهكذا تمت المعالجات بنجاح ولم تتأثر الطالبات في تحصيل المنهج الدراسي كاملا وبدون أي نقصان وفي موعده المحدد.

قد يعجبك ايضا