نجاح الحوار واستكمال التغيير ليست نزهة

عارف الدوش


 -  من قلب الأجواء المحتقنة وسيناريوهات المواجهة والحسم بقوة السلاح والحديد والنار ومن فوهة بركان العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الثائرة الأخرى عدن  تعز  الحديدة  إب  مارب  شبوة الضالع أبين وغيرها من المحافظات التي تكونت فيها ساحات الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومن قلب حمم المواجهة والقتل
عارف الدوش –

من قلب الأجواء المحتقنة وسيناريوهات المواجهة والحسم بقوة السلاح والحديد والنار ومن فوهة بركان العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الثائرة الأخرى عدن تعز الحديدة إب مارب شبوة الضالع أبين وغيرها من المحافظات التي تكونت فيها ساحات الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومن قلب حمم المواجهة والقتل والدمار وسقوط الشهداء ” 2000″ شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمخفيين وخدمات متوقفة واليمن غارقة في الظلام لا كهرباء ولا ماء ولا بترول والمدن مقطعة الأوصال وأولها العاصمة صنعاء جاءت ” المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية” واستخدم المجتمعان الإقليمي والدولي أعلى درجات الضغوط لمنع الانفجار بالترغيب والترهيب .
وحفظت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مصالح جميع الأطراف خروج مرن وسهل بدون أي مقابل وكلفة يتم دفعها سوى القبول بالتخلي عن الحكم مقابل الحفاظ على الأرواح والأموال من خلال حصانة منحت كان يفترض اعتبارها طوق نجاة لحكام الأمس بلا استثناء سواء كانوا في مربع ثورة الشباب أو في المربع المضاد لها والمستعد للانقضاض عليها في الأخير كانوا من حكام الأمس والحصانة شملت الجميع.
هكذا انتقلت اليمن في ظل قيادة جديدة “رئيس جديد توافقي منتخب وحكومة بالنص بين قوى ساندت الثورة الشبابية الشعبية السلمية والقوى المناهضة للثورة ” إلى هنا كان يفترض أن يبوس قادة القوى المتصارعة أكفهم ” ظهر وقفا” فقد تحولت الثورة والتضحيات والدماء والشهداء والجرحى ومواجهة الرصاص والمصفحات بصدور عارية إلى ” أزمة” وجرى التعامل على أساس المقايضة تسليم السلطة مقابل الحصانة وبقاء الأرواح والأموال.
فقد كان متوقعا أن نموذج اللا حسم والبقاء في مربع التسوية أن الصراع سيأخذ أشكالا أخرى وسيجري بناء تحالفات جديدة تجعل الصراع مستمرا بأدوات جديدة فكانت الاعتداءات المستمرة على الكهرباء وأنابيب النفط والغاز وزيادة الإختلالات الأمنية والإرباك الاقتصادي واستخدام الإعلام والإشاعات والترويج والحديث عن ” توريث جديد” واستهداف الهرم القيادي ابتداء من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مرورا بطاقمه العسكري والأمني وصنع الإرباك وترويج الإخفاقات بل صنعها من العدم.
والهدف النهائي هو إفشال المرحلة الانتقالية بما في ذلك إفشال الحوار الوطني رافعة المرحلة الانتقالية وجعل المشهد السياسي اليمني ومجريات أحداثه غير مفهومة مألاته ولا واضحة مساراته وهذا هو بالضبط ما تريده القوى التي قبلت بالتوافق على مضض أو مكرهة لتعتبر نفسها في ” استراحة محارب” تتحين الفرصة عند أي منعطف حاد لتضرب ضربتها القاضية كما حصل في مراحل ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الماضي عندما انقضت القوة الرافضة للتغيير والمعادية للثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر “على مضمون التغيير ومضمون الثورة فكانت المصالحة بين الجمهوريين والملكيين بداية لتغيير تحالفات السياسة والقوة والمال ليجري الإجهاز على مضمون التغيير وجمدت أهداف الثورة بإقصاء القوى الاجتماعية الحاملة لمشروع التغيير الثوري فكانت حركة 5 نوفمبر 67م ثم أحداث أغسطس 68م المشئومة ثم مقتل إبراهيم الحمدي وسال ربيع علي ” سالمين” ذروة الانقضاض على مضمون الثورة والتغيير.
وجاءت وحدة 22 مايو 90م كحاصل دمج مشروعين متناقضين كان يفترض أن ينتج عنه مشروعا جديدا مختلفا وعندما تخلق هذا المشروع في” وثيقة العهد والإتفاق” تم الالتفاف عليها قبل أن يجف حبر كتابتها والتوقيع عليها فجرى الانقضاض على مشروع التغيير التي كانت تتوخاه الوحدة اليمنية بحرب صيف 94م المشئومة الغادرة التي غدرت ليس بالجنوب وحده وإنما باليمن كلها كونها أنتجت وضعا سار باتجاه الانقضاض على كل شيء بعد أن حول الحكم والاقتصاد ” قوة السلاح والمال ” إلى مشروع قبلي ثم عائلي ضيق
وحتى لا يتكرر المشهد أو السيناريو بأساليب وأدوات تناسب الوضع والظرف محليا واقليميا ودوليا فقد كان تغيير التحالفات السياسية والإقتصادية والبحث عن مصالح اقتصادية وراء انتقال قوى مؤثرة وفاعلة سياسيا واقتصاديا وعسكريا من مربعات الولاء القوي والشديد للثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر ” والتغيير باتجاه تغيير قوى الحكم السياسية والاجتماعية والعسكرية إلى مربعات القبول بنصف ثورة ونصف تغيير أو بتعبير أوضح بتغيير اسمي شكلي يغير الأسماء ويبقي المضمون وهو ما أوصلنا إلى الاستبداد والتوريث.
وليس خافيا على أحد أن ضرب الكهرباء وأن

قد يعجبك ايضا